الدكتور أحمد فتحى سرور يفتح الملف الشائك: مستشفى ٥٧٣٥٧ لن تخرج من أزمتها إلا بعمل انتخابات سنوية لمجلس الأمناء
أزمة الثقة سبب نقص التبرعات وليس زيادة سعر الدولار
أثارت تصريحات مدير مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج سرطان الأطفال بالمجان، الدكتور شريف أبو النجا، حول قلة التبرعات، وقرب نفاد أموال المستشفى، حالة من الجدل خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة أن المستشفى القائمة على تبرعات المجتمع نالها خلال السنوات القليلة الماضية اتهامات تتعلق بعدم الرقابة على أموالها، وأخرى تتعلق بسوء إدارة الأموال التى تصل إلى مئات الملايين، وكتب عن ذلك الراحل الكبير السيناريست وحيد حامد مقالًا أثار جدلًا كبيرًا.
مدير المستشفى قال فى تصريحاته، إن من يراقب أموال المستشفى ربنا، وهو تصريح لا يليق أن يصدر من مسئول عن مؤسسة تقوم على تبرعات المجتمع، وهى بمئات الملايين، كما قال فى سياق تصريحاته الغريبة إن المستشفى «تشبه العروسة ليلة دخلتها»، وذلك لوصف طريقته الفريدة فى الإدارة التى أوصلت المؤسسة لحالة من الجمال شبهها بالعروسة ليلة دخلتها.
الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، يعد أحد مؤسسى هذا الصرح الكبير، كان رئيسًا لمجلس إدارتها، وخصص بنفسه الأرض التى بنيت عليها، وقت أن كان نائبًا عن دائرة السيدة زينب، وكانت تلك الأرض مكانًا لما عرف وقتها بـ «السلخانة القديمة»، كما أنه كان أول المتبرعين للمستشفى فى عام ٢٠٣٣ بمبلغ ١٢٠ ألف جنيه، وشغل رئيس مجلس إدارتها.
وفى عام ١٩١٨ كرمت مستشفى سرطان الأطفال ٥٧٣٥٧، الدكتور أحمد فتحى سرور، وأطلقت اسمه على أحد مبانيها الضخمة، وقال يوم تكريمه إن مستشفى ٥٧٣٥٧ بدأ كحلم وفكرة، وأصبح حقيقة، مضيفًا أنه من أجل ذلك الحلم استقبل بمكتبه بمجلس النواب عددًا من الأطباء من معهد الأورام، وكان بينهم شاب صغير هو الدكتور شريف أبوالنجا.
وللدكتور فتحى سرور، رأى مختلف فيما يتعلق بأزمة التبرعات التى تتعرض لها مستشفى ٥٧، والتى أجبرت إدارتها على فك إحدى الودائع البنكية، فى سابقة تعد الأولى، حيث قال لـ «الفجر» إن ما تمر به مستشفى ٥٧٣٥٧ ليس له علاقة بالأزمة الاقتصادية الراهنة، ونقص الدولار، لكنها أزمة ثقة فقدت تدريجيًا، وعلى الأغنياء والمواطنين بشكل عام تحمل واجبهم ومسئولياتهم تجاه المستشفى، وأشار إلى أنه من غير المنطقى أن نعتمد على الدولة فى كل شىء.
وشدد «سرور» فى تصريحاته لـ «الفجر» على أهمية الدور المجتمعى فى النهوض بالمستشفى، وإعادته إلى ما كان عليه، وطالب الجمعيات الأهلية ووزارة الصحة بالرقابة على التبرعات، وأن يتم تعيين مجلس إدارة للإشراف على ما يتم تحصيله من تبرعات، على أن يتم انتخاب مجلس الإدارة سنويًا، ويجدد فيه الثقة، وأن ينتخب الشخص المسئول عن مجلس الإدارة، ويعاد انتخابه سنويًا، وتجدد فيه الثقة كل عام.
ولفت «سرور» إلى أنه بهذا الحديث لا يوجه اللوم للدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى ٥٧ ولكن عليه تجديد ثقة الناس مرة أخرى فى المستشفى، وهذه هى مهمته التى عليه النجاح فيها عن طريق مجلس أمناء يتم انتخابه بشكل سنوى، وعدم الاكتفاء بسياسة الشخص الواحد فى إدارة المستشفى.
وعلق «سرور» على ما قاله شريف أبوالنجا بأن «من يراقب على أموال التبرعات ربنا» بقوله إن الله بالتأكيد فوق الجميع، ولكن يجب ألا تترك الرقابة على أموال المستشفى فى يد شخص واحد، وإنما يجب أن تخضع لرقابة أكثر من جهة، وهنا يظهر دور وزارة الصحة والمجتمع المدنى.
وأكد «سرور» أن أزمة قلة التبرعات ليس لها علاقة بالحالة الاقتصادية فى الفترة الحالية كما يعتقد البعض، وإنما هى أزمة ثقة بين الناس والمؤسسة التى يجب على القائمين عليها أن يجددوا الثقة بينها وبين الناس مرة أخرى، لافتًا إلى أن القدرة ليست قدرة اقتصادية فقط، وإنما هى قدرة على الاتصال، وهذه نقطة مهمة جدًا، وهذه الثقة تتكون من عناصر مختلفة عن طريق القدرة على الإقناع وإعادة ثقة الناس فى المستشفى من خلال جمعيات المجتمع المدنى.
وفيما يتعلق بالانتقادات التى سبق أن وجهها الكاتب الكبير وحيد حامد للقائمين على المستشفى، وعن وجود فساد بها، تساءل «سرور»: هل كان وحيد حامد وزيرًا للصحة؟ وطالب «سرور» كل شخص لديه رأى معين أن يعلنه بشرط أن يطرح البديل والحل، ويقدم الدليل على ما يقول، قائلًا: «الكلام دون دلائل ضياع للوقت».