أستاذ آثار يوضح الفارق ما بين صا وصان الحجر
افتتحت وزارة السياحة والآثار اليوم السبت مركز زوار منطقة صان الحجر في الشرقية وهو المشروع الذي سيعد حجر الأساس لنقلة حضارية سياحية للمنطقة الأشهر في الدلتا.
ومن ناحيته قال الدكتور محمود الحصري أستاذ اللغة المصرية القديمة، غالبًا ما يحدث خلط بين غير المتخصصين حول صان الحجر وصا الحجر ولتوضيح الفرق بينهم يجب علينا معرفة التالي:
صا الحجر "سايس" (محافظة الغربية): تقع "صا الحجر" sAw علي الضفة الشرقية لفرع رشيد علي بعد 7كم من مدينة "بسيون" عُرفت في اللغة المصرية القديمة باسم "ساو" sAw، ثم حرفها الإغريق إلي "سايس" Saïs، ثم أُضيفت في اللغة العربية كلمة "الحجر" إشارة إلي كثرة أطلالها الحجرية.
صان الحجر "تانيس" (محافظة الشرقية): صان الحجر إحدى قرى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، تقع على بعد 17كم منه، و32 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة فاقوس، ونحو 150كم إلى الشمال الشرقي من القاهرة.
مدن وقرى بنفس الاسم
نجد أن هناك عدد من القري والمدن قد أخذت نفس اسم تانيس وهم:
1- تنيس: (بكسر التاء وتشديد النون المكسورة) تقع في شمال شرق بحيرة المنزلة.
2- تنيس: (من غير تشديد) وهي تطلق على قرية البربا إحدى قرى مركز جرجا بسوهاج في صعيد مصر.
تانيس عاصمة مصر
بعد نهاية الأسرة 20 انقسم الحكم لشطرين، وذلك بعد أن سيطر كهنة "آمون" علي مقاليد الحكم في الجنوب، فانتهت دولة الرعامسة وتم تأسيس دوله جديدة وهي الأسرة 21، ونتيجة لهذا الانقسام ظهرت هناك عاصمتين جديدتين، العاصمة القديمة في "طيبة" حيث يحكم كهنة "آمون" الذين أسقطوا الدولة الحديثة، والعاصمة الجديدة في "تانيس" وهي صان الحجر الحالية، حيث يحكم أمراء الدلتا الذين نقلوا العاصمة من "بر رعمسيس" إلي "تانيس".
الأهمية السياسية والاقتصادية والدينية لتانيس (صان الحجر):
كانت تانيس العاصمة السياسية والدينية لمصر خلال حكم الأسرة الحادية والعشرين، وذلك لما تتمتع به من موقع استراتيجي وحيوي لإشرافها على الفرع التانيسى لنهر النيل وإمكان وصول السفن لها عن طريق بحيرة المنزلة، كما أن انحسار المياه وجفاف الفرع البيلوزي الذي كان يمر بمدينة پي-رعمسيس عاصمة مصر قبل تانيس أدى إلى هجرة السكان لتلك المدينة، وفى نفس الوقت ازدهار وعمار مدينة تانيس، التي توجد بها مقابر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين.
أشهر الحفائر العلمية والاكتشافات الأثرية بتانيس:
لقد شهدت تانيس عدد كبير من الحفائر العلمية على علماء وأثريون عظام أمثال:
1- أوجست مارييت بين الأعوام 1860-1880م.
2- ووليام فلندرز بترى بين الأعوام 1883-1886م.
3- وبيير مونتييه بين الأعوام 1921-1951م.
وكان عام 1939م، لحظة عظيمة الأهمية في تاريخ مصر القديمة، حتى اكتشف الأثري الفرنسي "بيير مونتييه" مقابر جبانة عصر الانتقال الثالث الملكية الغنية، من الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين في تانيس. وتدفق عدد كبير من الآثار الساحرة من تلك المدينة التي كللها المجد والعظمة في مصر القديمة، من خلال حفائره التي قام بها بين الأعوام 1939-1946م. وكان هناك سبب كبير أثر بالسلب على نتائج حفائره، ألا وهو نشوب الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) في توقيت الاكتشاف، مما جعل الحدث السياسي بتبعاته الحربية يصم الآذان عن اكتشافات تانيس المذهلة، وجعل اكتشافاته المهمة لا تحظى بمكانتها الإعلامية التي كانت تستحقها آنذاك.
