متظاهرون يتجمعون خارج سجن إيراني في محاولة لوقف “الإعدامات الوشيكة”
اندلاع الاحتجاجات لوقف أعدامات محكمة الثورة في طهران (تقرير)
تجمع المئات خارج سجن "رجائي شهر" بالقرب من العاصمة طهران في محاولة لمنع أحكام بالإعدام لاثنين من المعتقلين الشباب الذين أدينوا بدهس ضابط شرطة في سيارة خلال الاحتجاجات في نوفمبر الماضي.
وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والدة "محمد قبادلو" البالغ من العمر 22 عامًا، وهي تدعوا وسط المئات من المتظاهرين للإفراج عن بعد أن ثبت أن ابنها لم يكن في مكان الحادث عندما توفي ضابط الشرطة.
وكان نشطاء حقوق الإنسان قد دقوا ناقوس الخطر بعد نقل قبادلو وزميله محمد بورغاني إلى الحبس الانفرادي، والذي غالبًا ما يكون خطوة أولية قبل الإعدام، ويدعي محاموهم أن الرجلين يحتاجان إلى إعادة المحاكمة أمام المحكمة العليا.
السجن خمس سنوات لابنة رفسنجاني
وفي سياق المحاكمات العاجلة التي جاءت بعد حملة من الاعتقالات الموسعة التي شنتها قوات النظام، حكم أمس الأحد على ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة “الدعاية” و “الأفعال ضد الأمن القومي” لتشجيع الناس على الانضمام إلى الاحتجاجات.
هذا وكانت المحكمة الابتدائية في الفرع الخامس عشر لمحكمة الثورة في طهران قد أصدرت في وقت سابق حكماً بالسجن على فائزة هاشمي رفسنجاني.
وحُكم حينها على فائزة هاشمي رفسنجاني بالحبس 6 أشهر ومنعها لمدة 5 سنوات من الأنشطة السياسية والثقافية والصحافية لارتكابها "جريمة النشاط الدعائي ضد النظام".
يذكر أن فائزة هاشمي رفسنجاني (59 عاماً) هي عضو في حزب "كوادر البناء" الإصلاحي، وتم توقيفها في سبتمبر الماضي بشبهة "التحريض" على الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني في 16 سبتمبر بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
هل تتجاهل طهران الإدانات الدولية بالإعدام
وأُعدم أربعة أشخاص حتى الآن فيما يتعلق بالحركة الاحتجاجية التي اجتاحت إيران منذ وفاة "ماهسا أميني" في سبتمبر الماضي .
ولا يزال السفراء الإيرانيون في أوروبا يُستدعون بعد حكم الإعدام الذي صدر بحق محمد مهدي كرامي ومحمد حسيني يوم السبت، ويتعين على إيران الآن أن تدرس ما إذا كانت ستتجاهل الإدانة الدولية لعدم اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، بما في ذلك حرمان السجناء من الاتصال بمحامين من اختيارهم.
فيما يري محللون أن العنف الذي تعتبره السلطات الإيرانية ردا مناسبا على الإصابات التي لحقت بضباط الأمن خلال الاحتجاجات، يجهض فرص محادثات تجديد الاتفاق النووي، ويدفع جزءا من النظام الإيراني إلى البحث عن علاقات أوثق مع روسيا كبديل للغرب.
ترودو يهدد بطرد الدبلوماسيين الإيرانيين
وأدان "جاستن ترودو" رئيس الوزراء الكندي، سلوك طهران في كلمة له خلال حفل تأبين في تورونتو لـ 176 شخصًا قتلوا على متن رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في 8 يناير 2020.
وقال "ترودو" إن نظام طهران لا يمثل شعبه، وهو الموقف الذي يجعله أقرب إلى طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من كندا، وهو أحد المطالب الرئيسية للمحتجين في الشتات الإيراني الكبير والموحد بشكل متزايد.
كما أدانت "ميلاني جولي" وزيرة الخارجية الكندي، عمليات الإعدام، قائلة: "لقد فقدنا شخصان آخران بسبب عمليات إعدام لا معنى لها من قبل النظام الإيراني"، ودعت إيران إلى وضع حد لهذه الأحكام الوحشية، معربة عن تضامنها مع الإيرانيين الذين لهم الحق في التمتع بحقوقهم الإنسانية.
و في السياق ذاته وصفت "كاثرين كولونا" وزيرة الخارجية الفرنسية عمليات الإعدام بأنها "مروعة"، مضيفة أن فرنسا تجدد معارضتها لعقوبة الإعدام، في كل مكان وفي جميع الظروف، كما طرح أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي قراراً يدعو الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء المفاوضات النووية مع إيران، وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية.
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية الانتقادات قائلة: “إن تصريحات من يسمون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان مليئة بالأفكار العنصرية”.