الصين تتعهد بالنهوض.. محاولات إنقاذ ثاني أكبر اقتصاد عالمي
تسببت احتجاجات كوفيد في الصين مؤخرا في تأجيج حالة من الغموض والتوتر، والتأثير على المعنويات بالأسواق، ما دفع المستثمرين المتوترين نحو الدولار كملاذ آمن وسط معاناة يعيشها الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، بسبب انتشار فيروس كورونا، تعهد قادة الصين بالنهوض سريعا بالاقتصاد المتضرر.
احتجاجات كوفيد ( الصين )
واندلعت احتجاجات كوفيد بجميع أنحاء الصين وامتدت إلى عدة مدن، في أعقاب حريق أسفر عن سقوط قتلى في أورومتشي، أقصى غرب البلاد الشهر الماضي، وتواكب ذلك مع بيانات صحفية وتصريحات لشركات ونقابات أوروبية ترفض فيها سياسة صفر كوفيد في الصين، والتي أثرت على نتائج الشركات الأجنبية العاملة هناك، وأبرزهم BMW وأبل.
مؤتمر العمل الاقتصادي الصيني…الغاء قيود كورونا
وخلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني، الذي استمر يومين، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ وكبار مسؤوليه بالنهوض بالاقتصاد المتعثر في العام المقبل.
واختتم شي ومعاونوه المؤتمر بإطلاق دعوة عبر وسائل الإعلام الحكومية لتعزيز التنسيق لدعم اقتصادٍ تشير تقديرات المحللين إلى أنه سيسجل هذا العام نموا بنحو 3% فقط، ما يعد أسوأ أداء للاقتصاد الصيني في نحو نصف قرن.
ويأتي اجتماع الرئيس ومعاونيه، بعد أيام من إلغاء قيود وتدابير لمكافحة كورونا كانت من بين الأكثر صرامة على مستوى العالم، والتي أيدها شي لكنها قوضت الاقتصاد وأثارت احتجاجات شعبية غير مسبوقة في حكمه المستمر منذ عقد.
ووفقا لتغطية وسائل الإعلام الحكومية للمؤتمر، فإن الصين ستعزز التنسيق العام للسياسات المتعلقة بالجائحة بما يضمن "انتقالا" سلسا خلال التفشي الحالي وحماية النظام الاجتماعي.
وسائل ٍاعلام
وقال بيان إعلامي: "علينا أن نركز على الاستقرار أولا العام المقبل فيما نسعى لتحقيق تقدم".
وذلك "الانتقال" إلى "عام من الاستقرار" بدأ بارتفاع الإصابات في بكين وتزايد المخاوف من انتشار كاسح للعدوى بين سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة مع اقبال الأفراد على السفر خلال عطلة رأس السنة القمرية الشهر المقبل بعد تخفيف القيود.
وذكرت وسائل إعلام محلية، يوم الجمعة، أن صحفيين سابقين في وسائل إعلام رسمية توفيا في العاصمة بكين بسبب الإصابة بكوفيد-19، وهما حالتان من بين أولى الوفيات المعلنة منذ إلغاء سياسات صفر كوفيد في السابع من ديسمبر/ كانون الأول.
ولم تبلغ لجنة الصحة الوطنية الصينية عن أي وفيات رسمية ناجمة عن فيروس كورونا منذ إلغاء السياسات. وصدر آخر إعلان رسمي عن تسجيل وفيات في البلاد في الثالث من ديسمبر كانون الأول في مقاطعتي شاندونغ وسيتشوان.
يأتي الإعلان عن الوفيات في وقت وضعت فيه الصين خططا عاجلة، الجمعة، لحماية المجتمعات الريفية من الفيروس، إذ يخطط الملايين من سكان المدن للسفر في العطلات لأول مرة منذ أعوام بعدما تخلت بكين عن نظامها الصارم من عمليات الإغلاق والقيود على السفر.
لكن الحماس الذي قوبل به هذا العدول الكبير عن السياسة سرعان ما أثار مخاوف من أن الصين غير مستعدة للموجة المقبلة من الإصابات وللضربة التي قد توجهها لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الصين تسجل ….. إصابة جديدة بكوفيد-19
وسجلت الصين 2157 إصابة جديدة بكوفيد-19 تظهر عليها أعراض أمس الخميسمقابل ألفي حالة في اليوم السابق. وذكرت لجنة الصحة الوطنية الصينية، الجمعة، أنها تكثف عمليات التلقيح وتعمل على توفير المزيد من أجهزة التنفس الاصطناعي والأدوية الأساسية وأدوات الفحص في المناطق الريفية. ونصحت اللجنة المسافرين بتقليل الاختلاط مع ذويهم من كبار السن.
