أمسية ثقافية حول الهوية الثقافية في المكتب الثقافي المصري بلندن
افتتحت الدكتورة رشا كمال الملحق الثقافي ومدير البعثة التعليمية بالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، المحاضرة الثقافية الثانية التي قدمها الدكتور هشام عزمي أمين المجلس الأعلى للثقافة، وذلك بعنوان (الهوية الثقافية: تحديات العصر الرقمي)، وذلك بمقر المكتب الثقافي المصري بلندن.
وأشادت كمال في كلمتها بدور وزارة الثقافة المصرية (المجلس الأعلى للثقافة، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية)، ودورها الهام في دعم المكاتب الثقافية المصرية في الخارج، وتقديم تنوع ثقافي متميز من مختلف الأنشطة التي تسهم في ربط المصريين بالخارج بوطنهم، وكذلك نشر الثقافة المصرية بالمجتمع الغربي، والذي يمثل في حد ذاته قوة ناعمة يقوم بها المكتب الثقافي بالخارج.
استعرض الدكتور عزمي المفهوم الأساسي للهوية الثقافية ومكوناتها الأساسية متطرقًا أيضًا إلى مفهوم المواطنة، ثم تحدث عن بدايات الثورة الرقمية وكيف توالت موجاتها المتلاحقة بداية من ظهور الإنترنت وتأثيرها الطاغي على كافة مجالات الحياة ومناحيها، مما أدى إلى تشكيل المجتمعات الرقمية وظهور مفاهيم المواطن الرقمي ومن ثم المواطنة الرقمية.
وتناولت المحاضرة مجموعة من الإحصائيات والمؤشرات التي تؤكد الزيادة الكبيرة في استخدام الوسائل والتطبيقات الحديثة المرتبطة بالثورة الرقمية على المستوى العالمي وأيضًا في مصر.
ثم استعرض د. عزمي تصنيف الأجيال المختلفة وفقًا لمدى استيعابها التقنيات الحديثة وجاهزيتها واستخدامها ومهاراته في التعامل معها، مؤكدًا أن الأجيال الجديدة تعد الأكثر استخدامًا وبالتبعية الأكثر تأثرًا بهذه التقنيات.
واستعرضت المحاضرة التحديات التي تمثلها الثورة الرقمية على تشكيل الهوية والانتماء والوعي خاصة بين النشء والشباب، حيث ركزت على ثلاثة محاور أساسية تتعلق بالتحديات المتعلقة باللغة العربية وأيضًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأخيرًا البيئات الافتراضية المستحدثة وفي مقدمتها الوافد الجديد "الميتافيرس"، وأهمية "تحصين" الأجيال الجديدة لأية تداعيات سلبية قد تأتي بها هذه البيئات الافتراضية مع التأكيد على عدم تعارض ذلك مع الاستفادة مما تحمله هذه التقنية الجديدة من إيجابيات.
وأشار د. عزمي إلى مبادرة وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة من خلال تشكيل لجنة متخصصة من الخبراء في عدة مجالات من أعضاء لجان المجلس لإعداد دراسة عن موضوع الميتافيرس.
وانتهت المحاضرة بعرض جهود الوزارة في الحفاظ على التراث والذاكرة الثقافية لمصر، مستعرضة التجربة الناجحة لدار الكتب والوثائق القومية في استعادة أربعة مخطوطات قبل بيعها في صالات مزادات خارجية في السنوات الأخيرة.
وتم فتح المجال أمام مداخلات واستفسارات الحضور والتي درأت حول تحديات العصر الرقمي وتأثيره على الهوية الثقافية، ثم قامت كمال بتكريم د. هشام عزمي، وأهدته درع المكتب الثقافي المصري بلندن، كما ثمنت د. رشا النجاح الذي حققته المحاضرات التي قدمها د. عزمي ودورها في إثراء الوعي والفكر لواحدة من أهم قضايا العصر وهي الهوية الثقافية وتحديات العصر الرقمي، كما أشادت باهتمام رؤساء الاتحادات والجالية المصرية ببريطانيا بهذه المحاضرات، كدروس مستفادة لأهمية تنمية الوعي لدى الأسر المصرية في الخارج، وتعزيز روح الانتماء لمصر، من خلال حث الأبناء على المشاركة في الفعاليات ذات الطابع الوطني والقومي.