الأسواق تزدحم بهدايا رأس السنة بالثغر ولاصوت يعلو فوق صوت بابا نويل
بابا نويل يحكم الإسكندرية..المواطنون يقبلون على شراء الهدايا والاحتفال مع ارتفاع الأسعار
زقاق ضيق يكاد لا يتسع لثلاثة أفراد للسير فيه باتجاه واحد، ومع ذلك يعج بآلاف الناس، ينتشرون في كل مكان، واللون الأحمر والأبيض يكسو المكان، وأصوات البهجة تتعالى في كل اتجاه، إنها إرهاصات احتفالات العام الجديد بالإسكندرية، في سوقها المعتاد وهو سوق المنشية.
ارتبطت مشاهد بابا نويل والكرات الملونة والزينة وشجر الكريسماس، بمظاهر احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد، ويتسابق الكثير من المحال التجارية لعرضها بمختلف الأشكال، ففي أسواق محطة مصر والحقانية والمنشية، يتوافد المواطنون لشراء احتياجاتهم قبل بداية العام الجديد.
وللسكندريين طقوس خاصة في الاحتفال بأعياد الكريسماس، حيث يتوافدون على محال بيع الزهور المختلفة، وكذلك على أسواق بيع مستلزمات العيد بمنطقة المنشية، لشراء أشجار وزينة رأس السنة، حيث ترتبط بعادات وتقاليد يحرصون عليها.
وتزينت مطاعم وكافيهات ومحال الإسكندرية، وخاصة بمناطق وسط البلد، بأشجار الكريسماس، وتماثيل بابا نويل، والتي أضفت نوعاً من البهجة والسعادة على مرتاديها من الزبائن والمواطنين.
ومن بين الطقوس الخاصة بالإسكندرية، قيام المواطنين بإلقاء أكياس المياه والزجاجات القديمة من النوافذ، بمجرد أن تدق عقارب الساعة الثانية عشر، وتعلن بدء عام جديد.
"الفجر" رصدت أوضاع التسوق التي انتعشت ببيع هدايا الكريسماس ورأس السنة وامتلأت المحال والمولات التجارية بالزبائن لشراء شجرة الكريسماس وبابا نويل ولعب الأطفال، وسط أجواء احتفالية تنافسية بين التجار، بطرق عرض لجذب الزبائن الأمر الذي وصفه البائعون بأنه "عام الرزق وعودة للزمن الجميل".
وأكد محمد تيسير، بائع بسوق المنشية، أن عملية البيع هذا العام أفضل من سابقه، حيث يشهد السوق إقبالا كبيرًا للزبائن لشراء الهدايا والألعاب، وخاصة منتجات الكريسماس التي يتم تعليقها على الأشجار وتصل أسعارها إلى 15 جنيهات، وكذا ملابس بابا نويل وألعاب الكور والجرس والسلاسل.
وأضاف محمد محمود، بائع آخر أن الأسواق هذا العام شهدت ضخ العديد من الألعاب والهدايا الجذابة، كما ظهرت البوكيهات والتي وصل سعرها إلى 120 جنيها، ورغم الارتفاع في الأسعار إلا أن الإقبال يعتبر كبيرًا.
وأوضح رمضان محسن بائع، أن إقبالا ملحوظا من الزبائن على شراء اشجار الكريسماس المضاءة، والتي صنعت بأياد مصرية رغم خامتها المستوردة، وتتراوح أسعارها من 40 جنيها حتى 60 جنيها، كما تواجدت "البنانيت" وأغلب مشتريها من الفتيات وسعرها 10 جنيهات، مرجعا أسباب ارتفاع الأسعار عن الأعوام الماضية، لارتفاع سعر الدولار، فجميع الخامات يتم استيرادها وتصنيع الكثير منها بأياد مصرية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين والذي تسبب في ارتفاع سعر نقل البضائع.
وقالت سماح أحمد ربة منزل، نعتاد سنويا شراء الزينة والهدايا المختلفة للأبناء، احتفالا بقدوم عام جديد، وهى عادات وتقاليد نتبعها منذ القدم إلا أن الأسعار هذا العام لا تختلف كثيرا عن الماضى، وخصوصا هدايا شجرة الكريسماس وغيرها.
وتابع محمود عنتر أحد أهالي الإسكندرية، لدى طفلان إلا أن هذه الأسعار المرتفعة، تجبرنا على عدم شراء كل ما نريد لإدخال البهجة لأبنائي الصغار، ولكن نتحمل قدر الإمكان لتلبية احتياجات الأسرة، وهذه هي عادة قديمة ورثها الجميع من الآباء والأجداد..
يقول علي السيد، أحد الأهالي، إنه يحرص على الخروج مع أصدقائه في آخر أيام العام للاحتفال، حيث يجلسون على أحد المقاهي بمنطقة كامب شيزار، ثم يتوجهون إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام الجديدة، ثم يعودون سريعا قبل أن تدق عقارب الساعة الثانية عشر، حتى لا يتأذون من إلقاء الزجاج والمياه من النوافذ.
ويشير محمد عبدالله، موظف، إلى أنه يصطحب زوجته للتنزه، من خلال تناول العشاء في أحد المطاعم المميزة وسط المدينة، ثم الذهاب سويا لشراء مستلزمات الاحتفال برأس السنة، وهي المسليات، والتي تكون عبارة عن مكسرات ولب، لافتًا إلى أن برودة الطقس لم تمنعهما من ذلك، بل إن ذلك ساهم في إضفاء جو مميز على الاحتفال.