كيف نشأت الكنيسة في الإسكندرية؟
يستعد الأقباط الأرثوذكس للاحتفال بعيد الغطاس المجيد، يوم 19 يناير الجاري، والمعروف أن المسيحية دخلت مصر فى عصر مبكر من القرن الأول الميلادي، لكن كيف نشأت الكنيسة فى الإسكندرية؟
الكنيسة في الإسكندرية هى واحدة من أقدم الكنائس الموجودة فى العالم، وشيدت الكنيسة القبطية بالإسكندرية فى القرن الميلادى الأول، وذلك ما بين سنة 67م، سنة 68م، وحوت أيضًا الصندوق الذى يحمل جسد القديس مرقس الذي أدخل المسيحية إلى مصر.
وتم بناء الكنيسة وتجددت مرات عدة على مر العصور، حيث وسعت فى عهد البابا أشيلاوس سنة 295 م لأول مرة، إلا أنها أحرقت سنة 644 م، وبعد ذلك أعاد بناءها البابا يوحنا الثالث البابا الـ40 سنة 680 م كما ألحق بها ديرًا، لكنها دمرت مرة ثانية سنة 1219 م فى عهد الملك الكامل وقام أبناؤه بإعادة بنائها، وهدمت للمرة الثالثة أثناء الحملة الفرنسية سنة 1798 م وبنيت من جديد بعدها حيث جددت مرة أخرى سنة 1870 بقصد توسيعها.
وتم بناء الكنيسة بشكلها الحالى عام 1950م، حيث وجدت البطريركية أن قبابها آيلة للسقوط فهدمتها وأقامت مكانها الكنيسة الحالية.
فى عام 828 ميلاديا حدثت سرقة جسد القديس مرقس بواسطة بحارة إيطاليين، ونقل من الإسكندرية لمدينة البندقية فينسيا بإيطاليا، وبقيت الرأس بالإسكندرية، لكن استعادت الكنيسة القبطية جسده عام 1968 فى أيام البابا كيرلس السادس.
وتضم الكنيسة مبنى يعود للقرن الماضى ويحتوى على مقر البابا ووكيله بالإسكندرية وقاعات الكلية الإكليركية، وقد تم الاحتفاظ بحامل الأيقونات الرخامى والإنبل والكرسى البابوى مع باقى الأيقونات الأثرية بالكنيسة، وأيقونات أثرية ليسوع المسيح ومريم العذراء، مارمرقس ومارجرجس من العصور القبطية، وتضم رفات الآباء بطاركة الكرسى السكندرى فى الألفية الأولى.
تأتى أهمية كنيسة الإسكندرية كونها تأسست فى فجر المسيحية على يد القديس مرقس، وكان لها الأثر البالغ على الفكر المسيحي، وهى كنيسة رسولية، وكرسيها يعد كرسيًّا رسوليًا بالإضافة إلى أنطاكية وروما والقدس ثم أضيفت لهم القسطنطينية فى مجمع القسطنطينية الأول سنة 381م.