تحديات تيك توك.. مقبرة عشاق اللايك والشير (تحقيق)
- طالب يدفع حياته ثمن لـ "تشارلي" وآخر يصاب بالشلل
- تحدي كتم الأنفاس يوقف عضلة القلب ومن ثم الموت
- استشاري طفولة: تحديات تيك توك هدفها تحقيق المشاهدات وتصدر التريند
- استشاري طب نفسي: جمع المتابعين والإعجابات سبب خوض المراهقين لتحديات تيك توك
- واستشاري تعديل سلوك يقدم روشتة مواجهة التحديات في 3 خطوات
حبا في جمع اللايك والشير، يلجأ المراهقين لتطبيق تحديات تيك توك، أملا في جذب الإنتباه إليهم وتحقيق أعلى المشاهدات، إلا أنهم يجدون أنفسهم ضحية لهذا التحدي سواء بالموت أو بإصابة مميتة.
مصطفى.. طالب بالقليوبية دفع حياته ثمنا لـ "تشارلي"
ولعل أحدث وقائع ضحايا تحديات تيك توك كانت في محافظة القليوبية، التي شهدت وفاة طالب يدعى مصطفى بمدرسة يحيى المشد التجريبية المتكاملة للغات 12 عاما بسبب لعبة تشارلي.
وعن قصة وفاة الطالب بسبب تحدي تشارلي، قالت تقارير إن والدة الطالب كانت خارج المنزل وعند عودتها وجدت ابنها مشنوقا بالحبل، وعندما نظرت إلى الهاتف بجواره وجدت فيديو عنوانه إزاي نلعب لعبة تشارلي عبر تطبيق تيك توك.
وينطوي تحدي تشارلي على وضع قلم رصاص فوق الآخر على قطعة ورقة مكتوب عليها "نعم..لا"، حيث يحيط بهما مربع مقسّم إلى أربعة أقسام ومكتوب في كل جزء عبارة yes وno موزعة بالتساوي.
ومن ثم يتم إطلاق أحكام يقوم اللاعب بتنفيذها كقطع الشرايين أو الانتحار شنقًا أو غيرهما، حيث إنها أشبه بألعاب التواصل الروحاني مثل "ويجا"، وتعتبر أحد الطقوس المكسيكية التقليدية القديمة، ويقال إن اللاعبين الذين هم في العادة من الأطفال أو المراهقين يتواصلون مع روح طفل يدعى "تشارلي" لاستدعائه ثم سؤاله وإجابته تكون بـ "لا" أو "نعم".
طالب يصاب بـ "الشلل" من أجل تحدي "القذف لأعلى"
وبالانتقال إلى مدينة العبور، نجد طالب آخر أصبح ميتا لكنه على قيد الحياة بسبب تطبيق تحدي القذف لأعلى فنتج عنه إصابة الطالب بالشلل، بعد أن كان يطمح في تحقيق فيديو تطبيقه التحدي لأعلى المشاهدات.
ونتج عن حادثة إحدى المدارس الدولية بمدينة العبور بسبب تطبيق القذف لأعلى المتداول عبر تطبيق تيك توك، إصابة الطالب أحمد خالد الذي لم يتجاوز عمره ١٣ عاما، بطل الجمهورية للجودو بنادي العبور، وأصيب الطالب بكسور في النخاع الشوكي والعمود الفقري.
ويعد تحدي القذف لأعلى المتداول عبر تطبيق تيك توك هو إطلاق الفرد لأعلى وطرقه حتى السقوط على الأرض والهدف منه هو معرفة مدى قوة تحمل الفرد، بمعنى أن ترمي صاحبك في الهوا وتبعد بعدها علشان تشوف قوة تحمله والمفروض ينزل سليم واللي بيحصل غير كده.
تحدي كتم الأنفاس.. يوقف عضلة القلب ومن ثم الموت
وبالرجوع بالزمن قليلا وبالتحديد في أكتوبر الماضي انتشر بين الطلاب تحدي كتم الأنفاس، وبدأ رواد السوشيال ميديا يتداولون مقاطع فيديو وصورا، تُظهر خوض الطلاب داخل المدارس لهذا التحدي الخطير.
ومع مرور الأيام، بدأت تظهر نتائج تحدي كتم الأنفاس، وشهدت مدرسة السرو الإعدادية بنات بدمياط، اختناق 9 طالبات بعد خوضهن لذلك التحدي، وتم نقلهن إلى المستشفى.
