صحابيات فقدوا بصرهن وأصبحوا من ذوي الهمم.. من هم؟

منوعات

بوابة الفجر

يُعد فقدان البصر من المشاكل الشائعة، منذ بداية الزمان، فيمكن أن يحدث بشكلٍ كامل أو جزئي وقد يؤثر على إحدى العينين أو كلتيهما، وممكن أن تكون المشكلة قابلة للعلاج، أو يُمكن أن تكون مشكلة دائمة ولا يُمكن علاجها.

 

وفي زمان الصحابة رضوان الله عليهم، أصيبت العديد من الصحابيات بفقدان البصر بعضهم من شدة التعذيب ومنهم بلا سبب.

 

الصحابيه زنيرة الرومية

كانت الصحابيه الجليله زنيرة الرومية من ذوي الهمم فقد كانت مبصره في أول حياتها وفقدت بصرها من شده التعذيب. 

 

وكانت أمة رومية، قيل لآل الخطاب، وهي من السبعة الأرقاء الذين اشتراهم أبو بكر رضي الله عنه، وأعتقهم، لينقذهم من تعذيب أسيادهم، وقد فقدت بصرها، فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى، فقالت: كذبوا.. وما ينفع اللات والعزى، ولا يضران، فرد الله بصرها.

 

وقد كانت زنيرة صحابية جليلة، من السابقين الأولين، ومن مستضعفي المسلمين الذين كان يعذبهم كفار قريش بمكة في بداية الدعوة.

 

وعن  مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّ رِقَابٍ بِلَالٌ سَابِعُهُمْ، مِنْهُمْ زِنِّيرَةُ، فَأُصِيبَتْ بِبَصَرِهَا حِينَ أَعْتَقَهَا، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا أَذْهَبَ بَصَرَهَا إِلَّا اللَّاتُ وَالْعُزَّى، فَقَالَتْ: كَذَبُوا وَبَيْتِ اللهِ مَا تَضُرُّ اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَمَا تَنْفَعَانِ، فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهَا بَصَرَهَا ". 

 

الصحابيه الجليلة أسماء بنت أبي بكر

أَسْمَاءُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بن أبي قحافة عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بن مرة وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وكان عمر أبيها لما وُلِدت نيفًا وعشرين سنة. 

 

وهي ابنة أبي بكر الصديق، وزوجة الزبير بن العوام وأخت عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد، وكانت أسنَّ من عائشة ببضع عشرة سنة، وهي أم عبد الله بن الزبير الذي بويع له بالخلافة، وأول مولود للمهاجرين بالمدينة، وقد لُقبت بذات النطاقين، لأنها شقَّت نطاقها وربطت به سفرة النبي محمد وأبي بكر حين خرجا مهاجرين إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنوره، خرج أبو بكر مهاجرًا مع النبي محمد ليلة 27 صفر سنة 14 من البعثة النبوية، الموافق 12 سبتمبر سنة 622م، وحمل معه ماله كله في تلك الليلة، ولم يترك في البيت شيئَا، ولما هاجر أبوها أتاها أبا جهل في نفر من قريش يسألونها عن أبيها، وضربها أبو جهل حين لم تجبه، تقول أسماء: «ولما خرج رسول الله ﷺ وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجتُ إليهم فقالوا: «أين أبوك يا ابنة أبي بكر؟»، قلت: «لا أدري والله أين أبي»، فرفع أبو جهل يده وكان فاحشًا خبيثًا، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي ثم انصرفوا، وكانت أسماء تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما، فصنعت لهما سفرة، فاحتاجت إلى ما تشدّها به، فشقّت خمارها نصفين فشدّت بنصفه السّفرة، واتخذت النصف الآخر منطقًا، فلما جاءت للنبي قال لها: «أَبَدَلَكِ اللَّهُ بِنِطَاقِكِ هَذَا نِطَاقَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، فسُميت بذات النطاقين.

 

وتزوجت الزبير بن العوام، وهاجرت معه وهي حامل بعبد الله إلى المدينة المنورة، ولدت أسماء خمسة أولاد هم: عبد الله، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر، ثم طلقها الزبير وأخذ عروة وهو يومئذ صغير واختلفوا في سبب طلاقها، فقيل: إن عبد الله قال لأبيه: «مثلي لا توطأ أمه! فطلقها.

 

 وقيل: «إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه قال: أمك طالق إن دخلتَ، فقال عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟! فدخل فخلصها منه» وظلت من بعد ذلك عند ابنها عبد الله بن الزبير، كما قيل: «بل اختصمت هي والزبير، فجاء عبد الله ليصلح بينهما، فقال الزبير: إن دخلت فهي طالق، فدخلت فبانت.

 

عاشت الصحابيه أسماء دهرًا طويلًا، وأضرت في آخر عمرها، وقيل: بل كانت صحيحة البصر لم يسقط لها سن، وبلغت من العمر مائة سنة.