دعاء السعي بين الصفا والمروة
شعيرة الصفا والمروة في مناسك الحج والعمرة، نسك عظيم يقوم به الحاج أو المعتمر تخليدا لقصة السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم وأم الذبيح إسماعيل عليهما السلام، عندما تركها سيدنا إبراهيم في صحراء مكة حيث لا زرع ولا ماء، وبرفقتها وليدها الصغير إسماعيل عليه السلام، فنادت هاجر على إبراهيم، وكررت النداء: أتتركنا وتذهب؟ فلم يلتفت إليها. فقالت له: هل أمرك الله بهذا؟ فرد عليها: نعم.. فأجابت بلا تردد: إذًا لن يضيعنا الله.
وما كان من السيدة هاجر إلا الإسراع بالصعود إلى جبل الصفا لتجد لها ولصغيرها ما ينقذها، فكانت فتهبط من الصفا وتسرع بالصعود إلى قمة جبل المروة ولكن دون جدوى سبع مرات، ولما بلغ منها التعب منتهاه بعث الله جبريل عليه السلام، فضرب الأرض بجناحه، وظهر الماء بجوار إسماعيل، لتهرول هاجر نحوه حامدةً وشاكرةً الله، وكانت تسقي ولدها وتقول "زمّ الماء، زمّ الماء"، ومن هنا كانت تسمية هذه العين ماء زمزم.
ومن هذه القصة أصبح السعي بين الصفا والمروة 7 أشواط شعيرة من شعائر الحج والعمرة مليئة بالذكر والدعاء التالي:
ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان يبدأ السعي بجبل الصفا ويقول " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ".
ثم قال: (أبدأُ بما بدأ اللهُ به، فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ، وكبَّره، وقال: لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحده، أنجز وعدَه، ونصر عبدَه، وهزم الأحزابَ وحدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا أنصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعِدَتا مشى، حتى إذا أتى المروةَ ففعل على المروة ِكما فعل على الصفا).
ومن دعاء السعي حصن المسلم للمعتمر أيضا أن يستقبل الكعبة، فيكبر، ويدعو فيقول: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير).
كما يجوز للمعتمر ما دام قد قرأ تلك الأذكار والأدعية أو شيئًا منها، أن يدعو في الطواف وفي السعي بين الصفا والمروة بما أحب وبما شاء مما فيه الخير له في الدنيا وفي الآخرة.
ويستحب في دعاء السعي بين الصفا والمروة أن ينشغل الحاج أو المعتمر بالأوراد الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك إن لم يرد في خاطره دعاء وأراد الانشغال بالذكر أن يقرأ القرآن فهو أعظم الذكر، وأجزى له أجرًا.
دعاء السعي بين الصفا والمروة
يرغب المسلمون في معرفة دعاء السعي بين الصفا والمروة لا سيما وإن كانت أدعية مذكورة في حصن المسلم، حيث الثواب العظيم الذي يحصل عليه الحاج أو المعتمر عند تأدية هذه الشريعة، والتي لا يصح الحج أو العمرة بدونها مثلها مثل الطواف وباقي المناسك، ونذكركم بموعد بدء موسم الحج والذي يبدأ اليوم الثامن من شهر ذي الحجة والموافق ميلاديا يوم 7 يوليو 2022، وهو يوم التروية، ويليه يوم عرفة 8 يوليو، ثم يوم النحر 9 يوليو وبعده أيام التشريق الثلاث.
ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه كان يدعو به أثناء الطواف بين الصفا والمروة، ويستحب الدعاء به، وهو: "رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك تعلم ما لا أعلم إنك أنت الله الأعز الأكرم.
من سنن السعي بين الصفا والمروة استحباب قول "رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم وأنت الأعز الأكرم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنِي بِسُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِ، وَأَعِذْنِي مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ" "اللَّهُمَّ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ سِرَاعًا سَالِمِينَ، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ آمِنِينَ" "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ".
ويتضح دعاء السعي أيضا في عموم الأذكار المأثورة عن النبي صل الله عليه وسلم مع الدعاء الجامع مثل "اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ".
اللهم إني أسألك من الخيرِ كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرِ كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النارِ وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منَّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا، وانصُرنا علَى من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا.