أعضاء البرلمان الأوروبي يطالبون بإدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء
النظام الإيراني يترنح.. صراع داخلي على السلطة والضغوطات الخارجية (تقرير)
دعا البرلمان الأوروبي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء في أوروبا، وهي خطوة يخشى بعض الساسة الغربيين أنها قد تدفع إيران إلى الانسحاب من المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وفي ردها الأول، قالت إيران إنها ستصنف جيوش الاتحاد الأوروبي كمنظمات إرهابية إذا تم حظر الحرس الثوري الإيراني، حيث أكد "حسين أمير عبد اللهيان" وزير الخارجية الإيراني، في اتصال هاتفي مع "جوزيب بوريل" منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن الحرس الثوري الإيراني هو مؤسسة تخلق الأمن.
وأعلنت "أورسولا فون دير لاين" رئيسة المفوضية الأوروبية،دعمها الدعوات الرامية إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية، حيث هدد بعض السياسيين الإيرانيين إن مثل هذه الخطوة - التي تم تنفيذها بالفعل في الولايات المتحدة من قبل دونالد ترامب - يمكن أن تؤدي إلى انهيار المحادثات بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وهو المصطلح الفني لاتفاق عام 2015.
حظر الحرس الثوري أو مزيد من العقوبات
ويمكن القول إن حظر الحرس الثوري الإيراني، بدلاً من فرض المزيد من العقوبات، من شأنه أن يجعل من الصعب على مؤيدي النظام الإيراني جمع الأموال، ويلعب النقاش الأوروبي دورًا موازيًا في المملكة المتحدة، حيث يدعم النواب بقوة الحظر كإجراء إضافي إلى جانب فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني برمته.
كما يدعم العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين يدعمون حظر الحرس الثوري الإيراني إنهاء محادثات الاتفاق النووي لعام 2015. وقالت هانا نيومان، النائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر، للبرلمان: “كيف يمكننا أن نتحدث عن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة إذا كان الشيء الوحيد الذي سينتج هو الاعتراف الدولي الذي يحتاجه النظام الإيراني بشكل عاجل؟ لقد انتهى زمن السياسة الغامضة. وطالما استمرت حملة القمع الوحشية ضد الاحتجاجات، فلا ينبغي لنا أن نتفاوض. وطالما أن الحرس الثوري الإيراني يرهب شعبه والمنطقة، فيجب أن نعاملهم كإرهابيين”.
انقسام ألماني داخلي ودعوات لإنهاء اتفاق النووي
وكان الجدل حول حظر الحرس الثوري هو الأكثر حدة في ألمانيا، حيث قالت "أنالينا بيربوك" وزيرة خارجية ألمانيا والقيادية بحزب الخضر، إنها تدعم الحظر ولكن فقط إذا كان قانونيًا.
وقالت نوربرت روتغن، النائبة عن الحزب الديمقراطي المسيحي والمتخصصة في الشؤون الخارجية في تصريحات لوكالة "رويترز" : "وزارة الخارجية الألمانية تتظاهر بوجود عقبات قانونية أمام حظر الحرس الثوري الإيراني.
وأوضحت "روتغن" أن معاملة إيران لحركة الاحتجاجات الأخيرة كانت خطيرة للغاية، ومن خلال عدم اتخاذ قرار لصالح إدراج قائمة الإرهاب، يظل الاتحاد الأوروبي مترددا بشأن هذا الأمر.
وأضافت :"تم استيفاء جميع المتطلبات القانونية. حاليًا، يقوم المدعي العام الألماني بمقاضاة الهجمات الإرهابية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على العديد من المعابد اليهودية في ولاية شمال الراين وستفاليا، وفي الولايات المتحدة هناك قرار من المحكمة الفيدرالية ضد الحرس الثوري الإيراني بسبب أعمال إرهابية".
ويرحب بعض المسؤولين الأميركيين بالضغط على النظام لأنهم يعتقدون أن هناك صراعاً على السلطة في إيران، حيث يرى أحد الفصائل أن بقاء النظام على المدى الطويل مهدد ما لم يتحسن الاقتصاد، الأمر الذي يتطلب رفع العقوبات الأميركية والعودة إلى العقوبات.