محلل سياسي لـ "الفجر": الحوثي يُمرر مشروع طهران الصفوي باليمن.. والإصلاح حزب يتاجر بالدين (حوار)
◄ طهران تسعى عبر أدواتها في اليمن إلى تمرير مشروعها الصفوي الطائفي
◄ القضية الجنوبية ليست وليدة الحرب الحوثية بل هي إمتداد لنضال شعب جنوبي
◄المليشيات الحوثين تلجأ لاستخدام السلاح الثقيل "المدافع والكاتيوشا والطائرات المسيرة" بطريقة عشوائية
◄المليشيات قامت بزراعة الألاف من الألغام الفردية في الطرق والجبال والسهول
◄أبناء الجنوب وقضيتهم العادلة تُعد قضية أساسية وجوهرية قي حل معضلات اليمن
قال المحلل السياسي بجنوب اليمن ماجد الطاهري مدير اعلام انتقالي مديرية كرش بمحافظة لحج بجنوب اليمن، إن اليمن جزء من محيطها الخليجي والعربي وموقعها الإستراتيجي الهام على خريطة العالم الجغرافية هو ما يجعلها محط أنظار الدول التي تتسابق نحو فرض هيمنتها سياسيًا واقتصاديًا على العالم، وهذا الموقع الإستراتيجي الهام سبب رئيسي يقف عائقًا أمام إحداث فجوة حقيقية نحو ايجاد سلام كامل وشامل وحلول منصفة وجذرية لجميع المشكلات العالقة في اليمن، لذلك ومع الأسف لا نجد بوادر سلام حقيقية في اليمن على المدى القريب.
وأضاف الطاهري في حوار خاص لـ "الفجر"، بأنه يرى أنه يمكن إيقاف نزيف الدم اليمني وإنهاء سنوات الحرب والتمكين لسلام حقيقي في حال وجدت النوايا الصادقة المشتركة وتقديم التنازلات والإعتراف بالأخطاء على مستوى الداخل يرافق ذلك إمتلاك إرادة صادقة ومخلصة لصناعة حلول عاجلة في اليمن لتجعل منها دولة قوية ومنطقة آمنة ومستقرة لأهمية موقعها الإستراتيجي على خريطة العالم.
وإليكم نص الحوار:-
◄بعد إقرار عبدالملك الحوثي بالتبعية لنظام طهران… ما دلالات ذلك بعد سنوات من التكتم؟
باعتقادي أن خطاب المكاشفة الأخير المتمثل بتصريح زعيم المليشيات الحوثية بحقيقة إرتباط جماعته المباشر بايران وحزب الله اللبناني لم يأتي من فراغ في ظل مجريات أحداث إنتفاضة غضب شعبية ضد نظام الحكم في دولة ايران علاوةً على المتغيرات السياسية والعسكرية الإقليمية والدولية.
فحقيقةً عبدالملك الحوثي أجبن من أن يظهر معترفًا وأمام وسائل الإعلام متحدثًا عن حقيقة علاقة جماعته مع طهران دون أن تتم الموافقة من طهران،و لا يعقل أن يقدم زعيم الجماعة على خطوة يثبت فيها على نفسه صدق إدّعا خصومه من الطرف الآخر الذين كانوا وما زالوا يتهمونه بأنه مجرد وسيلة تستخدمها طهران لتمرير سياساتها العدائية في منطقة الخليج العربي خاصّةً وتجاه الأمة العربية بشكل عام، لذا وفي ظل المتغيرات الداخلية والخارجية آنفة الذكر التي باتت تهدد النظام الإيراني الطائفي جعلها تخرج عن طورها لتوعز للعالم بأنها مازالت تملك الكثير من الأوراق التي تراهن عليها في المنطقة والتي من خلالها تستطيع تهديد مصالح دول الخليج العربي وسلامة المياة الإقليمية في مضيق باب المندب فجاء منها هذا الإيعاز لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بالظهور الإعلامي ليقول للعالم إننا هنا في اليمن جزء لا يتجزأ عن نظام الوالي الفقيه في طهران وأن مصيرنا مشترك وبإمكاننا أن نفعل الكثير.
◄ برأيك ما هي عوامل حل الأزمة اليمنية بعد أكثر من 8 سنوات على الحرب التي إفتعها الحوثيين؟
اليمن جزء من محيطها الخليجي والعربي وموقعها الإستراتيجي الهام على خريطة العالم الجغرافية هو ما يجعلها محط أنظار الدول التي تتسابق نحو فرض هيمنتها سياسيًا واقتصاديًا على العالم، وهذا الموقع الإستراتيجي الهام سبب رئيسي يقف عائقًا أمام إحداث فجوة حقيقية نحو ايجاد سلام كامل وشامل وحلول منصفة وجذرية لجميع المشكلات العالقة في اليمن، لذلك ومع الأسف لا نجد بوادر سلام حقيقية في اليمن على المدى القريب.
