تحت شعار "شتاء الغضب".. لندن تغرق في الإضراب وتأمر بتعبئة الجيش
تشهد بريطانيا موجة غضب شديدة منذ أشهر، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي جاءت إثر جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد، ثم تلتها موجة غلاء ثم حملة تقشف أدت إلى وجود إضراب عن العمل في كافة القطاعات، ولم تساهم بريطانيا في تهدئة هذا القلق الذي ساد بين جميع العاملين.
إضراب يشل بريطانيا
وفي السياق ذاته، أعلنت طواقم الإسعاف في بريطانيا بالإضراب عن العمل، اليوم الأربعاء، وتتسع هوة الخلاف مع الحكومة بشأن رفضها زيادة الأجور فوق معدلات التضخم بعد إضراب الممرضين التي حدثت من قبل، وفقًا لسكاي نيوز عربية.
وأشاعت هذه الإضرابات الشعور بالبؤس بين السكان في بريطانيا قبل عيد الميلاد مع تهديد عمال السكك الحديد وشرطة مراقبة الجوازات بإفساد عطلة الأعياد في ظل تعنت الحكومة في قبول تلك المطالب التي تتعلق بالأجور.
وتوقف عن العمل موظفو سيارات الإسعاف في الخدمة الوطنية التي تديرها الدولة بمن فيهم طواقم الإسعاف ومسؤولو الاتصالات عن العمل.
وحذر مسؤولي الرعاية الصحية من إجهاد نظام صحي يعاني بالفعل من أزمة الإضراب عن العمل، حسب فرانس برس الفرنسية.
إضراب تاريخي
وعلى صعيد آخر، أضرب الكثير من أعضاء الجمعية الملكية للتمريض في انجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية يوم الثلاثاء الفائت، وذلك بعد 5 أيام فقط من إضرابهم الأول أثناء 106 أعوام من تاريخ الجمعية.
ووجهت النقابات التي تمثل كلا من ممرضات الخدمة الصحية الوطنية وطواقم الإسعاف تهديد لتنفيذ المزيد والمزيد من الإضرابات إذا بقيت الحكومة البريطانية على موقفها.
وتحت شعار الخدمة الوطنية الصحية تحت الحصار، تجمع هذه النقابات نحو 40 موظفا معتصمين خارج مركز خدمة إسعاف وست ميدلاندز في لونغفورد في وسط إنجلترا.
وعبر سائقو السيارات عن تأييدهم عبر إطلاق العنان لأبواقهم، وذكر ممثل نقابة يونايت ستيف تومسون أن الهدف الحقيقي من وراء هذا الإضراب هو محاولة بالاحتفاظ بتلك الخدمات وتحسينها، إلى جانب تحسين الأجور.
وتابع: "بهذا نحن نخبر الحكومة بأننا لن نسمح بحدوث انحدار في الخدمات قط، ولن نتراجع".
ضغوط تواجه بريطانيا
وأضاف تومسون: "نريد أن تستيقظ الحكومة وتدرك أن هذا الوضع خطر" ومن ناحية أخرى، حث ماثيو تايلور، الرئيس التنفيذي لكونفدرالية الخدمة الصحية الوطنية الناس على ألا يهلعوا خلال إضرابات الأربعاء.
وأوضح أنه من المهم أن تبلغونا إذا كانت لديكم حالة طارئة تهدد حياتكم، يجب الاتصال بالرقم 999 وقد وردت النقابات العمالية على ذلك بأنها سوف تستجيب لتلك الحالات.
ويطالب جميع الموظفون في كافة القطاعات الاقتصادية في بريطانيا بزيادة الرواتب لمواجهة التضخم الأعلى منذ سنوات حتى وصل إلى نحو 11 بالمئة، والذي تسبب في أسوأ أزمة غلاء على مر العصور.
وأشار رئيس الجمعية الملكية لطب الطوارئ أدريان بويل، إلى أن نظام الطوارئ تعرض لضغط كبير خلال السنوات الثلاث المنصرمة.
ولفت أن أقسام الحوادث والطوارئ كامن تتوقع من الناس أن يشقوا طريقهم بأنفسهم إلى المستشفى، حتى الذين يعانون من حالات تهدد حياتهم.
ووصف العام الماضي بأنه "أسوأ ما رأيناه على الإطلاق" فيما يتعلق بالتأخير في نقل المرضى إلى المستشفى من سيارات الإسعاف بسبب نقص الأسرة.
تعبئة الجيش
وصرحت الحكومة البريطانية، أنه سوف يتم تعبئة 1200 عسكري ليحلوا مكان المسعفين، وعناصر شرطة الحدود المضربين قبل أسبوع جديد تحوطه الإضرابات من كل مكان.
وشهدت بريطانيا احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ عقود وتطال هذه الإضرابات العديد من القطاعات منها المواصلات والصحة، حيث تسجل تضخما يبلغ نحو 10 بالمئة.
واتخذت الحكومة جميع التدابير ليحل 1200 عنصر من القوات المسلحة مكان العاملين في القطاع الصحي وشرطة الحدود، وفقًا لما قالته رئاسة الوزراء البريطانية.