رغم أنه ليس أولهم.. لما تسمى الأنبا أنطونيوس بأبو الرهبان؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بعيد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الذي علم الرهبنة للعالم أجمع.
وقال الباحث في التاريخ الكنسي مؤنس فرح، في تصريح خاص إن الأنبا أنطونيوس هو أبو الرهبان ولكن ليست أولهم لأنه كانت هناك حركات رهبانية فردية قام بها بعض النساك قبل الأنبا أنطونيوس وكانوا يمكثون على ضفاف النيل وبشكل منفرد.
وأضاف أنه أبرز الذين سبقوا الأنبا أنطونيوس هو الأنبا بولا، في إشارة إلى أنه لم يكن اسمهم رهبانا ولكن كان اسمهم نساكا أو زاهدين، ولم يكن هناك دير يأويهم وهو ما جعل الأنبا أنطونيوس أبا الرهبان لأنهم أول من عمل نظام للحياة الرهبانية وحياة للتلمذة وحياة مشتركة بينهم.
ومن جانبه، قال البابا الراحل شنودة الثالث في كتاب "الأنبا أنطونيوس" إن القديس الأنبا أنطونيوس له فضائل وميزات عديدة، لعلكم سمعتموها من قبل لذلك أتحير في كل سنة، عن آي شيء أخاطبكم. ولكن لعل من الأشياء التي نذكرها في مقدمة ميزات هذا الإنسان البار، أنه أحد الأوائل. أقصد أنه واحد من الذين شقوا طريقًا جديدًا، طريقًا صعبًا وجميلًا، لم يسبقه إليه أحد من قبل.
وأضاف: رهبان كثر ملأوا الدنيا آلاف وملايين. لكنه كان أول راهب في العالم، له مكانته، لأنه أول من سار في الطريق، وأول من وضع نظمه وأسلوب حياته، وأول من شرحه للناس وعرفهم به. تمامًا كما نقول مثلًا أن كثير كتبوا عن لاهوت السيد المسيح. لكننا نذكر القديس أثناسيوس الرسولي كأول لاهوتي كبير، ألف، ورد على الأريوسية في هذا المجال. وكثير ركزوا باسم السيد المسيح في أرض مصر. لكننا نذكر اسم القديس مار مرقس، لأنه أول من كرز فيها، ولم يسبقه في ذلك أحد من قبل. أن الأوائل الذين بدأوا الطريق، لهم مكانتهم.