مى سمير تكتب: الإنترنت حول البغاء من عالم سرى لصنـاعة عالمية
عددهن ٥٢ مليون فتاة ليل فى العالم
العاملون بالدعارة يستخدمون الشفرة وإخفاء الهوية فى ممارسة نشاطهم على الإنترنت
أستراليا تُخضع فتيات الليل لفحوصات طبية ودورية
١٥ دولة تبيع البغاء وتدعم فتيات الليل بطرق خاصة
أمريكا اعتمدت قانونا للتصدى للاستغلال الجسدى.. ونيوزيلاندا تمنح مزايا اجتماعية للساقطات
يعتقد البعض أن الدعارة مهنة حديثة، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث يرجع تاريخها إلى عام ٢٤٠٠ قبل الميلاد فى بابل القديمة، والأدهى من ذلك أن البعض يصنفها كأقدم مهنة فى العالم.
يقدر عدد فتيات الليل فى جميع أنحاء العالم بنحو ٥٢ مليون فتاة، وزاد هذا العدد بنسبة ٥ ٪ سنويًا من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٢، وفقًا لمؤسسة سيليس، المتخصصة فى رصد كل ما يتعلق بهذا العالم السرى. قد يبدو هذا الرقم صادمًا، لكن مع انتشار الفقر المدقع، الاتجار بالبشر، والموجات الهائلة من المهاجرين غير الشرعيين، والعمل القسرى، والعبودية الحديثة، وغيرهم من الظواهر غير الإنسانية، أصبح من الممكن استيعاب هذا الحجم الكبير من العاملين فى هذا المجال. لكن لا يزال فهم حجم ونطاق هذا الاقتصاد، والجهات المشاركة فى هذه التجارة، قضية غامضة غير محددة المعالم، فلا توجد وثائق، أو سجلات قانونية لتحليلها، ببساطة من الصعب فهم حجم هذا الاقتصاد، لكن المؤكد أن هذه المهنة القديمة أخذت شكلًا وحجمًا جديدًا فى القرن الواحد والعشرين.
الإنترنت
أدى استخدام مواقع الإنترنت من قبل كل من فتيات الليل وراغبى المتعة الحرام إلى تغير طبيعة هذا العالم السرى، حيث ساهمت فى ازدهار الدعارة واستمرارها فى النمو عبر استخدام الإنترنت للتسويق للعملاء الجدد وتجنب كشفهم من قبل الأجهزة الأمنية. يتم استغلال إخفاء الهوية التى توفرها التقنيات والمواقع الإلكترونية الجديدة بسهولة من قبل شبكات الدعارة، حيث يستخدم المتورطون فى هذا النشاط لغة مشفرة تضم معانى خفية ليس فقط على مواقع «الويب» السرية ولكن أيضًا على المواقع الشرعية، ووجد باحثون من ولاية ميشيجان وجامعة لويولا بشيكاجو أن ٨٠ ٪ من جميع هذه الأنشطة غير الشرعية تتم الآن عبر الإنترنت، والأخطر من ذلك أنه يتم استغلال عدد من منصات التواصل الاجتماعى للترويج لمثل هذه التطبيقات. خلال السنوات الماضية، تصاعدت الإجراءات ضد ظاهرة الاستغلال الجسدى عبر الإنترنت، تم إغلاق العديد من المنصات التى يمكن أن تسهل ارتكاب هذه الانتهاكات، ففى الولايات المتحدة الأمريكية، تم اعتماد قانونا الفوستا والسيستا فى عام ٢٠١٨ من أجل التصدى لأنشطة الاتجار بالبشر والاستغلال الجسدى عبر الإنترنت، سمحت هذه القوانين للسلطات بمصادرة موقع Backpage، وهو موقع متخصص فى الدعارة، وبدأت الكثير من الدول فى تبنى إجراءات مماثلة، على سبيل المثال، فى فرنسا أُغلقت منصة إعلانية عبر الإنترنت تمت مقاضاتها بتهمة ارتكاب جرائم الدعارة.
سياحةجنسية
يقصد بالسياحة الجنسية ممارسة الجنس عبر دول أجنبية غالبًا فى قارة مختلفة، بقصد الانخراط فى علاقات عاطفية مقابل المال، وتعمل هذه الممارسة فى أغلب البلدان التى يكون فيها العمل بالدعارة قانونيًا، حيث إن هناك ١٥ دولة فى مختلف أنحاء العالم تعتبر الدعارة عملا قانونيًا.
