"دافوس": قادة العالم يبحثون سبل معالجة الأزمات الملحة
بحث قادة العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023 سبل معالجة الأزمات الاقتصادية وأزمات الطاقة والغذاء المستمرة مع وضع الأساس لعالم أكثر استدامة ومرونة.
وأفاد المنتدى الاقتصادي العالمي، في البيان الختامي له عبر موقعه الالكتروني، اليوم الجمعة، بأن اجتماع قادة العالم في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2023 هو أول تجمع دولي كبير لهذا العام.
وبينما يتوقع العديد من الاقتصاديين مخاطر الركود في عام 2023 ويرون أن التوترات الجيوسياسية تستمر في تشكيل الاقتصاد العالمي، كان هنالك بصيصا من الأمل يلوح في الأفق بأن الضغوط على الغذاء والطاقة والتضخم قد وصلت ذروتها بالفعل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن "عالمنا يعاني من عاصفة كاملة على عدد من الجبهات"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن عدد من التحديات المترابطة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية العالمية والمناخ ومستويات الدخل وعدم المساواة بين الجنسين والعلاقات الأمريكية-الصينية والحرب الروسية في أوكرانيا وتداعيات جائحة كورونا المتبقية.
وأكد جوتيريش أن الوقت حان الآن أكثر من أي وقت مضى لتشكيل مسارات للتعاون في عالمنا المجزأ.
وأعرب قادة العالم عن تضامنهم مع أوكرانيا، إذ قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا "ما دام كان ذلك ضروريا".
وأوضح أنه على الرغم من الحرب، فإن أكبر اقتصاد في أوروبا سيتجنب الركود هذا العام بفضل جهوده للحد من تأثير أزمة الطاقة في المنطقة على الاقتصاد، وأكد مجددا هدف ألمانيا المتمثل في تحقيق الحياد المناخي.
كما أعلن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه أن بلاده منفتحة على العالم بعد ثلاث سنوات من العزلة الوبائية، وأكد أهمية التعاون الدولي والاستقرار الاقتصادي وإعادة العولمة.
وبحسب المنتدى الاقتصادي، أصبح التعاون أكثر واقعية وأظهرت قرية التعاون العالمي التابعة للمنتدى كيف يمكن تسخير ميتافيرس للعمل الدولي الشامل والفعال.
ومع بدء العصر الذهبي للذكاء الاصطناعي، ستوفر التكنولوجيا المزيد من السبل للجمع بين الناس.
وفي هذا الصدد، قال المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب: "من خلال قوة التعاون والابتكار وحسن النية والإبداع البشري، لدينا القدرة على تحويل التحديات إلى فرص. هذه هي روح حل المشاكل من خلال الاحترام المتبادل والتعاون. هذه هي روح دافوس".
وبحسب البيان الختامي لمنتدة دافوس، فبينما تتقارب الأزمات، يجب أن تتقارب الحلول أيضا.
وأكد الاجتماع السنوي أهمية الروابط عبر التحديات النظامية الكبيرة. ومن خلال أكثر من 480 جلسة، اجتمع أكثر من 2700 من القادة- بما في ذلك أكثر من 350 شخصية عامة من قادة الحكومات و47 رئيس دولة - في الاجتماع السنوي 2023 لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحا في العالم.
وبحث منتدى دافوس العديد من القضايا الدولية وأطلق عدة مبادرات:
أولا: على الصعيد الجيوسياسي:
ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا من كييف عبر فيديو كونفرنس بينما تحدثت زوجته السيدة الأولى أولينا زيلينسكا، شخصيا في دافوس - وحث كلاهما زعماء العالم على دعم اقتراح أوكرانيا المكون من 10 نقاط لإنهاء الحرب، والذي يتضمن إنهاء الأعمال العدائية واستعادة حدود الدولة مع روسيا والإفراج عن جميع السجناء والمرحلين، وكذلك ضمان الأمن الغذائي والطاقة والعدالة.
وتعهد القادة الأوروبيون، بما في ذلك من ألمانيا وإسبانيا وبولندا وفنلندا، بدعمهم لأوكرانيا، مسلطين الضوء على أهمية التضامن الأوروبي والحاجة إلى مواصلة دعم حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
وقدم نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه تطمينات بشأن تخفيف القيود المفروضة على قطاع العقارات في الصين. وأكد هدف الصين المزدوج المتمثل في تحقيق ذروة انبعاثات الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وحددت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، الخطوط العريضة لخطة الصفقة الخضراء الصناعية لجعل أوروبا موطن التكنولوجيا النظيفة والابتكار، مع العلم بأن الاستراتيجية تستند إلى أربع ركائز وهي: بيئة تنظيمية توفر السرعة والوصول وتمويل إنتاج التكنولوجيا النظيفة ورفع المهارات وتعزيز التجارة.
وأعربت دول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك كولومبيا والبرازيل وكوستاريكا،عن تفاؤلها حيال قدرة المنطقة على أن تصبح رائدة عالميًا في توفير الطاقة النظيفة مع إمكانية أن يصبح تصدير الطاقة المتجددة محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في أمريكا اللاتينية.
أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي شبكة جديدة من المنظمين عبر الإنترنت من المملكة المتحدة وأستراليا وأيرلندا وفيجي تهدف إلى إيجاد أوجه تآزر عبر المناطق الجغرافية وحماية المستخدمين النهائيين.
عمل المنتدى الاقتصادي العالمي على تشجيع الحوار عبر مجتمع للحوار الخاص والذي تجلى في اجتماع قادة الأعمال الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتحت مظلة هذا المجتمع، سيعمل المبعوث السويسري للشرق الأوسط بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي لإطلاق مجموعة عمل مشتركة حول المناخ والعلوم، والتي ستركز على ندرة المياه والزراعة وإدارة النفايات. اجتماع قادة العالم معًا لتعزيز الحوار في غرب البلقان ومعالجة الأزمة السياسية في ميانمار.