بمشاركة عربية ودولية.. هل يمهد مؤتمر "بغداد 2" نزع فتيل الأزمات ودعم مسارات الحوار

عربي ودولي

العراق
العراق

تحاول فرنسا بكامل ثقلها السياسي دفع عجلة التوافق بين أركان قمة دول الجوار العراقي إلى عقد مؤتمر بغداد 2 في الأردن، وكان هذا الانعقاد محفوفا بخطر عدم انعقاده بسبب تدهور العلاقات الفرنسية الإيرانية.

ويأتي ذلك على هامش قمعها الوحشي للمظاهرات في إيران، إضافة إلى دخولها الحرب إلى جانب أوكرانيا، بالرغم من أن دخولها لم يقرر مصير الحرب.

انطلاق قمة بغداد 2

يستقبل الأردن اليوم، الثلاثاء، قمة "بغداد 2" بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورأي محللون أن هذه القمة تأتي في ظل أوضاع صعبة دوليا وإقليميا، كما أنها سوف تتناول 5 ملفات مهمة، تكون في مقدمتها الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة ونووي إيران، وفقًا لسكاي نيوز عربية.

وأبرم مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، لأول مرة في 28 اغسطس لعام 2021 في العاصمة العراقية بغداد، حيث شاركت فيه 9 دول عربية وأجنبية، إلى جانب عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

أبرز المشاركين

وتنضم في القمة المبرمة عضوين جديدين وهما سلطنة عمان والبحرين، ومن جهتها سوف تشارك كل من مصر والإمارات والسعودية وتركيا وقطر وإيران والعراق وفرنسا.

ومن المرتقب حضور وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل ومعاونه إنريكي مورا الذي تولى التنسيق المباشر لمباحثات النووي، ومن ناحية أخرى سوف يشارك في المؤتمر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وحضور ممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ويشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بصفة ضيف، سفراء الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن المعتمدين لدى الأردن.

هدف القمة

وفيما يتعلق بأهداف القمة، فقد ضغطت فرنسا بقوة لانعقاد هذا المؤتمر قبل نهاية عام 2022، لا سيما بعد حلحلة الوضع السياسي الداخلي في العراق، فكان من الصعب حينها الدعوة إلى قمة دون انتخاب رئيس للجمهوريين وتعيين رئيس الحكومة.

وتعقد القمة على مرحلتين متتاليتين، الأولى تبقى مفتوحة ثم فترة استراحة تليها جلسة مغلقة، وكان الغرض المعلن من القمة هو دعم العراق ومساعدته للتوفير الأمن والازدهار.

وهناك ملفات تهم المنطقة بشكل عام ستكون على طاولة المشاركين، وتأمل فرنسا طرح مسائل تتعلق بجميع بلدان المنطقة كأمن الطاقة والغذاء والاحتباس الحراري والربط الكهربائي والتغيرات المناخية.

أهم الملفات

وعلى صعيد آخر، ذكر الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي، أن هذه القمة جاءت استكمالا لبغداد 1 في محاولات لجعلها قمة دورية، حيث أن هدفها الأول هو تأكيد الدعم للعراق واستقرار وضعه، خاصة بعد تعيين الرئاسات الثلاث، ومراجعة الوضع السياسي في المنطقة.

وتابع:" أن فرنسا تسعى بقوة لإنجاح القمة، والهدف المعلن منها كما ذكر سابقًا، مضيفًا أن هناك ملفات رئيسية كالتغيرات المناخية وأمن الطاقة والغذاء والإرهاب وتداعيات حرب أوكرانيا، فيما ستكون مناسبة مهمة للتباحث حول الملف النووي الإيراني.

وأشار إلى أن الأزمات في سوريا وليبيا واليمن ستكون محل اعتبار، وذلك لتأثيرها على المنطقة، إضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين.

وأضاف:" أنه سوف يتم توجيه رسائل إيرانية بوقف الانتهاكات والتدخلات في العراق، والفرنسيون الذين يحاولون حشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية من أجل الضغط على طهران لوقف القصف على كردستان في العراق.

وأختتم حديثه قائلًا:" بإن فرنسا تتصرف بذكاء رهيب في المنطقة في محاولة منها لتعزيز العلاقات وخلق محور عربي فرنسي مضاد المحور الإيراني، وجاء ذلك في إطار  مساعي من باريس لمحاصرة النفوذ الإيراني وتصاعده، و

مكافحة الإرهاب بعد صحوة كبيرة لتنظيم داعش في سوريا والعراق ستكون على رأس أولويات القمة.

أزمة سوريا ولبنان والملف النووي

ومن الملفات الأخرى التي ستطرح على طاولة الحوار، هو ملف اللاجئين السوريين في دول الجوار، إلى جانب الأزمة السياسية في لبنان التي ستكون موجودة بقوة، وتأتي قوتها من الحراك الفرنسي المستمر لحلحلة الأزمة.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن القمة الإقليمية تتيح الفرصة لتحريك المباحثات بشأن إحياء اتفاقيات النووي المتوقفة منذ أشهر.

وعبر عبد اللهيان عن أمله في لمس تغيير في المقاربة الأمريكيا التي تم مشاهدتها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأن يتصرف الجانب الأمريكي بطريقة واقعية.

وفي وقت سابق، صرح وزير الخارجية العراقي حسين فؤاد يوم الاربعاء الفائت، أن هناك قمة إقليمية ثانية حول العراق سوف تعقد في عمان في  20 ديسمبر الحالي، ومتوقعا مشاركة إيران وتركيا.

وتحدث فؤاد عن مؤتمر الشراكة والتعاون ذاكرًا أنه انعقد لدعم العراق  واستقرار سيادته، مشيرًا إلى أن هناك تحديات كبيرة تتخطى حدود الوطن كالغذاء والأمن الدوائي، لذلك كان لا بد من علاقات إقليمية مجابهة هذه الصعوبات.