د.حماد عبدالله يكتب: الغد المشرق لصناعة الغزل والنسيج فى مصر

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

صناعة الغزل والنسيج والأمل، غد مشرق لصناعة الغزل والنسيج
تعود هذه الصناعة المصرية التراث والتاريخ والعصر، إلى سابق عهدها ومؤشرة بأمال عظيمة للإقتصاد الوطنى المصرى، حيث يعود إقتصاد القيمة المضافة إلى الوطن فى هذه الصناعة المصرية الأصيلة، حيث يعود تاريخ تصدرنا لهذه الصناعة إلى عشرينيات  القرن الماضى حينما أنشأ الإقتصادى المصرى العظيم (محمد طلعت باشا حرب) مصانع مصر المحلة الكبرى، ومصر كفر الدوار للغزل والنسيج الرفيع، ومصر حلوان، ومصر البيضاء للصباغة والتجهيز.
ونلاحظ أن كل صناعة، وكل ما تم إنشاؤه يسبقها كلمة "مصر" مثل (مصر للطيران، ومصر للسياحة، ومصر المقاصة) ومصر للنقل البحرى وغيرهم وعلى رأس كل تلك الصناعات والأنشطة التجارية والسياحية والإقتصادية (بنك مصر) بنك كل المصريين حيث أنشأه (طلعت حرب) بقروش المصريين لكى يواجه الإستعمار إقتصاديًا حيث كانت مصر ترزح تحت نير الإستعمار الإنجليزى(1882-1954).

وكانت الحركات الوطنية لمواجهة هذا الإستعمار منذ أن حصلت مصر على إستقلال وهمى عام 1922 وأصبح السلطان(أحمد فؤاد) التابع للتاج العثمانى فى إستانبول ملكًا لمصر والسودان بإتفاق مع الإستعمار الإنجليزى.
فكانت مصانع المحلة الكبرى وإستغلال القطن المصرى، وخاصة طويل التيلة فى الطاقة الإنتاجية للغزل فى مصر تهديد مباشر لمصانع (يوركشير ولانكشير فى إنجلترا) وبهذا التهديد الرائع(إقتصاديًا) واجه طلعت حرب باشا معركة شرسة مع "قصرالدوبارة" حيث يقبع المندوب السامى البريطانى (الحاكم الأصلى لمصر) وليس (سرايا عابدين) حيث يقبع ملك مصر والسودان، وكان الإنذار الموجه لطلعت حرب إما الإستقالة من (بنك مصر) أو سحب كل إيداعات هيئة البريد (الحكومية) من البنك، وهذا معناه سقوط البنك الوطنى ويتبعه كل ما أنشىء من صناعات مصرية (وطنية)، وقبل طلعت أن يتنازل عن وظيفته كعضو منتدب لبنك مصر وشركاته، حاميًا لإستثمارات بنك مصر وحماية للإقتصاد الوطنى، ومع تدهور متباطىء لهذه الصناعة حتى مجىء ثورة يوليو وإهتمام الثورة المصرية وجمال عبد الناصر وأعادة الحياة لها فى عام 1958 إفتتح أكبر طاقة إنتاجية للغزل والنسيج للمحلة الكبرى.
ووصل عدد الأفدنة المزروعة قطن فى مصر إلى 3 مليون فدان لأول مرة فى تاريخ مصر المعاصر وللأسف ولأخر مرة بعد وفاة (جمال عبد الناصر) وإنتقال مصر من إقتصاد القيمة المضافة إلى إقتصاد العمولات (التوكيلات) وقُضَىَ على صناعة الغزل والنسيج كبقية الصناعات الوطنية التى إزدهرت فى عهد (عبد الناصر) من (غزل ونسيج وحديد وصلب وسيارات وسماد وكيماويات) وغيرها من صناعات مصرية للأسف، وحتى فى الثمانينات حينما زادت قوة وسيطرة رجال الأعمال والقطاع الخاص  على كل الصناعات وخاصة فى(صناعة الغزل والنسيج) والتى شبه إنتهت تقريبًا.
إلى أن جاء الرئيس (عبد الفنتاح السيسى) وعقب مؤتمر عظيم جمع كل المهتمين بصناعة الغزل والنسيج بنقابة المهندسين المصرية عام 2016 وشارك فيه خمس وزراء بفندق الماسة بقرار سياسى، كان هذا المؤتمر النوعى الذى إستمر لأكثر من شهرين شبه ندوات أسبوعية شارك فيه الشركة القابضة للغزل والنسيج مع شعبة هندسة الغزل والنسيج بالنقابة، مع كليات الفنون التطبيقية وهندسة المنصورة وهندسة الإسكندرية والمركز القومى للبحوث.
وروابط صناعة الغزل والنسيج وعلى رأسهم أكبر مصنع للسجاد الميكانيكى فى العالم المرحوم (محمد فريد خميس) وخرجت التوصيات لكى تقوم الدولة بتنفيذها، ونرى إن شاء الله خلال اغسطس القادم إنتاج أكبر طاقة إنتاجية للغزل الرفيع فى العالم تحت  سقف واحد 980 الف ماردن فى المحلة الكبرى بقيادة الشاب الرائع (د.أحمد شاكر) خريج الفنون التطبيقية دفعة 1996والذى يقود منظومة إعادة الصناعة إلى عهدها وأكثر بتوجيه وإشراف مباشر من القيادة السياسية المصرية الواعية، والعالمة بأن لا مستقبل للوطن إلا بعودة الصناعة وعودة القيمة المضافة لكل خامات مصر.
عاشت مصر حرة مستقلة 
[email protected]