لكن وكوجهة نظر متواضعة أرى أنه يمكن إيقاف نزيف الدم اليمني وإنهاء سنوات الحرب والتمكين لسلام حقيقي في حال وجدت النوايا الصادقة المشتركة وتقديم التنازلات والإعتراف بالأخطا على مستوى الداخل يرافق ذلك إمتلاك إرادة صادقة ومخلصة لصناعة حلول عاجلة في اليمن لتجعل منها دولة قوية ومنطقة آمنة ومستقرة لأهمية موقعها الإستراتيجي على خريطة العالم، ومن خلالها ترعى مصالح الجوار وتحفظ المصالح الدولية المشتركة.
◄ ما دلالات هجمات الحوثيين على إمدادت النفط والموانئ؟
بالعودة قليلًا للمشهد السياسي والعسكري منذ تدخل دول التحالف العربي ودعم وتشكيل قوات الشرعية بهدف إيقاف تمدد وسيطرة المليشيات الحوثية في عموم المحافظات اليمنية سنلاحظ تحييد المليشيات وعدم استهدافها للمنشئآت النفطية أو المونىء الحيوية التي تقع في نطاق سيطرة قوات التحالف العربي وحلفائها في الداخل ولقد استمر الحال كما هو إلى أن تمكنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وألوية العمالقة من فرض السيطرة على محافظتي أبين وشبوة النفطية وتمكنت من دحر عصابات الإصلاح “الإخوان المسلمين” التي سيطرة على المحافظتين واستحوذت على السلطة واستأثرت بالثروة لنفسها طوال سبع سنوات، وبعد ذلك شاهدنا في سعت المليشيات بتكرار استهدافها لأنبوب النفط وميناء الضبة في شبوة، وهو ما يؤكد دون مجال للشك بوجود تفاهمات واتفاقيات عُقِدت مسبقا ومن خلف الستار بين قيادة حزب الإصلاح من طرف وقيادة المليشيات الحوثية من طرف آخر أفضت بالتوافق بينهما لتقاسم الثروة النفطية والغازية والسمكية في إطار النطاق الجغرافي لمحافظة شبوة لسبع سنوات مقابل ان توقف الأخيرة تصعيد هجماتها أو استهدافها للمنشئآت النفطية وميناء الضبة في بالمحافظة نفسها.
◄بعد قصف وتفخيخ المساجد.. كيف انتهج الحوثي نهج نظام الملالي بإيران؟
كما أشرنا سابقا أن الجماعة الحوثية هي مولود تربى في مهد النظام الملالي بالعاصمة طهران منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وبالتالي فإنّ إقدامها على هدم وتفجير المساجد في بعض المدن اليمنية يأتي من منظور شرعي وإرث تأريخي صفوي طائفي يحمل عِداءً شديدا تجاه الأغلبية السكانية السُنّية، وكما هو الحال في دولة ايران “قليل من المساجد يقابلها الكثير من الحسينيات”، تسعى طهران عبر أدواتها في اليمن إلى تمرير مشروعها الصفوي الطائفي وترى أن أهم خطوات نجاحه يبدى بهدم المساجد ودور القران واغتيال العلماء والدعاة لكي تخلو لها الساحات مستقبلًا وتعمل بالتدريج على إحلال الحسينيات بدلا عن المساجد وبالتالي تعمل لفرض مذهبها "البطيني" الأثنى عشري على الشعب اليمني كافّة وبالقوة..
◄ بعد احتجاز الحوثيين لصافر.. كيف استغلت المليشيات الناقلة؟
تدرك المليشيات الحوثية حجم القلق المحلي والإقليمي والدولي من استمرار بقاء الناقلة العملاقة صافر العائمة قبالة شواطى البحر الأحمر معطلة لسنوات وعلى متنها حمولة تتجاوز المليون برميل من النفط الخام،وهو ماينذر بحدوث كارثة بيئية تطال الثروة السمكية وتهدد حياة الكثير من البشر لمساحات جغرافية تتجاوز الحدود اليمنية.
