أحمد فشير يكتب: حزام "بحيرة المنزلة".. طريق موتٍ جديد
تئن قلوب أهالي بلادي (المنزلة) والمناطق حولها من حوادث السير شبه اليومية التي تقع على طرق الموت التي تربطهم بالمحافظات الأخرى، وينضم إليهم طريق موتٍ جديد وممهد تحت مسمى "الحزام الآمن" الذي لا ينطبق أبدًا مع الواقع وعدد الحوادث التي سجلها منذ دخوله الخدمة في عدة أشهر تتنافى مع أضعف الأمان.
الطريق يا سادة هو كـ "الصراط" ولكن في الدنيا، جسر مضروب على ظهر بحيرة المنزلة أحد من السيف (حارة فردية) ومليئ بالمنحدرات والمنعطفات، يرده أبناء الدقهلية ودمياط وبورسعيد على وجه الخصوص، وتقع بحيرة المنزلة على جانبيه، دون وجود أي حواجز خرسانية خصوصا في الوصلة (المطرية - بورسعيد).
لا أُبالغ إذا قلت أنك في رحلة مع الموت عندما تطأ هذا الطريق، دائمًا ما يغلبني النعاس في السفر ولكنني في الحزام غير الآمن مهما كان النوم يضرب رأسي تجدني أُفنجل عيني، ولما لا ؟، والزميل الإعلامي سيد موسى عليه رحمة الله لقى مصرعه على هذا الطريق، وكثيرُ قبله، وآخر الضحايا شهداء لقمة العيش عمال مصنع الضفائر ببورسعيد، حصيلة الموتى 4 أشخاص وإجمالي المصابين 14 شخصًا في مشهد مأساوي مُريب تحيط به علامات استفهام كثير في ظل ما تشهده شبكة الطرق بالجمهورية الجديدة.
كل الطرق التي نسلكها يا سادة تؤدي إلى الموت، طريق ترعة السلام (العصافرة - بورسعيد) الذي لم يشهد أي عملية تطوير منذ سبعينيات القرن الماضي نزفت عليه دماء زكية وصاح من أجله برلمانيون على مر العصور ولكنه "لقيط" بين وزارتي الري والنقل، وعلى اتجاه آخر طريق (المنزلة - المنصورة) رحلة عذاب يقضيها يوميًا مرضى وأرباب أُسر وطلاب كُتبت عليهم الشُقة لأنهم من أبناء هذا الإقليم المُهدر حقه في صيانة وتطوير شبكة الطرق.
الحُزن مخيم على بلادنا منذ الحادثة الأخيرة، والدواء في أيدي من افتعل الداء، تزويد طريق الحزام ليصبح آمن بحواجز نيوجرسية في المنعطفات وإضاءته، لأن أبناء هذا الإقليم هم أبناء مصر ولأن المنزلة وإقليمها جزء من الجمهورية الجديدة، حتى لا نكون مع حادثة جديدة نكتب عنها في هذا المكان مؤخرًا.
ودمتم..