ولا تزال الحدود الدولية للبر الرئيسي للصين مغلقة إلى حد بعيد، ولكن قرارات حديثة بالتخلي عن إجراء اختبارات قبل السفر الداخلي وتعطيل التطبيقات التي تتبع سجل رحلات الأشخاص منحت الحرية للمواطنين للتحرك في أنحاء البلاد.
وفي علامة على السعي للتعافي الاقتصادي ومؤشر على إعادة فتح البلاد، ذكرت مجلة "كايشين" الاقتصادية يوم الجمعة أن الحكومة تسعى لزيادة كبيرة في عدد رحلات الطيران الداخلية والخارجية بحلول نهاية الشهر المقبل كما أفادت وسائل إعلام رسمية في وقت متأخر من مساء الخميس أن إقليم خنان، وهو أحد الأقاليم الأكثر اكتظاظا بالسكان، ألغى جميع العطلات لموظفي الرعاية الصحية حتى نهاية مارس/ آذار لضمان "انتقال سلس" مع تخفيف قيود فيروس كورونا.
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الحكومية أن العديد من المدن في أنحاء البلاد أتاحت أيضا مواقع جديدة للتطعيم لتشجيع السكان على تلقي جرعات تنشيطية من اللقاحات.
غرفة التجارة الأوروبية في الصين
والأسبوع الماضي كذلك حث قادة الأعمال والدبلوماسيين الأوروبيين في الصين إدارة شي جين بينغ على تغيير مسارها من سياستها المثيرة للجدل بشأن عدم انتشار فيروس كورونا وطالب غرفة التجارة الأوروبية في الصين الحكومة في بكين بضرورة وضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم على طريق إعادة الافتتاح في الوقت الذي تتأرجح فيه بكين وقوانغتشو على حافة عمليات الإغلاق على مستوى المدينة.
أبلغ مسؤولو الصحة عن رقم قياسي يومي بلغ 31987 إصابة جديدة بكوفيد-19 المنقولة محليا، بزيادة أكثر من 2000 عن يوم السبت، والعاصمة الصينية بكين مغلقة الآن جزئيا مع إغلاق المدارس والمكاتب ومراكز التسوق في الغالب، وأغلقت المطاعم لتقديم خدمات تناول الطعام وشوارع المدينة المزدحمة عادة فارغة تقريبا، مما يعيد التذكير بأجواء يناير/كانون الثاني 2020.
في رسالة بعث بها إلى يين يونغ، القائم بأعمال عمدة بكين، أعرب يورج ووتكي، رئيس غرفة التجارة في الاتحاد الأوروبي في الصين، عن قلقه إزاء "الضوابط الصارمة المتزايدة للوباء" وعدم وجود "تفسيرات معقولة" لقرارات الإغلاق للشركات والمباني السكنية.
وقال: "أدى الافتقار إلى الإعداد الكافي إلى قيام حكومات المقاطعات والمجتمعات بإدارة تفشي المرض مؤخرا بالطريقة نفسها التي فعلت بها سابقا، من خلال إغلاق الشركات، حيث تم إغلاق العديد منها بشكل إلزامي على الرغم من عدم وجودها في منطقة عالية الخطورة وغيرها من الأماكن العامة".
"هذا أمر مقلق للغاية، بالنظر إلى أن تجربة شنغهاي في وقت سابق من هذا العام أظهرت أنه بعد عمليات الإغلاق طويلة الأجل، من المرجح أن يغادر العديد من الرعايا الأجانب الصين.. هذا من شأنه أن يضر بهدف بكين في التطور إلى مدينة دولية".
كذلك، عبرت السفارة الفرنسية في بكين، الخميس الماضي، عن مخاوف غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الصين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطالبت بكين بتجاوز استراتيجيتها للقضاء على جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا كما دفعت غرفة الاتحاد الأوروبي الحكومة إلى وضع جداول زمنية واضحة لطرح التطعيم الشامل لـCovid-19 و"العودة المتوقعة إلى الوضع الطبيعي".