مفاتيح العشاق تتحول لعروس البحر ليلة رأس السنة..

على غرار جسر الفنون بباريس أقفال الحب تزين كوبري ستانلي

تقارير وحوارات

أقفال الحب ـ تصوير
أقفال الحب ـ تصوير محمد حيزة

لا يوجد أفضل من البحر حارسا، ومخلد لقصص الحب، فدائما عرف الحب البحار، وعرف العشاق الشواطئ، ولطالما تغني العشاق لأحبتهم بالبحار، بل أنه كان الدليل على مقدار الحب، والعشاق بالإسكندرية لم يمنعهم التشديد الأمني، حول كوبري ستانلي، بمحافظة الإسكندرية، من  الوصول إلى أسوار الكوبري في أمتاره الأولى، وتعليق أقفال الحب الشهيرة عليه، ليتحول الكوبري قبل عيد الميلاد لشجرة بابا نويل كبرى، يعلق عليها المتحابون والعشاق أحلامهم بدوام الحب للأبد.

أقفال معدنية مختلفة، مكتوب عليها أحرف الأسماء الأولى، أو ربما الأسماء ذاتها عليه، وتعلق على أسوار كوبري ستانلي، هذا أصبح المشهد إذا ما ساقتك قدماك قرب كوبري ستانلي، وذلك في تقليد قديم اعتاد عليها العشاق، إذ تعود الفكرة، إلى أقفال الحب، بجسر الفنون فوق نهر السين، وقد دأب العشاق قديما، بتعليق أقفال الحب، على أسوار الكوبري الحديدية.

وفجأة تتحول مفاتيح تلك الأقفال لعروس البحر، فبعد أن يتم تعليق القفل المعدني على سور كوبري ستانلي، يقوم العشاق بإلقاء المفاتيح في البحر، محاولين إلقاء المفاتيح لأبعد مكان في المياه من أعلى الكوبري.

 ولكن بعد منع إدارة مرور الإسكندرية الزوار من الترجل على الكوبري، وذلك لمنع التجمعات التي أدت في السنوات السابقة لوقوع حوادث سير، أو ازدحام مروري، لجأ العشاق إلى تعليق أقفال الحب الخاصة بهم، على مدخل الكوبري، بجوار كمين المرور المتحرك، فيشهد على الحب كوبري ستانلي، وتحرسه عيون الجنود الساهرة.

تقول ه.م، 21 سنة، من سكان محافظة الغربية، أتيت أنا وخطيبي خصيصا لوضع قفل حبنا على الكوبري، واشترينا القفل ووضعنا عليه أسمائنا، ونتمنى أن يدوم حبنا للأبد، نحن نعلم أن كل شئ بيد الله، ولكن عادة جميلة، وذكرى طيبة لكي نعود كل عام ونرى القفل الخاص بنا، ونلتقط صور كل عام بجواره ما بقي القفل.

ويقول أ.س 26 سنة، من سكان محافظة الغربية، لما أخبرتني خطيبتي بالفكرة، رحبت بها جدا، وبالفعل سافرنا إلى هنا، وأحضرنا القفل وكتبنا أسمائنا، وفرحت جدا، لما وجدت أقفال كثيرة للعديد من الأحباب، والذين حرصوا على تخليد حبهم، بشكل رومانسي جميل، وسأنفذ رغبة خطيبتي وسنأتي كل سنة، ولعلنا نأتي العام المقبل، ونكون قد تزوجنا ومعنا ابننا ونلتقط صورة مع القفل، بحضور طفلنا إن شاء الله.

على بُعد أمتار بسيطة يقف أحد أفراد إدارة مرور الإسكندرية، ينظر إلى من يأتون ويحاولون دخول الكوبري، ويبتسم، ويمنعهم من دخول ممشى الكوبري تنفيذا للإجراءات الإحترازية لمنع وقوع حوادث أو عبور المارة العشوائي للطريق، ويدلهم على المكان البديل الذي علق فيها عشرات العشاق الأقفال، ويقول "يوميا يأتي شباب للدخول لوضع قفل الحب، ولكن ممنوع الدخول للكوبري، بسبب الزحام ونحن نستمتع بمشاهدة تلك اللحظات وهم يلتقطون صورا للأقفال، ويلقون بالمفاتيح في البحر من بعد ذلك، وأتذكر في إحدى المرات ألقى شاب بالمفتاح فلم يصل للبحر، فتسلق الصخور ونزل وجلب المفتاح، وصعد وألقاه في البحر من جديد.

بينما تزداد قصص الحب حول كوبري ستانلي، فيلجأ المتحابون إلى كتابة أسمائهم على بعض صخور البحر أسفل الكوبري، ثم يلقونها من جديد في المياه، محاولين إلقائها في أبعد مكان، لتخليد حبهم، كلمسة مصرية جديدة حول الحب، ومحاولة الخروج عن اللمسة المستوردة، في كتابة الأسماء على الأقفال وتعليقها على الكوبري، فيشهد البحر على قصص الحب تلك، بينما تحرسه عيون الجنود الساهرة.