مصطفى عمار يكتب: هل تسيء ياسمين عز للإعلام المصرى ؟
لا يمكن أن نتجاهل سحر كأس العالم وبالتحديد المبارة النهائية بين المنتخب الفرنسى والأرجنتينى وفوز الارجنتين في مبارة ستظل محفورة في عقل كل شاهدها وتابعها لسنوات كثيرة.. ولا يصح أيضًا تجاهل النجاح الكبير لدولة قطر في تنظيم هذا الحدث العالمي والذى اختتمته بوضع " العباية" القطرية على أكتاف ميسي وقت تسلمه لكأس العالم !! الأفكار وحدها تصنع الفارق لأي دولة.. ولا نستطيع أيضًا أن نتجاهل المفاجأة الكبيرة التى حققها المنتخب المغربى الشقيق بوصوله إلى المربع الذهبى لأول مرة فى تاريخ المنتخبات العربية والإفريقية.. وهو ما يجعلنا ننتبه أن ملف كرة القدم والرياضة فى مصر يحتاج تدخل كبير من الدولةالمصرية بإبعاد كل المنتفعين والمتربحين من مسئولين وإعلاميين وسماسرة عن الساحة خلال الفترة القادمة لإعادة تصحيح المسار وبناء منتخبات قومية على أسس علمية قوية بعيدًا عن لغة التعصب الكروي. وضغط الوكلاء واللجان الإلكترونية.. منتخبات تنسف فكرة التمثيل المشرف التى تربينا عليها لعقود وحطمها المغرب... ولا نستطيع أيضًا تجاهل الأزمة الاقتصادية التى تطحن عظام العالم ونالنا منها ما نالنا لدرجة تجعل الأسعار فى ارتفاع جنوني بشكل يومى، رغم محاولات الدولة للسيطرة على جشع التجار وأثرياء الحرب والأزمات.. تتخيل صديقي القارئ أن كل ما سبق لم يجعل الناس تنصرف عن المحتوى الذى تقدمه المذيعة ياسمين عز فى برنامجها على شاشة إم بى سى مصر.. لدرجة جعلت البعض يروج لوقف عرض البرنامج كعقاب لياسمين على المحتوى الذى تقدمه والتى تحاول من خلاله لفت الانتباه لها ولتجربتها ووضع نفسها ضمن قوائم المذيعات المثيرات للجدل بما تقوله فى برنامجها وما تردده حتى وإن كانت غير مقتنعةبه ! أو حتى تطبقه في حياتها الشخصية.. وهو ما أستفز قطاعًا كبيرًا من المتابعين لبرنامجها والذين يطالبون الآن بوقف البرنامج وعقاب مذيعته رغم أنهم شديدو الحرص على متابعتها فى كل ما تقدمه !.. وهو ما يضعنا أمام سؤال مهم.. هل ياسمين عز تسىء للإعلام المصرى ؟! .. فى الحقيقة ومن وجهة نظر شخصية أنا أرى أن ياسمين مذيعة شاطرة وأنا هنا أصنفها كمذيعة وليست إعلامية لأن لقب إعلامى كلمة كبيرة لا يصح أن تطلق سوى على شخص يمارس هذه المهنة لأكثر من 20 عامًا كان خلالها على نفس الدرجة من المهنية والنجاح والتأثير.. وهو ما ينطبق على قلة محدودة للغاية من مذيعى البرامج المصرية والعربية.. لنعود مرة أخرى لياسمين عز وهل هى تسىء لمصر أم لا.. أعيدها مرة أخرى أن ياسمين مذيعة ذكية ومن راهن عليها ليضعها فى مواجهة مباشرة مع المذيعة رضوى الشربينى شديد الذكاء وهنا بالطبع كل الحقائق تؤكد أنه الإعلامي محمد عبدالمتعال رئيس قنوات إم بى سى مصر.. لم أنزعج فى مرة تابعت فيها فيدوهات لياسمين عز.. تعرف كيف تلتزم الصمت أثناء حديث ضيفها.. وكيف تحترمه ولا توجه له إهانة.. لم تستسلم لفكرة إهانة الضيوف لتحقيق الانتشار والنجاح.. على العكس قررت أن يكون احترامها للضيف سرا من أسرار تفوقها.. هناك رضوى الشربينى التى كانت فكرة صنعها الإعلامى سمير يوسف وارتكز فى صناعته على فكرة عدوة الرجل بينما صنع محمد عبدالمتعال نجاح ياسمين عز كنموذج لسيدة نصيرة الرجل.. حتى لو كانت تؤدى هذا الدور بمبالغة شديدة تصل فى بعض الأحيان إلى درجة مبتذلة فى استخدام الألفاظ والوصف.. ولكنها بالـتأكيد أفكار فريق إعداد يحاول أن يخاطب الطبقة العظمى من المشاهدين البسطاء لصناعة حالة الجدل ولكن عليهم أن يدركوا الفرق البسيط بين ما هو شعبى وما هو مبتذل !.. ياسمين عز استطاعت أن تحقق فى أشهر قليلة ما حققه غيرها فى سنوات طويلة.. ولكن السؤال الأهم فى مسيرتها الإعلامية هو.. ماذا بعد ؟.. سيأتى وقت ويزهد الناس متابعة وصلت المدح فى الرجل.. مثلما مل الناس وصلت رضوى الشربينى فى توبيخ الرجل ومهاجمته.. ما هى الخطوة الثانية.. هذا هو التحدى الأكبر.. صناعة نجم لم يعد صعبا فى زمن الترندات ومحركات البحث واللجان الإلكترونية وتكثيف العرض على مختلف المنصات.. الأهم من صناعة هذا النجم هو التفكير فى العمر الافتراضى لنجوميته وهل سيصبح قادرا على الاستمرار أم لا..؟! وبينما ننتظر إجابة هذا السؤال ستظل ياسمين عز محور اهتمام المشاهدين بما تصنعه ويفكر فيه ويديره محمد عبدالمتعال الذى رغم اختلافي معه حول كثير من الأفكار وتنفيذها .. لا أستطيع أن أنكر موهبته ونجاحه فى صناعة الإعلام على مدار العشرين عاما الأخيرة..