بعد مرور نصف قرن.. "أرض الفردوس واللؤلؤ" تحتفل بعيد استقلالها عن بريطانيا
تحتفل مملكة البحرين بعيد استقلالها الخمسين عن بريطانيا، الحدث الذي تحقق فعليا يوم 15 أغسطس عام 1971، إلا أن البلاد تحتفل بعيدها الوطني يومي 16 و17 ديسمبر من كل عام.
ويعود اختيار البحرين لهذا التاريخ للاحتفال بالعيد الوطني لأنه يتزامن مع تتويج حاكم البلاد السابق عيسى بن سلمان آل خليفة.
وربما يتساءل البعض عن مصدر تسمية البلاد بالبحرين، هذا الاسم الذي تردد في إحدى الشعارات العربية للدلالة على وحدى المنطقة العربية وهو يقول "من مراكش إلى البحرين شعب واحد لا شعبين".
وتتحدث المراجع التاريخية عن عدة روايات لمصدر اسم البحرين، حيث يقول أغلب المؤرخين أنه جاء بسبب " احتواء الإقليم الممتد بين منطقتي الإحساء والقطيف على الكثير من العيون التي تشبه البحر من حيث الحجم، وكذلك لدلالة هذه العيون على وجود مصدرين رئيسين للمياه، حيث هنالك عيون للمياه الحلوة، وعيون أخرى للمياه المالحة".
ويرى المؤرخون القلقشندي والأزهري وياقوت الحموي أن تسمية المنطقة مرجعها أنها تضم "كلا من بحيرة الأصفر في مدينة الإحساء، ومياه الخليج العربي على الجانب الآخر".
أما المؤرخ البحريني جاسر الحمد، فيقول إن اسم البحرين "يعود إلى وجود جزيرة أوال بين مجرى فارس وبر العرب".
اللافت أن البحرين، وهي عبارة عن أرخبيل يتكون من 33 جزيرة، لا حدود لها مع أي من جيرانها، إلا أنها ترتبط من الجهة الغربية بالسعودية، وذلك بواسطة جسر "الملك فهد" الذي يبلغ طوله إلى 25 كيلو مترا، وكان افتتح في نوفمبر من عام 1986، فيما تتشارك بحدود بحرية مع إيران وقطر.
وتعد جزيرة البحرين أكبر جزر الأرخبيل وتأتي جزيرة المحروق التي يوجد بها المطار الدولي للبلاد، في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، فيما يوجد في المملكة عدد كبير "من الجزر الصغيرة وغير المأهولة بالسكان، والتي تشتهر بكونها مأوى للكثير من أنواع الطيور المهاجرة التي عادة ما تعبر مملكة البحرين خلال فترة الربيع".
ومن المعلومات الهامة عن هذا البلد، أن البحرين كانت تصنف منذ استقلالها عن بريطانيا في عام 1971 كدولة حتى عام 2002، حيث تحوّلت البحرين من دولة إلى مملكة دستورية يتولى الحكم فيها، الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
ونذكر في هذه المناسبة أن البحرين كانت توصف قديما بأنها "أرض الخلود"، وبأنها "أرض الفردوس العظيم"، ويعود ذلك إلى تميزها "بينابيع المياه العذبة وغابات النخيل الواسعة".
وفي الجانب الاقتصادي اقترن اسم البحرين باللؤلؤ الذي كان من الأنشطة الرئيسة في المنطقة، لخصوبة شواطئها بمصائد اللؤلؤ " حيث اشتهرت بكونها مركزًا رئيسًا للؤلؤ الطبيعي، وكان التجار من كافة أنحاء العالم يقصدونها حتّى يحصلوا على الجواهر النفيسة التي تزخر بها قيعان البحار الخصبة".
ازدهرت تجارة اللؤلؤ في البحرين حتى بداية ثلاثينيات القرن الماضي، ليتراجع هذا النشاط الاقتصادي الهام " بسبب ظهور صناعة اللؤلؤ الياباني المستجدة"، إلا أن البحرين في وقت لاحق "اكتشفت أنّها تمتلك احتياطيا كبيرا من النفط الخام في أراضيها يُقدر بـ 245 مليون برميل".
كما أن البحرين تشتهر بأنها "أرض المدافن الغامضة والقبور القديمة". وهذه المدافن التاريخية تعود إلى حقبة حضارة "دلمون" القديمة، حيث "بُنيت تلال الدفن الدلمونية في الفترة الواقعة ما بين 2200 و1750 قبل الميلاد، وتتوزّع على 21 موقعًا أثريا في الجزء الغربي من الجزيرة، ويتراوح عدد المدافن في 6 من هذه المواقع ما بين بضع عشرات إلى بضعة آلاف مدفن وبالإجمال يوجد نحو 11.774 مدفنًا مبنيا على شكل أبراج أسطوانية قصيرة، في حين تُعتبر بقية التلال في المواقع المتبقية تلال ملكية وهي مُصمّمة على شكل أبراج مكوّنة من طابقين".
على الرغم من انتهاء توهج اللؤلؤ في البحرين، إلا ان المملكة تبقى لؤلؤة على جبين الزمن، باستقرارها رغم العواصف العاتية التي تواجهها في هذه المنطقة المضطربة منذ عقود، علاوة على برنامج اقتصادي طموح ومتواصل رغم الصعاب، ودورها السياسي الإقليمي النشط، هذا مع الاخذ في الاعتبار أنها تعد أصغر دولة في المنطقة العربية.