أصبحت الدعارة قانونية فى نيوزيلندا منذ عام ٢٠٠٣، حتى أن هناك بيوت دعارة مرخصة تعمل بموجب قوانين الصحة العامة والتوظيف، مما يُعنى أن العمال يحصلون على مزايا اجتماعية مثل غيرهم من الموظفين.
فى أستراليا تعد الدعارة قانونية فى أجزاء وغير قانونية فى أجزاء أخرى، تعد الدعارة قانونية تمامًا فى النمسا حيث يُطلب من فتيات الليل التسجيل، والخضوع لفحوصات طبية دورية، على أن تبلغ الفتاة من العمر ١٩ عامًا أو أكثر.
فى دول مثل بلجيكا والدنمارك وبنجلاديش وبلجيكا والبرازيل وكندا، تم تقنين الدعارة بهدف مساعدة فتيات الليل على مواجهة الظروف الصعبة وتوفير شكل من أشكال الحماية، وفى كولومبيا لا تخضع فتاة الليل للمساءلة القانونية ولكن إدارة هذه الأماكن تخضع لمعاقبة القانون.
على العكس فى الإكوادور كل ما يتعلق بهذا العالم قانونى، وفى فرنسا تعد الدعارة قانونية، على الرغم من أن الإغواء فى الأماكن العامة لا يزال محظورًا، وفى ألمانيا تم تقنين الدعارة منذ عام ١٩٢٧ وتوجد بيوت دعارة مناسبة تخضع لإشراف الدولة، حيث يتم تزويد العمال بالتأمين الصحى، وعليهم دفع الضرائب، كما أنهم يتلقون مزايا اجتماعية مثل المعاش التقاعدى.
كما اتبعت اليونان الطريقة الألمانية لإدراج الدعارة كوظيفة فعلية فى المجتمع، وفى إندونيسيا لا يوجد إشارة فى القانون لعقاب من يمارس هذه المهنة، وتعد هولندا واحدة من أكثر الأماكن شهرة فى هذا المجال ومن الواضح أنها قانونية تمامًا هناك، حيث يتم وصفها بـ «جنة العشاق».
تشير تقديرات منظمة ECPAT الدولية، المعنية بالتصدى لظاهرة الاستغلال الجسدى والاتجار بالبشر، إلى أن ما يقرب من ٢٥٠ ألف شخص يسافرون دوليًا كل عام للانخراط فى السياحة الجنسية وأن هذه الصناعة تدر إيرادات تزيد على٢٠ مليار دولار.
وتضم قائمة الدول التى تشتهر بالسياحة الجنسية، كولومبيا حيث يعتبر الكثيرون نساء كولومبيا الأجمل فى العالم،، وقد أدى هذا المفهوم إلى ازدهار السياحة الجنسية فى البلاد، على الرغم من أن الدعارة غير قانونية فى ماليزيا، إلا أنها لا تزال متوفرة بكثرة وممارسة على نطاق واسع فى مدن مثل بينانج وكوالالمبور، وتعد السياحة الجنسية فى الفلبين صناعة ضخمة يعمل بها أكثر من ٨٠٠ ألف رجل وامرأة.
العبودية الحديثة
الاتجار بالجنس يُقصد به اتجار بالبشر بغرض الاستغلال الجسدى، وقد سمى شكلا من أشكال العبودية الحديثة بسبب الطريقة التى يتم بها إجبار الضحايا على ممارسة العلاقات الجسدية دون رضاهم، فى شكل من أشكال العبودية، ويُطلق على مرتكبى الجريمة اسم تجار البشر الذين يتلاعبون بالضحايا للانخراط فى أشكال مختلفة من الاستغلال الجسدى.
ويقدر البعض اليوم أن العدد العالمى للأشخاص الذين يعانون من العبودية الحديثة بصل إلى ما يقترب من ٥٠ مليون شخص، فى حين يقدر أن ٢٤.٩ مليون شخص يعانون من الاستغلال الجسدى القسرى، كما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن العبودية الجنسية تقدر قيمتها بنحو ٩٩ مليار دولار. فى عام ٢٠٠٥، كان هذا الرقم لا يتعدى الـ٩ مليارات دولار.