محللون سياسيون لـ«بوابة الفجر»: الأوضاع متفجرة في الضفة الغربية.. ويؤكدون: قرارات مجلس الأمن الدولي لم ينفذ منها أي قرار

تقارير وحوارات

فلسطين
فلسطين

اندلعت صباح اليوم الخميس، مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وعلى المدخل الشمالي للمحافظة، تنديدا بالجريمة الوحشية التي ارتكبت في محافظة جنين ومخيمها، وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين وجرح العشرات وتدمير الممتلكات.

ودعت حركة فتح إلى الإضراب الشامل، والتصعيد في كل بقعة ونقاط التماس، مع الاحتلال، والنفير العام لردع الاحتلال عن الاستمرار بالاستفراد في جنين ومخيمها.

وذكرت الحركة، أن ما يحدث بجنين هو مجزرة حقيقية ليس فقط بحق أهالي جنين، بل بحق الشعب الفلسطيني كاملا، فألمهم هو ألمنا، وكل ما يتعرضون له ما هو إلا محاولة لكسر عزيمة شعبنا والنيل من إرادته".

قوات الاحتلال نشرت قبة حديدة على حدود قطاع غزة

وفي نفس السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن  قوات الاحتلال تتأهب بعد الجريمة التي ارتكبتها صباح اليوم في مدينة جنين، وذلك لخوفها من أن  يكون هناك ردًا من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال نشرت قبة حديدة على حدود قطاع غزة، الذي يعيش حالة ترقب وهدوء نسبي.

وأكد « الرقب» في تصريحات خاصة لبوابة الفجر، أنه إذا أطلقت المقاومة اليوم صواريخ من قطاع غزة، فقد نجد عدوان صهيوني ضد قطاع غزة، وهذا سيكون بمثابة طوق نجاة لنتنياهو وحكومته، للهروب من الأزمة الداخلية، وقد نشهد تصعيدًا على قطاع غزة والضفة الغربية خلال الأيام القادمة.

ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن هناك جلستين لمجلس الأمن للأسف لم يخرج خلالهما بقرار بناء على طلب أمريكي تجنبًا للإحراج، مؤكدًا أن كل النقاشات تناولت الوضع المتأزم في الأراضي الفلسطينية، وإدانة من الجميع لسلوك حكومة نتنياهو اتجاه الشعب الفلسطيني ومقدساته دون إصدار أي قرار من مجلس الأمن.

ومن جانبه أشار الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن الأوضاع متفجرة في الضفة الغربية، ومجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونى صبيحة هذا اليوم، نتج عنها استشهاد 10 شهداء في أوسع اقتحام لمدينة جنين، الأمر الذي ينذر بكارثة وبتفجر الأوضاع، لافتًا إلى أن مخطط بن غفير وسومتريش يسير بشكل كامل لمزيد من الاستيطان والتهويد والاقتحامات والاعتداءات المتواصلة بهدف ضم الضفة الغربية.

واوضح «الحرازين» في تصريحات خاصة لـ«بوابة الفجر»، أن هذا الأمر يتطلب حالة من التحرك العاجل والسريع والفوري، من قبل مجلس الأمن والامم المتحدة، للتصدى لهذا التصرف اليومى الفاشى الذي يرتكب على أيدي مجرمي الحرب بقيادة نتنياهو وبن غفير وسومتريش، متابعًا: «دولة الاحتلال وحكومتها الفاشية تعتبر نفسها فوق القانون الدولي، ولذلك حالة التصعيد المستمر والمفتعل من قبل هذه الحكومة ستؤدي إلى إنفجار المنطقة بأكملها، وعلى العالم تحمل مسؤولية ما يحدث».

مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة أمام اختبار حقيقى

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن هناك العديد من قرارات مجلس الأمن والتى بلغت 86 قرارًا، لم ينفذ منها أي قرار، بالإضافة إلى أكثر من 760 قرارًا للجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى وصل الأمر بمجلس الأمن، إلى عدم القدرة على إصدار بيان يدين هذه الجرائم نتيجة الفيتو الأمريكي، ولذلك مجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة أمام اختبار حقيقى وجاد لإنقاذ منظومة العلاقات الدولية، والحفاظ على مكانتها ودورها؛ لأن الإجرام الصهيونى فاق كل تصور.

وطالب «الحرازين» بضرورة خلق حالة من الحراك على مستوى المجموعات العربية والاسلامية، وعدم الإنحياز لتحريك الموقف أمام مجلس الامن، في ظل حالة الإجرام المتواصل من قبل حكومة التطرف واليمين الاسرائيلي.

وكشف المحلل السياسي الفلسطيني، عن دعوة الرئيس أبو مازن القيادة الفلسطينية، لاجتماع عاجل وطارئ، لبحث الموقف والخطوات الواجب اتخاذها لوقف هذه الفاشية الصهيونية، ودعت وزارة الخارجية عبر الوزير المالكى مجلس الأمن، ودول الاتحاد الأوروبى، وكافة دول العالم للتحرك، والمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، لوقف هذه الجرائم، وذلك عبر البعثات الدبلوماسية والسفراء فى دول العالم، لأنه لم يعد مقبولا أن تستمر إسرائيل بجرائمها دون حساب أو عقاب، وإلا المنطقة ستدخل في دوامة وحالة من الإنفجار لن تحمد عقباها، ولا بد من لجم ومحاسبة هؤلاء المتطرفين بن غفير وسومتريش ونتنياهو، لانهم آخذين المنطقة إلى أحداث من الصعوبة السيطرة عليها.