ومازالت الحفائر الأثرية في تانيس مستمرة وتثير الدهشة، فقد كشف الأثري الفرنسي فيليب بريسو منذ فترة موقع البحيرة المقدسة الخاصة بمعبد الإلهة موت (زوجة الإله آمون وأم الإله خونسو اللذين يشكلان مع الإله آمون ثالوث مدينة تانيس المماثل لثالوث مدينة طيبة "الأقصر الحالية"، مما جعل من تانيس بمثابة طيبة الشمالية) في حالة جيدة على مبعدة نحو 12 م من سطح الأرض، وبلغت مساحة البحيرة 12م عرضًا و15م طولًا وحددت بأحجار ملونة من الحجر الجيري، هذه هي البحيرة الثانية التي تكتشف بتانيس بعد البحيرة المقدسة الخاصة بمعبد الإله آمون (المعبود الرئيسي للمدينة) في عام 1928م واكتشفت فيما بعد مقابر الملوك بالقرب منه، فهل تخرج لنا حفائر المواسم المقبلة مقابر الملكات بالقرب من المعبودة موت وفى رحاب معبدها، كما حدث مع الملوك والمعبود آمون ومعبده من قبل؟ نأمل ذلك حتى تعود تانيس وآثارها الرائعة إلى أذهان العالم أجمع مرة أخرى.
آثار تانيس (صان الحجر) أشهر المناطق الأثرية بالدلتا:
تعتبر منطقة آثار صان الحجر (تانيس) أكبر موقع أثري في شرق الدلتا، وهناك عدد من أنقاض المعابد، بما في ذلك معبد كان مكرسًا لآمون، وبعض المقابر الملكية من الفترة الانتقالية الثالثة حيث تضم عددًا من مقابر ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وبعض الملكات والأمراء والقادة العسكريين، وبعض المسلات، وغيرها من الآثار الأخرى التي تم الكشف عنها ومن أشهر آثار تلك المدينة الهامة ما يلي:
مقابر تانيس الملكية: أو ما يعرف بكنوز تانيس أو آثار تانيس الذهبية، حيث تم الكشف هذه المقابر على يد الأثري الفرنسي پيير مونتيه يوم 27 فبراير عام 1939م، حين اكتشف عددًا من المقابر الملكية تخص ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين وعددًا من أفراد العائلة الملكية وبعضًا من كبار رجال الدولة. وبعد هذه الاكتشافات الأثرية المهمة لفتت تانيس أنظار العالم بآثارها الرائعة والجميلة والكثيرة المستخرجة من مقابرها حتى إن هناك قاعة كاملة خصصت لروائع تانيس بالمتحف المصري بالقاهرة لا تقل روعة وجمالا بأي حال من الأحوال عن آثار مقبرة الملك الذهبي "توت عنخ آمون" المحفوظة بنفس المتحف والتي تم نقل العديد منها للمتحف الكبير بالرماية. فمن بين تلك الآثار يجد المرء توابيت ومصنوعات ذهبية وحلى ومشغولات من اللازورد والأحجار الكريمة مثل الأقنعة الجنائزية الخاصة بعدد من ملوك تلك الفترة مثل القناع الذهبي الأشهر للملك بسوسنس الأول وغيره من آثار الملوك الآخرين. وقد بلغ عدد المقابر الملكية المكتشفة بتانيس سبع مقابر لمعظم ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين هذا بخلاف المقابر الأخرى، ومن أشهر الذين عثر على مقابرهم أو توابيتهم بالمقابر الملكية بتانيس هم:
1- الملك بسوسنس الأول من ملوك الأسرة 21.
2- الملك أمون إم أوپى من ملوك الأسرة 21.
3- الملك شيشنق الثاني من ملوك الأسرة 22.
4- الملك أوسركون الثاني أو وسركون الثاني من ملوك الأسرة 22.
5- الأمير حور نخت ابن الملك أوسركون الثاني.
6- الملك تاكلوت الثاني من ملوك الأسرة 22.
7- الملك شيشنق الثالث من ملوك الأسرة 22.
8- الملكة موت نجمت أم الملك بسوسنس الأول.
9- القائد عنخ إف إن موت.
10- القائد با إري مس عا.