النفط يحقق مكاسب أسبوعية رغم التوتر.. ما السر؟ أرقام تهمك
شهدت أسعار النفط نحو تحقيق مكاسب أسبوعية وسط مخاوف من تعطل الإمدادات وآمال في انتعاش الطلب الصيني، ويرجع ذلك لحكمة مجموعة أوبك+، وبحسب تقري أوبك الشهري، فإن الطلب على النفط في 2023 سيرتفع 2.25 مليون برميل يوميا، أو نحو 2.3 بالمئة، بعد نمو 2.55 مليون برميل يوميا في 2022.
وأشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أنه سيواصل رفع أسعار الفائدة في العام المقبل، حتى مع انزلاق الاقتصاد نحو ركود محتمل. ورفع بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
أسواق الطاقة
ورجح خبراء في أسواق الطاقة ارتفاع أسعار الخام لتلامس 90 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري 2022، وقد تقترب من سعر 100 دولار للبرميل خلال الربع الأول من العام المقبل 2023.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، الثلاثاء الماضي، إنَّ تحالف مجموعة أوبك+ يلعب دورًا فعالًا في دعم استقرار سوق النفط، كما يلعب دورًا ضروريًا في النمو والتنمية، وجذب الاستثمار اللازم لضمان أمن الطاقة وأقر التحالف في أكتوبر/تشرين الأول خفض الإنتاج مليوني برميل يوميا، أي نحو 2%، من الطلب العالمي، بداية من نوفمبر/تشرين الثاني حتى نهاية عام 2023.
أسعار النفط اليوم…ورفع سعرالفائدة
وعن أسعار النفط اليوم الجمعة 16 ديسمبر/ كانون الأول 2022، هبطت أسعار النفط بنحو 3% اليوم الجمعة مع تقييم السوق تداعيات رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة.
وأشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أنه سيواصل رفع أسعار الفائدة في العام المقبل، حتى مع انزلاق الاقتصاد نحو ركود محتمل. ورفع بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وبحلول الساعة 1334 بتوقيت غرينتش تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.08 دولار أو 2.6% إلى 79.13 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.07 دولار أو 2.7% إلى 74.04 دولار للبرميل.
وانخفض الخامان القياسيان اثنين بالمئة في الجلسة السابقة مع صعود الدولار ورفع البنوك المركزية في أوروبا أسعار الفائدة ولكن الخامين لا يزالان في طريقهما صوب تسجيل مكسب أسبوعي مع تلقي المعنويات دعما من شح محتمل في المعروض بعد إغلاق شركة تي.سي إنرجي الكندية خط أنابيب كيستون بعد تسرب وبفضل توقع زيادة الطلب في عام 2023.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب الصيني في العام المقبل بنحو مليون برميل يوميا، بعد انكماشه في 2022. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023 إلى 1.7 مليون برميل يوميا.
صعود اقتصادي محتمل
وقالت أوبك -حسب "رويترز"- إنه في حين أن التباطؤ الاقتصادي "واضح تماما"، إلا أن هناك جانبًا صعوديًا محتملًا يتمثل في تخفيف سياسة "صفر كوفيد" التي تبنتها الصين لمكافحة فيروس كورونا.
وأعلنت أوبك في تقرير شهري إن الطلب على النفط في 2023 سيرتفع 2.25 مليون برميل يوميًا، أو نحو 2.3%، بعد نمو 2.55 مليون برميل يوميا في 2022. ولم يتغير التوقعان عن الشهر الماضي.
نظرة حذرة بشأن الطلب العالمي على النفط
تقرير منظمة أوبك الأخير للعام الحالي اتسم بنظرة حذرة، نتيجة عدم اليقين الذي يطبع 2023، لا سيما لناحية آفاق الطلب على النفط من قِبل الأسواق الرئيسية، مع استمرار الاضطرابات الجيوسياسية، والنشاط الاقتصادي المتفاوت للدول، فضلًا عن عدم وضوح الإجراءات المتعلقة بسياسة "صفر كوفيد" في الصين.
التقرير الصادريوم الثلاثاء 13 ديسمبر2022، اعتبر أن العام المقبل "لا يزال محاطًا بكثير من عدم الوضوح، ما يتطلّب الحيطة والحذر". مؤكدًا على استمرار الجهود الاستباقية لتحالف "أوبك+" حفاظًا على استقرار السوق.
وأبقى تقرير أوبك لشهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو الأول بعد وضع الاتحاد الأوروبي حدًّا أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، قبل 8 أيام، توقعاته للعرض والطلب، للعامين الحالي والمقبل، عند نفس مستويات تقرير الشهر الماضي.
في حين استمرّت تقديرات ارتفاع المعروض من خارج دول المنظمة عند 1.9 مليون برميل يوميًا لهذا العام، و1.5 مليون برميل يوميًا لعام 2023 وفق حسابات أجرتها وكالة بلومبرغ للأنباء، تظهر بيانات تقارير أوبك الصادرة منذ بداية العام، أن المنظمة خفّضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2022 بمقدار 40%، إلى 2.5 مليون برميل يوميًا بالوقت الراهن، من 4.2 مليون برميل يوميًا بتقرير يناير/كانون الثاني.
النظرة الحذرة لتقرير أوبك الأخير، وتجميد توقعات العرض والطب على ما هي عليه، تتسق مع إبقاء تحالف "أوبك+"، باجتماعه الأخير مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022، لإنتاج النفط عند مستوياته الحالية دون تغيير، حتى دراسة تأثير الخفض بمقدار مليوني برميل يوميًا، الذي أُعلن عنه باجتماع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
استقرار الأسواق هدف "أوبك+" وسط التحديات
ومن جانبه، فإن تحالف "أوبك+" يعمل للتخفيف من المؤثرات الدولية المتسارعة الحالية، التي تضر بدورها المنتجين والمستهلكين في آن واحد. وقال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، بعد انتخابه أمس الإثنين رئيسًا لمجلس وزراء منظمة "أوابك" بدورته الجديدة لعام 2023، التي استضافتها الكويت، أن أهم التحديات التي تواجه السوق النفطية: "جيوسياسية، وصحية، والحروب والتوترات العسكرية".
وأوضح: "نعمل في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها على التخفيف من كل هذه المؤثرات لأن التوترات السياسية واحدة من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة وتضرر المنتجين والمستهلكين في آن واحد، وعلينا توظيف النفط والطاقة للتقريب بين الدول"
وأكد وزير النفط العراقي، حسب بيان صحافي، أن "أغلب الدول العربية المنضوية في منظمة أوابك، تمثل وتشكل ثقلًا كبيرًا في الإنتاج النفطي العالمي، ولهذا يتطلب إعادة النظر في نظامها الأساسي، وبما يمكنها من لعب دور أكبر لتحقيق تطلعاتها في التعامل الواقعي مع التحديات التي تواجه السوق النفطية، وصولًا إلى تحقيق مزيد من الاستقرار في الأسواق العالمية". موضحًا: "للصراع الأوروبي - الروسي أثر سلبي على استقرار الأسواق العالمية".