زاهي حواس: "العفريتة" ترفع أطنان.. والمصري القديم استخدمها (صور)
قال الدكتور زاهي حواس إن المصري القديم كان بارعًا في البناء وفي رفع الأحجار ذات الأوزان التي تصل إلى عدة أطنان بوسائل يدوية مبتكرة، تعتمد على فن الروافع باستخدام الأحبال والأخشاب، ولا زال العمال لدينا في الحفائر يستخدمون نفس الوسائل.
وأضاف حواس في تصريحات لـ “الفجر” أن لحظة رفع غطاء التابوت لأول مرة هي لحظة للتاريخ، وفي الكشف الأثري اليوم كان لدينا تابوت لأول مرة يُفتح منذ ما يقرب من 4000 عام، وغطاؤه يزن عدة أطنان، وهنا استخدم العمال آلة يدوية يطلقون عليها العفريتة.
وأضاف حواس أن تلك الآلة لها ذراع متصل برافعة، والتي تدور بطريقة يدوية مريحة إلى حد ما، فترفع الغطاء عدة سنتيمترات، ثم يضع العمال ما بين الغطاء والتابوت قطعة خشب وهكذا حتى يتم رفع الغطاء لمسافة كافية لرؤية ما بداخله.
وقال حواس إن هذه الآلة قد تكون مستخدمة في مصر من عصر قدماء المصريين، وبقائها وتواصلها عبر العصور يعد دليلًا دامغًا على مهارة المصري في فنون رفع الأحجار الثقيلة.
وجاءت تصريحات الدكتور زاهي حواس على هامش الإعلان عن كشف أثري جديد في منطقة سقارة، حيث نجحت البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار في منطقة جسر المدير بسقارة، في العثور على مقابر تعود إلى عصر الدولة القديمة تشير إلى وجود جبانة ضخمة بها العديد من المقابر الهامة وأولها "خنوم جد إف" المفتش علي الموظفين والمشرف على النبلاء وكاهن المجموعة الهرمية للملك أوناس آخر ملوك الأسرة الخامسة، والمقبرة ملونة وبها مناظر الحياة اليومية.
ومقبرة الثانية للمدعو (مري) وصاحبها يحمل القاب عديدة مثل كاتم الأسرار، ومساعد قائد القصر العظيم، كما تم العثور على مقبرة أخري لكاهن المجموعة الهرمية للملك "ببي الأول"، وعثر على تسعة تماثيل من الحجر الجيري الملون تمثل رجل بجواره زوجته وكذلك تماثيل خدم وتماثيل منفردة، ولم يعثر على أية نقوش تشير إلى اسم صاحب هذه التماثيل وبعد عدة شهور من هذا الكشف تم العثور على باب وهمي بجوار موقع التماثيل يشير إلى أن صاحبه يدعو "ميسي" وأن التماثيل تعود إلى عصر الأسرة الخامسة، لذلك تؤكد أن التماثيل التسعة تخص المدعو "ميسي".
كما تم العثور على تمثال لشخص يظهر واقفا وبجواره زوجته تمسك بقدمه وإلى الجانب الآخر ابنته تحمل أوزة، وتم العثور على بئر يصل عمقه نحو ١٥ متر وأسفل البئر عثر على حجرة داخلها تابوت من الحجر الجيري لصاحبه المدعو "حكا شبس"، وعثر حول التابوت علي العديد من الأواني الحجرية، وهو تابوت لم يمس وأنه مغلق تماما منذ نحو ٤٣٠٠ عام وعند فتح غطاء التابوت عثرنا على مومياء لرجل مغطاة برقائق الذهب، وتعتبر هذه أكمل وأقدم مومياء غير ملكية يعثر عليها حتى الآن.
كما تم العثور أيضا على بئر يصل عمقه نحو ١٠ متر وبداخله مجموعة تماثيل خشبية وكذلك العثور على ثلاثة تماثيل حجرية تمثل شخص واحد للقاضي والكاتب "فتك" وبجواره مائدة قرابين وأمامهم تابوت داخلة المومياء الخاصة به.