هل تتعافى العراق بمشاركة فرنسا رغم بطء إعادة الإعمار؟
لازالت العراق بحاجة إلى الدعم الكبير لفك الأزمات التي فتحت فكيها في وجه القطاع التعليمي وتطوير البنية التحتية الصحية، وذلك وسط البطء الشديد الذي يشوب أعمال إعادة الإعمار، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب، لذلك تتكاتف دول الجوار جنبًا إلى جنب لدعم العراق وحماية سيادته.
قمة عمان
وفي السياق ذاته، تتأهب العاصمة الأردنية عمان لاستضافة قمة إقليمية حول العراق، وذلك بمشاركة فرنسا، وسط النزاعات الحدوديه بين العراق وتركيا وإيران وسوريا، واستمرار دوي الضربات الصاروخية العابرة للحدود، وفقًا لسكاي نيوز عربية.
وأعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، يوم الاربعاء أن هذه القمة هي الثانية بعد قمة بغداد التي انعقدت في أغسطس عام 2021، وهذه نسختها الثانية وسوف تنعقد في عمان 20 ديسمبر الجاري.
وقال إن مؤتمر الشراكة والتعاون هذا انعقد أساسا لدعم العراق، وحينما نتحدث عن دعم العراق واستمرارية دعم العراق من قبل الدول التي تشارك في هذا المؤتمر هذا يعني أيضا دعم سيادة العراق.
وأوضح الوزير العراقي أنه من المتوقع أن تشارك إيران وتركيا في القمة، وذلك أثناء مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي، ومصر سامح شكري.
مواجهة التحديات
وأضاف: " أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهنا، خاصة تحديات لها علاقة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة ولأنها تحديات تتخطى حدود الوطن فنحن نحتاج لعلاقات إقليمية ودولية لنواجه هذه التحديات".
وذكر العديد من التدخلات في العراق، وأن الحوار مستمر حن في هذا الصدد هذه الدول لحل هذه المشاكل منها مشاكل تعود لوقت سابق ونزاعات حالية بسبب وجود بعض المنظمات السياسية من هذه الدول على الاراضي العراقية.
وشدد على أنه هناك الكثير من الالتزامات التي تتعلق بالدستور العراقي بعدم السماح لأي منظمة أن تستعمل الاراضي العراقية للهجوم على دول الجوار، وفي الوقت نفسه لا يمكن إطلاقًا قبول أي هجوم على الاراضي العراقي من قبل دول الجوار.
وأكد أنهم في تواصل دائمًا مع العاصمتين "طهران وأنقرة" لكي نصل إلى حلول لحماية سيادة العراق، ولمنع هذه المنظمات من القيام بأي عمليات هجومية ضد دول مجاورة.
وأتى إعلان فؤاد حسين بعد بيان صدر من قصر الإليزيه، الأحد الفائت، حول عقد قمة إقليمية في الأردن قبل نهاية العام، تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا
وفي وقت سابق استضافت بغداد، العام الماضي، قمة شاركت فيها كلًا من الإمارات ومصر والسعودية وقطر والكويت وإيران وتركيا وفرنسا،وإلى جانبهم العراق.
أهم الملفات
وفي السياق ذاته، توقع مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، أنه سوف يتم مناقشة العديد من الملفات، وسط التوترات الحالية على الحدود بين العراق وإيران وتركيا وسوريا، وهي كالتالي:
أزمة المعارضة الكردية الإيرانية هي الأبرز بين القضايا المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة، والتي دفعت طهران لتوجيه ضربات صاروخية لمقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة في شمال العراق، في إشارة إلى تمرد هذه الأحزاب.
وزار قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاني،بغداد من أجل توجيه رسالة تحذير لقادة العراق بأن بلاده سوف تواصل القصف في حال لم يتم ضبط الحدود.
وجاءت قضية الضربات التركية في شمال العراق تحت عنوان "عملية مخلب السيف"، من أهم القضايا التي يتم مناقشتها، حيث أشارت أنقرة إلى أن هناك عناصر كردية تركية لجأت إلى كردستان العراق، وتتعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
وسيكون موضوع الأوضاع في سوريا، محل حديث في القمة، باعتبارها من دول الجوار للعراق والأردن وتركيا، وخاصة مع توجيه أنقرة تهديدا بتنفيذ توغل عسكري بري في شمال شرق سوريا، لأجل مطاردة جماعات كردية تدرجها ضمن قائمة الإرهاب، وتسعى القمة تقريب وجهات النظر بين بغداد وطهران وأنقرة.
ملف العراق وإعادة الإعمار سيكون من الملفات التي لها أهمية كبيرة، حيث أنه من المتوقع أن تفتح مشاريع إعادة الإعمار التي تقدر مليارات الدولارات شهية الدول التي تريد الاستثمار هناك.
عودة العراق
وأشار رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، هادي جلو مرعي، إلى أن العراق يعود إلى وضعه الطبيعي خطوة خطوة، وأن هذه العودة تحتاج إلى تنسيق كبير مع دول الجوار والإقليمي من أجل الحصول على الموافقة، لا سيما أن الملفات التي تجمع تلك الدول واحدة وتداعياتها تقع على الجميع.
وتابع:" أنه من مفاتيح هذا التعاون؛ المصالح الاقتصادية التي يمكن التركيز عليها، لتحقيق مكاسب؛ فهناك وفرة مالية عند دول، تقابلها إمكانات زراعية ومائية وعمالة بشرية عند دول أخرى، ويحل التعاون محل التوترات، حسب فرانس 24 الفرنسية.
وعلى صعيد آخر ذكر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، أن مؤتمر بغداد انعقد لدعم العراق، إذن فإن العنوان الرئيسي لهذا المؤتمر أيضا هو "كيف نعمل معًا من أجل دعم العراق"، مضيفًا أن الأردن لازالت مستمرة للوقوف جانب العراق، وصدر هذا الإعلان بعد مكالمة هاتفية تم إجراؤها بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الأحد.
وقد شاركت فرنسا والاردن ومصر وقطر والسعودية والإمارات والكويت وايران وتركيا في المؤتمر الأول الذي تم انعقاده في بغداد، وفقًا لفرانس24.
وفي وقت سابق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شن حملة برية في سوريا، بعد الاعتداء الذي وقه وقع في 13 نوفمبر الفائت في اسطنبول واتهمت تركيا حينها حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ بعض المقرات له في العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بالوقوف خلفه، وذلك بالرغم من نفى الطرفان الكرديان أي صلة لهم بهذه.