رغم تسجيلها خسارة أسبوعية 0.3%.. ماذا حدث لأسعار الذهب العالمية بعد رفع الفيدرالي الفائدة ؟ أرقام تهمك
سجلت أسعار الذهب العالمية على ارتفاع فى ختام تعاملات أمس الجمعة، إلا أن المعدن الأصفر سجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف نوفمبر رغم تعافيه خلال التعاملات بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالى (البنك المركزي الأمريكي) إلى الحاجة لمزيد من الرفع في سعر الفائدة للحد من التضخم.
وقدّرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، في سبتمبر، بلوغ النطاق المستهدف من 4.5% إلى 4.75% في عام 2023 ولكنَّ رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، استشهد بعد ذلك بالتضخم المرتفع وسوق العمل "الضيقة للغاية"، كما وصفها، ليشير إلى أنَّ المستوى النهائي لأسعار الفائدة سيكون أعلى ممّا كان متوقَّعًا في السابق، أي قد يتجاوز 5% في النهاية، مؤكّدًا أنَّ السياسة النقدية ستظل متشددة "لفترة من الوقت".
سعر أوقية الذهب
وعند الإغلاق، صعدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 1791.59 دولار للأوقية (الأونصة) إلا أن المعدن النفيس خسر نحو 0.3% خلال الأسبوع.
سعر الذهب عالميا
وتقدمت أسعار الذهب فى العقود الأمريكية الآجلة 0.7% لتبلغ 1800.20 دولار، ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالى يوم الأربعاء سعر الفائدة 50 نقطة أساس كما كان متوقعا وقال جيروم باول رئيس المجلس إن البنك المركزي الأمريكي سيواصل رفع أسعار الفائدة العام المقبل، وذلك على الرغم من تفاقم المخاوف من الركود.
وأشار البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي إلى استراتيجيات مماثلة لرفع أسعار الفائدة ويتوقع كومرتس بنك أن يتراجع الذهب إلى نحو 1750 دولارا للأوقية لحين اتضاح انتهاء دورة رفع الفائدة الأمريكية كما يتوقع أن ترتفع الأسعار إلى 1850 دولارا بنهاية عام 2023.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة فى المعاملات الفورية 0.4 % إلى 23.14 دولار للأوقية لكنها منخفضة 1.3 % خلال الأسبوع المنصرم.
وخسر البلاتين 1.4 % ليبلغ 992.43 دولار، وانخفض البلاديوم 4.3 % إلى 1713.81 دولار بعد أن هبط أكثر من 8% في الجلسة السابقة واتجه لأكبر انخفاض أسبوعي في خمسة أشهر.
استمرار التشدد
وقدّرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، في سبتمبر، بلوغ النطاق المستهدف من 4.5% إلى 4.75% في عام 2023. لكنَّ رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، استشهد بعد ذلك بالتضخم المرتفع وسوق العمل "الضيقة للغاية"، كما وصفها، ليشير إلى أنَّ المستوى النهائي لأسعار الفائدة سيكون أعلى ممّا كان متوقَّعًا في السابق، أي قد يتجاوز 5% في النهاية، مؤكّدًا أنَّ السياسة النقدية ستظل متشددة "لفترة من الوقت".
أظهرت نتائج الاستطلاع لتوقعات الاقتصاديين الذي أجرته وكالة "بلومبرج" قبل أيام أنَّ صانعي السياسة النقدية الأمريكية سيرفعون أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا الأسبوع، وبربع نقطة في الاجتماعين التاليين. كما بيّن الاستطلاع أرجحية خفض أسعار الفائدة إلى 4% منتصف عام 2024، وإلى 3.5% بنهايته.
وبحسب "بلومبرج"، يتوقَّع الاقتصاديون المزيد من التشديد النقدي من قِبل الفيدرالي في العام المقبل، وفترة من التوقف عن رفع الفائدة إلى أن يتمكن مسؤولوه من تقييم مسار التضخم في البلاد ومدى استمراره. كما يتوقَّعون أن يُقدم البنك على خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام الماضي.
أسعار الذهب
وكانت أسعار الذهب قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 15 ديسمبر على تراجع بنحو 31 دولارًا مع ارتفاع الدولار الأميركي وسجلت أسعار الذهب خسائر بنحو 0.6% خلال الأسبوع المنتهي اليوم.
وبحلول الساعة 06:50 مساءً بتوقيت جرينتش، صعد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.8%، ليسجّل 1791.84 دولارًا للأوقية.
وزاد سعر العقود الآجلة للفضة -تسليم شهر مارس (2023)- بنسبة 0.3%، مسجلًا 23.37 دولارًا للأوقية كما انخفض انخفض سعر البلاتين الفوري بنحو 1.3%، ليصل إلى 996.38 دولارًا للأوقية، وتراجع سعر البلاديوم الفوري بنحو 3.8%، إلى 1728.11 دولارًا للأوقية.
وفي غضون ذلك، استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسة عند 104.561 نقطة؛ ما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين في الخارج.
قال رئيس الماكرو العالمي في تستي لايف، إيليا سبيفاك: "مع ارتفاع مخاطر الركود أيضًا، سيظهر الدولار الأميركي بصفته ملاذًا آمنًا مفضلًا، وهو ما أدي إلى تراجع أسعار الذهب هذا الأسبوع في أعقاب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي".
الفائدة والاحتياطي الفيدرالي
ورفع الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس كما هو متوقع، لكن رئيس البنك، جيروم باول، قال إن المصرف المركزي سيقدم المزيد من الارتفاعات العام المقبل حتى مع انزلاق الاقتصاد نحو الركود.
واتبعت المصارف المركزية في أوروبا الاحتياطي الفيدرالي في إبطاء وتيرة زيادات أسعار الفائدة ولكنها قدمت رسالة قوية مماثلة مفادها أن الظروف المالية ستستمر في التشديد حتى مع تدهور الأداء الاقتصادي.
قال كبير الاقتصاديين في إيه سي واي سيكورتيز، كليفورد بينيت، إن الذهب يحاول الاستقرار ولكنه يتعرض لضغوط بسبب التقلبات المحيطة بالتضخم والتوقعات بشأن أسعار الفائدة الفيدرالية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وعلى الرغم من أن الذهب يُعرف تقليديًا بأنه وسيلة تحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي؛ فإن أسعار الفائدة المرتفعة تميل إلى إضعاف جاذبية السبائك من خلال زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن غير العائد في غضون ذلك، رفعت الهند، أكبر مستورد للفضة في العالم وثاني أكبر مستهلك للذهب، أسعار الواردات الأساسية للذهب والفضة في وقت متأخر من اليوم الخميس.
كما تخطط الهند لدعوة عطاءات لاستخراج الذهب من 50 مليون طن من الخام المعالج في مجموعة من مناجم الحقبة الاستعمارية في ولاية كارناتاكا الجنوبية، حسبما قال مسؤول حكومي كبير مطّلع على الأمر.