ويعتمد تحد كتم الأنفاس، على كتم أنفاس المشاركين به لمدة دقائق، لقياس قوة تحَمُل المشاركين على كتم أنفاسهم، من خلال الضغط على القفص الصدري للمشارك بقوة، وبشكل تدريجي يقلل دخول الأكسجين للرئتين والمخ حتى الوصول لحالة الإغماء للشعور بالموت ثم العودة للحياة.
وتأكيدا على رغبة من يخوض تلك التحديات في تحقيق المشاهدات، فيتم تصويره وبعدها يقومون بإفاقته، وفي حالة تحمل فإذًا هو فائز بالتحدي، أما في حالة سقط مغشيًا عليه، فقد خسر، والإغماء كان مصير السواد الأعظم من المشاركين في تحدي "كتم الأنفاس"، في حين أصيب البعض بتوقف عضلة القلب ومن ثَم الموت.
استشاري طفولة: تحديات تيك توك هدفها تحقيق المشاهدات وتصدر التريند
وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة إيمان شاهين، استشاري الطفولة ومؤسس مبادرة لا لإدمان السوشيال ميديا، إن تحديات تيك توك تلقى رواجا رغم وفاة عدد من المراهقين بسببها، فهذه الألعاب تتحكم في سيكولوجية الشخصية بالنسبة للشباب لإثبات ذاتهم أمام الجميع.
وعن الأهداف التي تدفع الشباب أو الطلاب لخوض تلك التحديات، أضافت استشاري الطفولة في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن تحديات تيك توك تعتمد على الحركات الخطيرة لحصد الفيديوهات أعلى المشاهدات وبالتالي تصدر التريند، ومن هنا ينجذب المراهقين لتطبيق تلك التحديات.
وبالانتقال إلى أضرار تلك التحديات، أشارت مؤسس مبادرة لا لإدمان السوشيال ميديا إلى أن تحديات تيك توك تخلق ميول انتحارية لدى المستخدم واكتئاب للشباب عندما يفشلون في تنفيذ الخدع بالإضافة إلى إنعزال المراهقين عن المجتمع وانشغالهم في تلك التحديات فقط.
وحول طرق مواجهة الأسرة لتلك التحديات، أكدت هبة شاهين أنه يجب مراقبة أولياء الأمور على استخدام ابنائهم للتكنولوجيا وكذلك الاعتماد على أسلوب تربوي يجمع بين التربية على القيم بالتزامن مع الاستخدام الصحيح للسوشيال ميديا والتكنولوجيا وتشجيع الأبناء على ممارسة الرياضة وتوعية الشباب والمراهقين بخطورة تحديات تيك توك.
استشاري طب نفسي: جمع المتابعين والإعجابات سبب خوض المراهقين لتحديات تيك توك
وعلى نفس الوتيرة، كشف الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، عن سبب خوض الشباب لتحديات تيك توك هي الرغبة في جمع عدد كبير من المتابعين على حساباتهم وتحقيق الاعجابات.
وحول إنجراف المراهقين في الدخول بتلك التحديات، أضاف "فرويز" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الشباب في هذا العمر يسعى لتحقيق ذاته وإثبات نفسه دون النظر إلى العواقب ولذلك يدخلون في مثل تلك التحديات، متوقعين أن نجاحهم فيها وحصولهم على الإعجابات إثبات للنفس والذات.
وعن الطرق التي يمكن من خلالها مواجهة تلك التحديات، أكد استشاري الطب النفسي أن على الأسرة دور كبير في مواجهة مخاطر مثل تلك التحديات من خلال مراقبة الأطفال والمراهقين خلال استخدامهم لتلك التطبيقات ونصحهم بمدى خطورة التحديات التي تروج لها.
استشاري تعديل سلوك يقدم روشتة مواجهة التحديات في 3 خطوات
وبشأن نصائح إبعاد الطلاب عن التحديات والألعاب الإلكترونية بتطبيق تيك توك، قال الدكتور إيهاب ماجد استشاري تعديل السلوك، إنه يجب على أولياء الأمور الحديث مع أطفالهم حول أهمية الوقت واستثماره في الأشياء المفيدة ومتابعة الفيديوهات الهادفة.
واستكمل استشاري تعديل السلوك في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أنه على أولياء الأمور خلق مساحة حوار مع ابناءهم منذ بداية سن التاسعة يؤكدون خلالها على ضرر الفيديوهات القصيرة الغير هادفة، بالإضافة إلى مراقبة ما يشاهده الطفل من فيديوهات ومحتوى تلك الفيديوهات.