زواج الأقارب والأمراض الناتجة عنه وعلاقتها بذوي الهمم
يعتبر بعض الأمراض الوراثية بين الأطفال من أزواج أقارب والأمراض الوراثية هي نوع من الأمراض التي يحملها الإنسان بين جيناته، قد تصيبه، وقد يكون مجرد حاملٍ لها بحيث لا تصيبه بشيء، ولكنه قد يورثها لذريته.
وتصيب الأمراض الوراثية أجزاء مختلفة من أعضاء الجسم وتعتبر الأمراض الوراثية أحد أهم الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر، هذا بالإضافة لما تسببه من آثار نفسية واجتماعية على الأطفال وأهاليهم، وحمل اقتصادي على النظام الصحي بشكل عام، بسبب حاجتهم المستمرة للرعاية الصحية.
والجدير بالذكر أن زواج الأقارب يتسبب أحيانا في ظهور أمراض وراثية مرتبطة بالأحماض العضوية والأمينية والتي قد تزيد عن الحد، مسببة أمراضا أشهرها مرض الفينايل ألانين (PKU) وهو مرض وراثي يسبب الإعاقة الذهنية، وإذا لم يكتشف في الأسبوع الأول من الولادة بحيث تتم تغذية الطفل بأنواع من الألبان المخصصة فإن الطفل يتعرض للإعاقة الذهنية، وهذا المرض هو السبب الرئيس الذي دفعنا لإجراء المسح الوراثي للمواليد، لأن تشخيص المرض خلال الأسبوع الأول والالتزام بالألبان المخصوصة يجعلنا نستطيع معالجة حالة الطفل، حتى ينمو بشكل طبيعي، بينما كل أسبوع يتأخر فيه العلاج يتراجع فيه معامل الذكاء للطفل المريض.
وقد يسبب زواج الأقارب الإصابة بمرض الصرع، وأيضا زيادة فرص الإصابة بمرض الجلاكتوسيميا Galactosaemia، وهو مرض وراثى يسبب اضطرابًا فى عملية الهضم والتمثيل الغذائى فى الجسم،الإصابة بفقر الدم المنجلى، وهو مرض تزيد فيه نسبة الخلايا المنجلية فى الدم، فتكسر من كريات الدم الحمراء فى الدم.
وأيضا الإصابة بمرض التكيس الكلوى polycystic kidney disease، فى هذا المرض يتم تكوين أكياس على الكلى، مما يضعف من كفاءة الكلى، ومع الوقت يسبب قصورًا فى وظائف الكلى، وقد يحتاج الشخص إلى إجراء غسيل كلوى.
ومن أهم النصائح التي يجب أن يتبعها من يرغب بالزواج من الأقارب تتمثل في اللجوء إلى المراكز المتخصصة لإجراء دراسة مفصلة للتاريخ المرضي للعائلة، وإجراء التحاليل الطبية والوراثية، والحد من زواج الأقارب، خاصةً بين أبناء العم أو الخال؛ إذ تتضاعف احتمالات حدوث عيوب خلقية حتى إن لم يكن هناك تاريخ لأمراض وراثية في العائلة، وكذلك عدم الإنجاب في سن متأخرة سواء للأم أو الأب؛ إذ تزيد احتمالات إصابة الأطفال بأمراض اختلال عدد الكروموسومات كلما تأخرت سن الإنجاب. بالإضافة إلى حرص الأم، خلال فترة الحمل، على تجنُّب التعرُّض لملوِّثات بيئية مثل الإشعاع أو الكيماويات أو المبيدات، أو تناول العقاقير الطبية دون استشارة الطبيب وخاصة مضادات الصرع، فضلًا عن تجنُّب الاختلاط بأطفال مصابين بالحصبة الألمانية.