اتصالات الإماراتية تغزو افريقيا وتهدد تواجد أورانج بالقارة
بعد تغيير العلامة التجارية لشركة اتصالات الإماراتية، من اللون الأخضر إلى الأحمر والذي جاء بالتزامن مع استحواذ شركة اتصالات على نسبة بلغت قرابة 9.8% من شركة فودافون العالمية ثم رفعها خلال الأيام الماضية إلى 11% بدأت تظهر ملامح السيناريو الذي تخطط له شركة اتصالات في الاستحواذ على النسبة الأكبر من سوق الاتصالات الأفريقي البكر، في نظرة مستقبلية تعكس رؤية العلامة الجديدة التى تنوعت أنشتطها لتشمل كافة مجالات التكنولوجيا، وليس فقط الاتصالات النقالة أو المحمولة، ولكنها باتت منفتحة على كافة المجالات ولديها تطلعات للأستحواذ على شركات فاعلة في كل مجال بما يدعم استراتيجيتها التوسعية الطموحة، في أن تصبح مشغل تكنولوجيا متكامل يسعى للاستحواذ على الجزء الأكبر من السوق الأفريقي.
فلم يكن الهدف من البداية الاستحواذ على فودافون العالمية ولكن الحصول على نسبة مؤثرة في اتخاذ القرار داخل شركة فودافون، لتمرير القرارات التي تخدم استراتيجية اتصالات المستقبلية، في توسيع انشتطها داخل السوق الأفريقي الذي مازال نهمًا لخدمات الاتصالات المتنوعة حيث يعاني من فقر شديد في البنية التحتية للاتصالات، وهو ما يتيح لشركة اتصالات الإماراتية التوسع وتحقيق مستهدفاتها التنموية مدعومة بالكتل السكانية الضخمة في تلك القارة الغنية بمواردها ومشروعاتها.
ولعل من أبرز القرارات التي استطاعت اتصالات تمريرها هو بيع حصة فودافون العالمية في فودافون مصر والبالغة 55% إلى شركة فوداكوم الجنوب إفريقية، وهو ما دعى كافة المراقبين للدهشة والاستغراب في حينه، ولكنه كان جزء من خطة محكمة تتوالى حلقاتها أمام أعيننا ولا يسعنا إلا أن نصفق لـ (اللعبة الحلوة)، حيث أنه قرار ذكي سريع لا يقف أمامه عائق ولا حتى "حق الشفعة" الذي كان بمثابة حق الفيتو الذي ترفعه الشركة المصرية للاتصالات في وجه أى مشترى يقترب من صفقة بيع حصة فودافون في مصر، هذا بجانب تجاوز الموافقات الحكومية واجراءات جهاز حماية المنافسة في حال إعلان اتصالات رغبتها الاستحواذ على حصة فوادافون باعتبارها لاعب أساسي في السوق المصري، فقد أنهت كل هذا بنقل ملكية حصة في شركة تابعة إلى شركة تابعة أخرى وهو إجراء داخلي ولا يتطلب الكثير من الموافقات، مجرد إخطارات ليس إلا.
اتصالات تضرب عصفورين بحجر
وبهذا تكون شركة اتصالات الإماراتية قد ضربت عصفورين بحجر واحد، في حال شرائها نسبة فودافون العالمية في شركة فوداكوم الجنوب أفريقية – الذراع الأفريقي لشركة فوادافون العالمية، والبالغة 64.5% تكون بذلك قد استحوذت أيضًا على نسبة 55% من شركة فودافون مصر التابعة لها ليس هذا فقط ولكن تمتلك فوداكوم أيضًا شبكات في تنزانيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، موزمبيق وليسوتو، كما أنها توفر خدمات الأعمال للعملاء في أكثر من 32 دولة أفريقية مثل نيجيريا، زامبيا، أنغولا، كينيا، غانا، ساحل العاج والكاميرون، وهو ما يتوافق مع الاستراتيجية الجديدة لشركة اتصالات والتي أعلنتها بعد تغير العلامة التجارية، وبذلك تكون اتصالات قد ضربت عصفورين بحجر واحد حيث استحوذات على الشركة رقم 1 في مصر في مجال الاتصالات المحمولة، ودون الدخول في تنافس داخل السوق المصري سواء مع مستثمرين محليين أو أجانب، بجانب أنها وسعت أعمالها في إفريقيا بشكل كبير.
اتصالات تهدد نفوذ أورانج في إفريقيا
وتعتبر شركة أورانج الفرنسية أحد الشركات الرائدة في السوق الأفريقي طوال 30 عامًا، فهى راعى الكاف (الاتحاد الافريقي لكرة القدم) الرسمي لسنوات طويلة، وسيكون دخول اتصالات الإماراتية السوق الأفريقي بمثابة منافس قوي للشركة الفرنسية، خصوصًا مع التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد عليها اتصالات واستراتيجية تطوير الأعمال التي تتبعها بجانب ضخها استثمارات كبيرة في تطوير الشبكات وهو ما يجعلها من أكثر شبكات الاتصالات تطورًا.
وبالنظر إلى خريطة إفريقيا نجد أن أورانج تعمل في 12 دولة أفريقية بخلاف مصر وتونس والمغرب في شمال إفريقيا، ولكن دول الجنوب والغرب هي: بوتسوانا، الكاميرون، ساحل العاج، كينيا، مدغشقر، مالي، موريشيوس، النيجر، الكونغو، السنغال، غينيا بيساو، وكوناكري الغينية.
وسنجد الكثير من الأسواق المشتركة خصوصًا أن فوداكوم تقدم خدمات الأعمال للعملاء في 32 سوقًا أفريقيًا وهو المجال الذي تتميز فيه اتصالات بقوة كبيرة، وهو ما يهدد مصالح شركة أورانج الفرنسية في تلك الأسواق.
ونرى أن أهداف اتصالات من e& أكبر بكثير من الاستحواذ على نسبة كبرت أو صغرت في شركة فودافون العالمية، ولكن استغلال فودافون في تحقيق مصالحها في القارة الافريقية بشكل أساسي بما يخدم استراتيجيتها التوسعية ويحقق أهدافها الاستثمارية في هذا السوق البكر، الذي يحتاج إلى الكثير من البنية التحتية للاتصالات، والخدمات التكنولوجية التي لم تدخل لتلك الاسواق بعد.