مصطفي عمار يكتب: تسمحلي أسألك.. ما كل هذه النطاعة ؟
رحل الكاتب الكبير مفيد فوزي بعد سنوات طويلة تجاوزت ال60 عامًا.. قضاها الكاتب الكبير بين عالم الصحافة والتليفزيون ليصنع تاريخ كبير ككاتب صحفى ومعد تليفزيونى ومحاورًا تليفزونى من طراز فريد.. قادر على صناعة محتوى حوارى لم يسبقه أحدًا في تقديمه.. رحل الكاتب الكبير مفيد فوزي تاركًا خلفه تاريخ كبيرلا يستطيع أن ينكره حتى الذين اختلفوا معه.. ولكن المحزن في رحيل الكاتب الكبير مفيد فوزي هو محاولة البعض للنيل من الرجل بعد وفاته لأنهم يعلموا جيدًا أنه لم يعد قادرًا أن يرد عليهم هجومهم بالعقل والمنطق والدليل كما اعتاد أن يقابل أى هجوم عليه.. حاول البعض النيل من مفيد فوزى بعد رحيله بتلفيق تصريحات له تؤكد أنه قال إن أسعد أيام حياته هو يوم رحيل الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمة الله عليه.. وبالطبع هذا التلفيق قادر على هدم أى مكانة أو شعبية للكاتب الكبير مفيد فوزى لدى الجمهور خصوصًا وأن مكانة الشيخ الشعراوى رحمه الله عليه كبيرة جدًا لدى الجمهور المصري والعربى وربما يكون مجرد الاقتراب من الشيخ أشبه بعملية انتحار للكاتب أو المفكر أو المذيع.. وهو ما يجعلني أؤكد أننى من جمهور الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه ولكننى في نفس الوقت لا أرفعه لمكانة يحاسبنى الله عليها فهو في النهاية عالم جليل وبشر يصيب ويخطئ.. يقال ويرد عليه بالحجة والشرع والسند.. هذا هو موقفي من الشيج الجليل ومن أى إنسان فليس بيننا معصوم من الخطأ غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وبدافع حبى للشيخ الشعراوى رحمة الله عليه وغيرتى عليه ولعلمي بأن الراحل الكبير مفيد فوزي لا يمكن أن يكون قد قال ما نسب إليه في حق الشيخ الشعراوى.. قررت أن أبحث وأتحقق لعلى أصل لأصل الحكاية التى أثق تمام الثقة أنها حرفت ليستغلها البعض للشماتة والهجوم على الأستاذ مفيد فوزى بعد رحيله.. أولًا لم أجد أى مقطع فيديو متداول يظهر فيه الاستاذ مفيد فوزي وهو يقول إنه كان سعيدًا بخبر وفاة الشيخ الشعراوى.. ولكن القصة التى تم تحرفيها حدث كالتالى.. في لقاء للكاتب الراحل مفيد فوزي مع الإعلامى حمدى رزق في برنامجه " نظرة ".. حكى أستاذ مفيد واقعة جمعته بالشيخ الشعراوى
" عن كوز ذرة بدولار " عزمه عليه الشيخ الشعراوى في كواليس تصوير أحد لقاءاته التليفزونية.. وقرر الأستاذ مفيد نشر القصة وهو ما أغضب الشيخ الشعراوى
ولكن الأستاذ مفيد استعان بصديق مقرب جدًا للشيخ الشعراوى وتوسط له عند الشيخ الشعراوي الذى قبل اعتذار أستاذ مفيد وانتهت القصة.. كما حكاها الراحل للأستاذ حمدي رزق.. وسأله بعدها الاستاذ حمدى عن رأيه فيمن يقولون إن الشيخ الشعراوى كان سبب في حجاب كتير من الممثلات ؟ فأجاب بأنها حقيقية وقال نصًا أعتقد أن ده سبب إنفعال الناس به وحبهم له.. وأستدرك أستاذ حمدي معلقًا.. فيه ناس بتقول أن الشعراوى متطرف وأداة خصبة لكل من جاء بعده من المتطرفين وفي ناس بتقول أنه سبب حجاب ممثلين وناس بتقول أنه عالم " .. فرد الأستاذ مفيد : كان أرض خصبة لكل من جاء بعده. وصمت بعدها..
وفي الحقيقية أن الأستاذ مفيد فوزي شعر بخطأ كبير وحزن بعد عرض هذه الحلقة وقال أنه تعرض لفخ وخرج في حوارات عديدة بعدها يعتذر عن هذا الحوار ويؤكد مدى احترامه وتقديره للشيخ الشعراوى كعالم جليل في اللغة العربية ومفسر موهوب
هذه هى القصة التي حدثت بخصوص تحريف تصريحات الأستاذ مفيد فوزى في حق الشيخ الشعراوى والأستاذ حمدي رزق حي يرزق يستطيع نفى القصة أو تأكيدها رغم أن الاستاذ مفيد " زعل " منه ولكنه سرعان ما نسى الموقف..
هل كل من هاجم مفيد فوزى عرف حقيقة القصة وعرف أن هناك لجان حاولت النيل من مفيد فوزي عقب رحيله لا لشئ سوى أنه ساند ثورة 30 يونيه وقائدها عبدالفتاح السيسى..
أتخيل أستاذ مفيد فوزى وهو يحاور كل من هاجمه وشمت في وفاته على طريقته الشهيرة قائلًا لهم.. تسمحلى أسألك.. ما كل هذه النطاعة يا ابنى ؟!