وعليه فقد عملت المليشيات الحوثية على إستغلال بقاء صافر معطلة كما هي ومنعت أي محاولات داخلية أو خارجية لإفراغ حمولتها أو إصلاحها بغية واستخدامها كوسيلة ضغط للحصول على مزيد من المكاسب والتنازلات لصالحها في ظل تجاهل وصمت دولي، واستطيع الجزم أنه ما كان لها ذلك أي" جماعة الحوثي" لولأ مُمالأة ودعم تقف خلفه دول عظمى تسعى لتمرير مشاريعها نحو الهيمنة والنفوذ في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
◄كيف عطل حزب الاصلاح “الاخوان باليمن” طرق الوصول للسلام باليمن؟
منذ الإعلان عنه كحزب سياسي في اليمن في مطلع التسعينيات من القرن الماضي وضع حزب التجمع اليمني للإصلاح كرسي الحكم نصب عينيه وعمل على تحقيق أهدافه ومراميه من خلال الإنتشار وتوسيع قاعدته الجماهيرية عن طريق دغدغة عواطف الناس بإسم الدين وسارع الحزب للتغلغل في مختلف مفاصل الدولة عبر طرق وإلتواءات مشروعة وغير ومشروعة وسعى نحو بناء التحالفات الحزبية والقبلية وفق كل مرحلة سياسية في الداخل اليمني، لذا فلا نقاط حمراء يمنع تجاوزها في بناء التحالفات بمختلف الوسائل للوصول للغايات والطموحات، فقد تحالفت جماعة الإخوان بداية مع حزب المؤتمر الشعبي العام في حربها على ابناء الجنوب وشاركت بالمقاتلين واصدر علماءه الفتاوى الدينية عام 94م تبيح فيه الجماعة قتال الجنوبيين وهدر دمائهم، ولم تمر الإ سنوات لتدب الخلافات بين شركاء النصر على القسمة فيما بينهم اابين فـسعى حزب الإصلاح لبناء تحالفات جديدة لكن هذه المرّة مع الأحزاب المعارضة وشكل بما سُمّي بعدها "بأحزاب اللقاء المشترك" لمواجهة الحزب الحاكم بقيادة الرئيس صالح،
ويعلم غالبية الشعب اليمني ما تسببت به جماعة الاخوان فرع اليمن بالشعب اليمني من خلال التحريض وزراعة الفتن ويعلم أيضًا في الوقت الحاضر سعي الجماعة لتقويض أي مساعٍ نحو صناعة سلام حقيقي وإيقاف نزيف الدم اليمني.
◄ما هي آخر تطورات القضية الجنوبية باليمن.. وأخر الاحداث بجنوب اليمن؟
لم تكُ القضية الجنوبية وليدة الحرب الحوثية الأخيرة باليمن بل هي إمتداد لنضال شعب جنوبي غدر به شركاء الوحدة في نظام صنعا بعد أن تنصل الأخير عن جميع مواثيق واتفاقيات الوحدة، وأعطا لنفسه الحق في إجتياح محافظات الجنوب والسيطرة عليها بالقوة ومن ثم الإستحواذ على السلطة والإستئثار بالثروة مقابل إقصاء وتهميش وإلغاء الشعب الجنوبي.
ولذا فقد تمخض عن نضال شعب الجنوب وتضحياته طيلة أعوام مضت عن ولادة شرارة ثورة 7 يوليو 2007م السلمية والتي أصبحت فيما بعد نارا صعب على نظام صنعاء إخمادها،وفي مجريات الأحداث الأخيرة أثبت شعب جنوب بصدق شراكته مع دول التحالف العربي في مواجهة المد الصفوي الايراني بالمنطقة العربية واستطاع من خلال مقاتليه الشجعان تحقيق انتصارات حقيقية وتمكّن من دحر قوات المليشيات الحوثية من عموم محافظاته الجنوبية خلال فترة وجيزة، كما إنبثق اعلان مايو التأريخي عام 2017م بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان يحمل على عاتقه تطلعات شعب الجنوب.
واليوم وبعد مرور نحو خمسة اعوام على تأسيس المجلس الإنتقالي شاهدنا خلاله النجاح المتواصل لقيادة المجلس الانتقالي وقدرتها على تحقيق الإنجازات في مسار القضية الجنوبية التحررية واستطاعت أن توصل صوت شعبها في مختلف الإتجاهات والمحافل الدولية، وعليه فإن أبناء الجنوب يحملون مشروع قضية عادلة وتُعد قضية أساسية وجوهرية قي حل معضلات اليمن ولا يمكن بالمطلق تجاوزها في حال توفرت نوايا صادقة لصناعة سلام دائم وشامل وعادل وإنهاء جميع مظاهر وأشكال الحرب باليمن.
◄ ما هي طبيعة الأوضاع العسكرية في جبهة " كرش" بمحافظة لحج ؟
تشهد جبهات كرش الحدودية مع العربية اليمنية مواجهات قتالية عنيفة بين قوات الجيش ومعهم رجال المقاومة الجنوبية من طرف ومليشيات الحوثي من طرف آخر ومع محاولة الأخيرة المستمرة على التقدم والسيطرة جنوبًا إلّا أنها تفشل أمام إرادة وصلابة الجيش الجنوبي، وهو ماجعل المليشيات تلجئ لإستخدام السلاح الثقيل “المدافع والكاتيوشا والطائرات المسيرة” والضرب بطريقة عشوائية نحو المناطق الآهلة بالسكان متسببة بسقوط العشرات من الضحايا في صفوف المدنيين بمناطق التماس.
وفي عمل جبان وغير أخلاقي لجأت قوات المليشيات الحوثية لإستخدام سلاح الغدر والجبانة فعمدت لزراعة الألاف من الألغام الفردية على امتداد الطرق الرئيسية والفرعية ولم تستثني الجبال والسهول من ذلك الفعل المجرّم دوليًا، وهو ما نتج مع الأسف الشديد لسقوط العديد من الضحايا المدنيين رجالًا ونساءً وأطفال ولم تسلم منه حتى الحيونات،كما حُرِم المزارعون من فلاحة أرضهم خوفًا من الألغام وتسبب ما ذكر آنفًا بتولد موجه نزوح سكاني للبحث عن مناطق آمنة.
