الكنيسة الماررونية تحتفل بذكرى القديس أفرام السرياني
يحتفل موارنة مصر اليوم، بذكرى القديس أفرام السرياني أو السوري وهو ولد في نَصِيبين (سنة 303م. أو 306 م.).
ارتكب هفوات كثيرة في طفولته جعلته يندم عليها طوال حياته.أُولع بالكتاب المقدّس وراح يقتبس منه الأبيات الشعريّة الرائعة والطلبات التي دُعيت باسمه. تتلمذ على يد القدّيس يعقوب أسقف نصيبين. رُسِم شمَّاسًا بعدما رفض أن يكون كاهنًا، لتواضعه، فتصرّف كالمجانين ليصرف عنه نظر الذين رشّحوه لهذا المنصب.
إامتاز بحدّة الطبع وسرعة الغضب فعمل على إصلاح نفسه فأضحى كالحمل الوديع بعد جهادٍ مرير. دافع عن الإيمان القويم أمام الهراطقة. وترك مؤلّفاتٍ كثيرةً دفاعيّة، مع شروحٍ للكتاب المقدّس. رَقَدَ بالربّ سنة 373م. لُقّب بكنّارة الروح القدس. وفي سنة 1925، أعلنه البابا بندكتُس الخامس عشر معلّمًا للكنيسة الجامعة.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: حين يشعر الإنسان النبيل برغبة في داخله كي يمتلك الله أو النعمة أو أي شيء آخر، عليه ألَّا يفكّر إلّا قليلّا بالتعزية الداخليّة التي بإمكانه الحصول عليها... إنّ الذين ينسبون إلى الله جميع مواهبه الجسديّة والروحيّة، هم وحدهم يصبحون قادرين ومستحقّين أن يحصلوا على فيض من النِّعّم... يا اولادي، هؤلاء الناس هم مثل ساق الكرمة. من الخارج، هذا الساق هو أسود اللون، ناشف وطفيف القيمة. والذي يجهل ما هو هذا السّاق، يظّن أنه لا يصلح سوى إلى رمْيِه في النار كي يُحرَق. لكن في داخل هذه الدالية تختبئ عروق ممتلئة بالحياة وبقوّةٍ عظيمة تنتج الثمر الفائق الثمن والأكثر عذوبة، ثمرٌ لم تحمل مثله لا الغابة ولا الأشجار.
هذا ما ينطبق على الناس المتفوِّقين بلطفهم والغارقين في محبّة الله. في مظهرهم الخارجي هم كأناس يذبلون كالخشب الاسود والناشف، لأنّهم متواضعون وصغار في مظهرهم الخارجي. هم ليسوا كمَن يتميّزون بالتعابير البليغة والإنجازات المُلفِتة والممارسات الجلّية، إنّهم دون مظهر مُلفت، وبالعودة إلى رأيهم، إنّهم لا يلمعون بشيء. لكن الذي يعرف العِرق الملآن بالحياة والموجود في عمقهم حيث يتخلّون عن كلّ ما هو في طبيعتهم الخاصة حيث الله هو وحده حصّتهم وسندهم. ما أشّد الغبطة التي تمنحه إيّاها هذه المعرفة!.