سليمان: مجلة الأزهر هي الشريان الحيوي الذي تنتقل من خلاله علوم العربية والإسلام إلى كل بقاع الدنيا
أكد الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة الإسلامية، أن مجلة الأزهر التي بلغت حتى الآن ستة وتسعين عامًا، تعد مفخرةً لمصر والعالم الإسلامي والعالم بأسره؛ فقد حافظت على خط الأزهر الشريف ومنهجيته الفريدة في ترسيخ التسامح والوسطية والاعتدال، كما حافظت على اللغة والهُوية وعلوم الدين، وحرصت على دعم الفصحى والالتزام بها.
وقال: إن مجلة الأزهر هى البحر الهادئ الهادي، الزاخر بالكنوز واللآلىء، وهى المنارة التى تُرسل النور الذي يوقظ القلوب، وينير العقول والدروب بمنهج الله، وهى الكنز الثمين الذي تزداد قيمته كلما مرَّ عليه السنون والدهور، وهى اللسان القويم الذي لا ينطق إلا بالوسطية والتسامح والاعتدال، وهى ذلكم الجبل الأشم الشامخ الذي يقف حجر عثرة أمام أعتى التحديات التي تواجه هُويتنا وثوابتها وديننا ولغتنا، وهى الشلال المتدفق بالعطاء والوطنية، وهي من القوى الناعمة لمصر المحروسة في كل مكان، وهى الشريان الحيوي الذي تنتقل من خلاله علوم العربية والإسلام إلى كل بقاع الدنيا، بعيدًا عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ ومن ثَمَّ فقد نالت إعجاب العالم أجمع.
وأوضح في مداخلته في الندوة الشهرية لمجلة الأزهر التي عقدت اليوم الأربعاء في مركز الأزهر العالمي للمؤتمرات، تحت عنوان «مِن جهود مجلة الأزهر في النهوض باللغة العربية ودعم الهُويَّة الوطنية» أن كل كلمة تُنشر في مجلة الأزهر عبر تاريخها المديد، تمر بعدة مراحل من: التوثيق، والتحقيق، والتدقيق، وتوزن بميزان دقيق، وذلك من خلال رئاسة تحرير المجلة، ومجلس تحريرها، ومحرريها، ومراجعيها، وبالتالي يستحيل أن ترى فيها كلمة واحدة تحض على التطرف، وذلك في شتى موضوعاتها، التي يُعدُّ كل موضوع منها كنزا في حد ذاته، والتي بلغت نحو خمسة آلاف موضوع منشور، في ألف ومائة وخمسين عددا، خلال عمر المجلة المديد البالغ ستة وتسعين عاما؛ وقد حافظت المجلة -التي ترأس تحريرها كوكبة من كبار العلماء والفقهاء والفلاسفة والأدباء، ويعمل فيها نخبة من أفضل المحررين والباحثين- على تقاليدها الأصيلة، وتواكبت مع العصر، وعالجت قضاياه أولا بأول، وتطورت معه ومع أحداثه، وتشهد كل يوم تطويرًا وتجديدًا في المحتوى والمضامين وفي الشكل والإخراج، كما تشهد توظيفا جيدا للتكنولوجيا الحديثة؛ لتوسيع رقعة الانتشار؛ حتى أصبح لأي أحد في العالم أن يحصل على نسخته من المجلة إما ورقيًّا أو إلكترونيًّا.
وفي نهاية مداخلته قدَّم الدكتور أحمد علي سليمان الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور نظير عيَّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير المجلة، وفضيلة الدكتور حسن خليل الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، وللسادة العاملين في المجلة على الأداء المبدع، وللسادة العلماء الأجلاء المشاركين في الندوة: د/ سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، د/ إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، د/ وفاء كامل أستاذ اللسانيات في كلية الآداب بجامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية، د/ نادية جمال الدين، أستاذ أصول التربية بجامعة القاهرة.