افتتاح ندوة بناء رابطة المصير المشترك الصينية العربية بمشاركة 50 خبيرًا وباحثًا
افتتحت ندوة "بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية ودور وسائل الإعلام ومراكز الفكر" في العاصمة الصينية بكين، تحت رعاية مجموعة الصين للإعلام الدولي وتنظيم مشترك لمركز إعلام أوروبا الغربية وإفريقيا (دار مجلة الصين اليوم) ومؤسسة "شبكة الصين" الإخبارية، ومؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام.
وشارك بالندوة، مساء أمس الخميس، كل من “قاو آن مينغ نائب رئيس مجموعة الصين للإعلام الدولي ورئيس تحريرها، وأحمد السعيد المدير العام لمؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، ووو سي كه المبعوث الخاص الأسبق للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط”.
كما شارك أكثر من 50 خبيرًا وباحثًا من وسائل الإعلام ومراكز الفكر في الصين ومصر والسعودية وقطر والإمارات والمغرب ولبنان، وناقشوا بشكل متعمق نتائج القمة الصينية العربية الأولى المثمرة، وكيفية مساهمة وسائل الإعلام ومراكز الفكر في بناء مجتمع مصير مشترك صيني – عربي نحو العصر الجديد.
وأشار قاو آن مينغ نائب رئيس مجموعة الصين للإعلام الدولي في كلمته، إلى أن القمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الأولى، اللتين عقدتا بنجاح في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، تمثلان علامة أيقونية فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية.
وأوضح أنه في السنوات الأخيرة، كانت مبادرة "الحزام والطريق"، التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ تتماشى مع رؤى التنمية والتخطيط المستقبلي للعديد من الدول العربية؛ مما حقق تسريع وترقية التعاون العملي الشامل والمتعدد المستويات والواسع النطاق بين الصين والدول العربية بشكل مستمر في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق".
وقال قاو "في الوقت الذي دخل فيه تطور العلاقات الصينية العربية مرحلة تاريخية جديدة، يجب علينا الحفاظ على مكانة تاريخية أعلى ومنظور عالمي أوسع، وزيادة الاستفادة من مزايا ومواردنا الخاصة، والتخطيط لمسار أكثر دقة وكفاءة وواقعية للتواصل والتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر، وبناء المزيد من منصات التعاون والتبادل، وتعزيز الحوار والزيارات المتبادلة بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر في مجالات متعددة وبأشكال وقنوات متنوعة، والتحسين المتواصل لتكرار وحجم ومستوى التبادلات، وتعزيز المناقشات والتبادلات حول الملفات المشتركة، والتحدث بشكل مشترك مع العالم الخارجي، والمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك صيني - عربي نحو العصر الجديد من خلال التعاون الوثيق بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر".
ومن جانبه، نوه الدكتور أحمد السعيد، إلى أن الصداقة الصينية العربية والتبادلات الشعبية والثقافية تتمتع بتاريخ طويل، وأن العلاقات التاريخية بين الجانبين ظلت قائمة على الاحترام المتبادل على الدوام.
وأضاف السعيد أنه "في ظل ما يشهده العالم من متغيرات وظروف لم يشهد مثلها منذ مائة عام، من الضروري والمطلوب أن يقترب الأصدقاء من بعضهما خطوات، ويجب على الصين والدول العربية توسيع الصداقة والتعاون بشكل أكبر".
وتابع أن الصين قدمت مثالا للدول العربية لاستكشاف مسارات التنمية بشكل مستقل، كما تحتاج الصين إلى دعم الدول العربية. مؤكدا على دور وسائل الإعلام ومراكز الفكر الإيجابي في تطوير العلاقات المستقبلية بين الصين والدول العربية، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية.
وفي جلسة المناقشة الموضوعية، شارك وانغ شياو هوي رئيس تحرير شبكة الصين، وشريف قنديل رئيس تحرير جريدة المدينة السعودية، ويوي يون تشيوان عميد معهد الصين والعالم المعاصر، وأحمد سلام الرئيس السابق للإدارة المركزية لشؤون مكتب رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وجياو شيانغ رئيس تحرير مكتب تحرير الأخبار الدولية لصحيفة الشعب اليومية، وبشار شبارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ودينغ جيون مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الأجنبية، وأحمد سعيد العلوي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية بالإمارات، وهو يوي شيانغ عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة بكين للدراسات الدولية، وفؤاد الغـزير الأستاذ في جامعة الحسن الأول المغربية، وحسين إسماعيل المدير التنفيذي لفرع الشرق الأوسط لدار مجلة الصين اليوم، وتمارا برّو الباحثة في السياسة الدولية بجامعة لبنان، ولفيف من الخبراء والباحثين شاركوا في تبادل الأفكار بنشاط حول موضوع الندوة.
وفي خطابه الختامي، لخص هو ب أو مين، مدير مركز إعلام أوروبا الغربية وإفريقيا التابع لمجموعة الصين للإعلام الدولي، التوافق الذي تم التوصل إليه في الندوة، معربا عن أمله في أن تنتهز وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والعربية الإنجازات الكبرى للقمة الصينية العربية الأولى كفرصة ذهبية وتنطلق من هذه الندوة كنقطة انطلاق جديدة للعمل المشترك لتعزيز التعاون والتبادل الشعبي والثقافي الصيني العربي الشامل ومتعدد المستويات وواسع النطاق، وتعزيز التفاهم والترابط والتواصل المتبادل بين الشعبين الصيني والعربي، وتقديم وسائل الإعلام ومراكز الفكر مساهمات في بناء مجتمع مصير مشترك صيني - عربي نحو العصر الجديد، من أجل خلق آفاق مشرقة لتنمية الصين والدول العربية، وللحياة السعيدة المشتركة للشعبين الصيني والعربي.