البابا تواضروس يلتقي كهنة قطاع عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني في الملحق الإداري الجديد التابع للمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مساء اليوم، نيافة الأنبا أكسيوس الأسقف العام لكنائس قطاع عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون، وبرفقته الآباء كهنة القطاع وزوجاتهم.
وألقى نيافة الأنبا أكسيوس، كلمة في بداية اللقاء هنأ في بدايتها قداسة البابا بالعيد العاشر لتجليس قداسته، وعلى افتتاح المبنى الإداري الجديد، وقدم الشكر لقداسة البابا لاهتمامه الدائم بمتابعة العمل الرعوي في كنائس القطاع، كما قدم تقريرًا عن الخدمة بكنائس القطاع.
ثم ألقى قداسة البابا كلمة رحب خلالها بنيافة الأب الأسقف والآباء الكهنة وزوجاتهم، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء هو ثاني لقاء لقداسته مع مجمع كهنة، يستضيفه المبنى الإداري الجديد، حيث التقى أمس مع مجمع كهنة قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر.
وأشار إلى أن الاهتمام بالتنظيم في الخدمة يتطلب تجهيزات ملائمة، ودلل بهذا على المبنى الإداري الجديد الذي يحوي تجهيزات متعددة ومتقدمة لاستيعاب متطلبات العمل الخدمي الذي يقدمها المقر البابوي.
وقرأ قداسة البابا جزءًا من الأصحاح الرابع من رسالة أفسس، والذي يصلى ضمن صلاة باكر، وهو: "أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ." (أف ٤: ١ - ٣).
ووصف قداسته رسالة أفسس بأنها "درة الرسائل"، متناولًا أربعة نقاط تحمل معاني هامة في الخدمة، وهي أن الخدمة:
١- دعوة مستمرة: فيجب أن تكون الخدمة
- "كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا".
- من المسيح وإليه.
- ألا يعرف الخادم الشيخوخة.
٢- تلمذة مستمرة:
- لكل الآباء السابقين، واستشهد قداسته بقول القديس يوحنا ذهبي الفم "الوجه الذي تقدس بعلامة الصليب لا يمكن أن ينحني للشيطان"
- القراءة المتسعة في كل أنواع القراءة.
- التعليم والتلمذة على كل المواقف والمجالات الحياتية.
٣- شركة مستمرة:
نحتاج أن ننتبه لئلا نسقط في فخ العمل المنفرد، وأن نتعلم فن العمل المشترك، ودلل قداسة البابا بأصابع اليد الواحدة التي تكون مختلفة إلا أنها تعمل معًا كقبضة واحدة، وأشار إلى أن التسابيح الواردة في سفر الرؤيا كلها تسابيح مشتركة.
وقدم روشتة يمكن الاعتماد عليها في الخدمة وهي: "بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ"
وألمح إلى أن لكل شخص موهبته وكل المواهب يجب أن تصب في الصالح العام، وحذر من أمراض الذات التي تعطل العمل الجماعي.
٤- رسالة مستمرة:
وهي رسالة يجب أن تحوي تقديم الحب الحقيقي لكل أحد، فالعالم جائع إلى الحب، ونوه إلى أن التطور التكنولوجي يسبب أحيانًا جفاف المشاعر، وشدد على أهمية المشاعر التي يجب أن نتبادلها بشكل مباشرة بعضنا لبعض، واستشهد بالاية: "مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رو ٥: ٥)، وألمح إلى أن العلاقة القوية مع المسيح تمكن الإنسان من تقديم محبة المسيح لكل مع يتعامل معه.
وفي الختام أجاب قداسة البابا على أسئلة الحضور، ومنحهم بعض الهدايا، والتقطوا مع قداسته صورًا تذكارية.