سويسرا ملجأ الأثرياء.. هل تتخلى برن عن حيادها من أجل أوكرانيا
أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية، سويسرا على تغيير سياسة الحياد الخارجية بعد 200 عام من انتهاجها لهذا الطريق، ولكن بالرغم من أن الاقتصاد السويسري قائم على تلك السياسة التي تتبناها إلا أن الخوف على صناعة الأسلحة السويسرية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، جعلها تفكر جديًا للخروج من قوقعتها، باعتبارها ملجأ الأثرياء في الحروب.
سويسرا تسعى لتصدير الأسلحة
وفي السياق ذاته، صوتت لجنة في البرلمان السويسري، يوم الثلاثاء، تسعى فيه لتقديم طلب تعديل قوانين البلاد، من أجل إتاحة تصدير أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا من خلال دول أخرى، ولكن بالرغم من ذلك لم تسمح سويسرا للدول التي تملك أسلحة سويسرية الصنع بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا، وذلك بما يتناسب مع حيادها العسكري، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس الفرنسية.
وبحسب قانون المواد الحربية السويسري، لا يتم الموافقة نهائيا على طلب إعادة التصدير إذا كانت الوجهة النهائية دولة في حالة نزاع عسكري ودولي، في حين أن لجنة السياسات الأمنية في البرلمان، صوتت لغالبية 14 صوتا مقابل 11 لدعم اقتراح تغيير القانون حتى تستطيع إمداد كييف بالأسلحة.
وطلبت اللجنة في بيان صادر لها بضرورة الإسراع بإقرار التعديل، الذي يجب أن يظل ساريا حتى نهاية عام 2025، مضيفة أن غالبية الأعضاء اعتبروا أنه يقع على عاتق سويسرا أن تقدم المساهمة في مسألة الأمن الأوروبي، من خلال تقديم المزيد من المساعدات المهمة إلى أوكرانيا.
وأشارت اللجنة إلى أن باب الاقتراح مفتوحًا أمام الحكومة السويسرية لوقف إعادة تصدير الأسلحة في حال يسبب ذلك مخاطر كبيرة تهدد السياسية الخارجية السويسرية.
سويسرا تنهى الحياد
ومن ناحية أخرى، كانت سويسرا تنتهج سياسة الحياد التام تجاه مختلف قضايا السياسة الخارجية، وهو أمر قد يكون مفهوم، ولم تعترض سويسرا للهجوم من قبل القوات الأجنبية منذ أكثر من 200 عام، كما أنها استطاعت أن تنجو من الحروب والكوارث التي ضربت أوروبا خلال النصف الأول من القرن العشرين، وذلك حسب صحيفة ipg-journal السويسرية.
وعقدت سويسرا عدة صفقات مع ألمانيا لتجنب غزو محتمل، وأثناء الحرب الباردة، أعلنت سويسرا حيادها رسميًا، ولكن يبدو أن الوضع الحالي أجبر سويسرا على الخروج عن حيادها.
خسائر سويسرا
وفي وقت سابق، قال أستاذ الفلسفة السياسية رامي العلي، إن الاقتصاد السويسري قائم على سياسة الحياد التي تتبناها، حيث أنها تجعل بنوكها مفتوحة على مصراعيها لتلقي أموال كل الأطراف في أي صراع، وفي المقابل تجعل هذه الأطراف حريصة على حماية أراضي سويسرا من أن تتنقل إليها السنة الحروب خشية على هذه الودائع.
وأضاف":" أن سويسرا إذا قررت الانحياز لطرف على حساب الآخر سيؤدي إلى خسائر فادحة، وتأتي في مقدمتها سحب الإيداعات من البنوك السويسرية الأمر الذي يهدد اقتصادها"، وفقًا لسكاي نيوز عربية.