أبرزها اتفاق تعاون دفاعي.. العلاقات السعودية البريطانية تجني ثمارها
تعتبر العلاقات السعودية البريطانية امتداد كبير لتاريخ طويل يحمل في داخله الكثير من التغيرات، حيث يسعى كلا الطرفان إلى شراكة أكثر استراتيجية مبنية على علاقات متينة، تتحول من خلالها من حليف وجودي إلى شراكة وتعاون.
ويحاول البلدين إلى تعزيز مبدأ العمل المشترك، وتوطين الصناعات العسكرية بين كلًا منهما من خلال اتفاق التعاون العسكري والدفاعي الذي يزيدهم قوة فوق الأخرى.
اتفاق التعاون الدفاعي
وفي سياق متصل، وقع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز ونظيره البريطاني بين والاس، خطة التعاون الدفاعي، والتي كانت تحت شعار تطوير قدرات وزارة الدفاع السعودية، إضافة إلى توطين الصناعات العسكرية، حسب سكاي نيوز عربية.
وعزز هذا الاتفاق الشراكة بين البلدين في المجال العسكري والدفاعي، حيث عقد الجانبان اجتماعًا في مقر وزارة الدفاع البريطانية، يوم الثلاثاء، وجري خلالها استعراض العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بينهما.
وبحث الثنائي أوجه التعاون في المجال العسكري والدفاعي، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، ونتج عن ذلك تطور الأوضاع على المستويين الإقليمي والدولي.
ونشرت وزارة الدفاع البريطانية، في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر أن اتفاق التعاون في السعودية ركيزة هامة لدعم الأمن المشترك بين البلدين.
ووصل وزير الدفاع السعودي والوفد المرافق له في زيارة رسمية للقاء عددا من المسؤولين، لمحادثات العلاقات بين الجانبين، وذلك نقلًا عن وكالة الأنباء السعودية واس.
وجاء توقيع هذه الاتفاقية خلال استقبال وزير الدفاع البريطاني بين والاس نظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وأجريت لوزير الدفاع السعودي في ساحة حرس الخيالة الملكي بالعاصمة البريطانية لندن، وفي استقبال رسمي عزف السلام الملكي السعودي، واستعراض حرس الشرف.
علاقات تاريخية
ترسخت العلاقات بين السعودية وبريطانيا بمرور الأيام، وزيادتها الشراكات المتعددة بين الجانبين في كافة المجالات سواء عسكرية أو سياسية واستثمارية وتعليمية وغيرها، مما أدي إلى زيادة قوتها.
وجاء توثيق هذه العلاقات إلى الزيارات والاتصالات التي يقوم بها المسؤولون في البلدين، والتي كان آخرها زيارة رئيس الوزراء البريطاني لوريس جونسون إلى المملكة.
وعكست هذه الزيارة الأخيرة محورية السعودية وكأنها السياسية والاقتصادية، وثقلها في التعامل مع الأزمات العالمية المختلفة في مجالات عدة.
وبحلول عام 2018 دخلت العلاقات السعودية البريطانية إلى مرحلة جديدة غير مسبوقة، تنذر ببدء فترة مصالحهما المشتركة على نطاق واسع.
وتعد السعودية الشريك الثالث لبريطانيا في المنطقة، لا سيما من ناحية حجم التبادل التجاري، ووصل متوسط التبادل التجاري بينهما إلى 6 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، وأشارت الإحصاءات الخاصة بحجم التبادل التجاري إلى أن زيادة معدل الصادرات السعودية إلى المملكة المتحدة نسبيًا مقارنة بالسنوات الماضية.
قضايا متعددة
وفي وقت سابق، تطلع الجانبان إلى انتهاء المفاوضات المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة بينهما، وفي مقابل ذلك زادت حجم الاستثمارات البريطانية في المملكة عبر 500 شركة بريطانية تقوم بعمل مشروعات داخل السعودية وتنوعت مجالاتها.
ويؤكد هذا التعاون أصالة العلاقات بين السعودية وبريطانيا، وتطلع المملكة العربية السعودية في عام 2030 إلى إيجاد فرص للاستثمارات الأجنبية، وتأتي بريطانيا على رأس هذه الاستثمارات.
وتسعى بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن أماكن نشاط استثمارية آمنة، ورأت أن السعودية خير بيئة استثمارية ناجحه، بسبب ما تمتلكه من مقومات متعددة لجذب المستثمرين.
ويمر الجانبان بمرحلة تحول تاريخية تهدف إلى بناء علاقات أفضل مع مستقبل واعد واقتصاد دائم يخدم الجميع، جنبًا إلى الشراكات الخاصة بأزمة الطاقة المتجددة والنظيفة.
وامتدت هذه العلاقات لتشمل الجوانب السياسية، واتفق الطرفان على ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن، إلى جانب ذلك معالجة الأزمات القائمة في كل من سوريا والسودان وليبيا وافغاستان، وضرورة وجود حل شامل للقضية الفلسطينية، حسب صحيفة سبق السعودية.
وتتعدد الزيارات التاريخية التي دارت بين قيادات الدولتين منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ودولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال لقائهم التاريخي في مصر الذي جمعهما في عام 1945.