التفاصيل الكاملة حول قصة أصل الحجر الأسود

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

ما هي قصة أصل الحجر الأسود؟ نستعرض خلال السطور المقبلة كل المعلومات حول الحجر الأسود  والذي يوجد  في ركن الكعبة، أُنزل من الجنة حين كان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يبنيان الكعبة المشرفة.

وقد نزل أبيضًا، بل أشد بياضًا من اللبن، وقيل هو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وجاء فى مسند أحمد عن ابن عباس: (الحَجَرُ الأسودُ من الجنةِ وكان أشدَّ بياضًا من الثلجِ حتى سوَّدَتْهُ خطايا أهلِ الشركِ).

ويقع في الركن الجنوبي من الكعبة المشرفة، ويرتفع عن الأرض بمقدار متر ونصف تقريبًا، وهو حجر بيضوي الشكل، لونه أسود مائل إلى الحمرة، ويبلغ قطره ثلاثون سنتيمترًا وعرض إطار الفضة الذي يحميه عشرة سنتيمترات.



قصة بناء الكعبة ووضع النبي للحجر الأسود

 


بنيت الكعبة على زمان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وجُدّد بناؤها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذلك أن الكعبة في زمن قريش قد تصدعت، وخافت قريش أن تنهدم الكعبة، فاستشاروا في ذلك واتخذوا قرارًا أن يهدموا الكعبة ويعيدوا بناءها، وكانت قريش تجد في ذلك شرفًا عظيمًا.


وحين انتهت قريش من بناء الكعبة، بقي أن يضعوا الحجر الأسود، وهو شرف عظيم، يتوق له كل شخص، ولذلك أرادت كل قبيلة من قبائل قريش أن يكون لهم شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، فتنازعوا ولم يتفقوا وكاد أن يحصل بينهم قتال، حتى قال رجل منهم: نُحَكِّم أول رجل يخرج علينا، وكان رسول الله أول رجل خرج إليهم، فكلموه في أمرهم، فأمرهم برفع الحجر على قطعة قماش وأن يمسك كل زعيم من زعمائهم بطرف منها، حتى وصلوا مكان الحجر، ثم وضع رسول الله الحجر بيديه الشريفتين، فكان هذا الشرف من نصيب الرسول صلى الله عليه وسلم.



قصة سرقة الحجر الأسود 
 


الحجر الأسود محط أنظار جميع قبائل العرب وله في نفسهم تعظيم كبير، وكانوا يتنافسون على شرف خدمة البيت، وكان البيت في ولاية قريش، فغارت قبيلة إياد من ذلك، وأرادت عمل مكيدة لقريش لحرمانها من هذا الشرف العظيم، فقاموا ليلًا بسرقة الحجر الأسود، ووضعوه على ناقة وخرجوا به من مكة، ولكن الناقة ما إن خرجت من مكة، برّكت ولم تتحرك، فقاموا بدفن الحجر على حدود مكة.

وكانت معهم امرأة من خزاعة شاهدت مكان دفن الحجر، فأخبرت قومها بذلك، فتكدرت قريش لذلك كدرًا عظيمًا، فساومتها خزاعة إن دلّوهم على مكان الحجر أن تكون لهم ولاية البيت، ففعلت قريش ذلك، وظلّت ولاية البيت في كنف خزاعة إلى أن جاء قصي بن كلاب جد النبي الخامس فأعاد ولاية البيت إلى قريش.



قصة الحجر الأسود والقرامطة  



كانت القرامطة من الفرق الباطنية، والتي ظهرت في القرن الثالث الهجري، وكانت دولتهم في شرق الجزيرة العربية، وامتدت إلى شمال ووسط الجزيرة، وكانوا مشهورين بسفك الدماء، وكان زعيمهم يسمى أبو طاهر القرمطي، وكانت لهم مواقع دموية مع حجاج بيت الله الحرام، حيث قتلوا حجاج الشام وهم في طريقهم إلى الحج.

وكان من قبيح فعلهم أنهم تمادوا فاقتحموا مكة المكرمة في موسم الحج، وقاموا بقتل الحُجاج، ولم يكفهم ذلك فقاموا بسرقة الحجر الأسود ونقلوه على عدد من الجمال، فكانت الجمال يصيبها القرح والهزال، فكانوا ينقلونه من جمل إلى جمل حتى وصلوا به إلى شرق الجزيرة العربية مكان عاصمتهم، وظل الحجر الأسود مع القرامطة مدة اثنتين وعشرين سنة، وبذل المسلمون جهودًا عظيمة لإعادة الحجر الأسود ولكنها باءت بالفشل لشدة فتنة القرامطة، وكان يقول زعيمهم أبو طاهر وهو كاذب: "أخذنا الحجر لأمر ونعيده لأمر"، يقصد أنهم مأمورون من السماء بذلك، ولكنهم أعادوه بعد ذلك على جمل واحد، فما أصاب الجمل بأس، على خلاف ما أخذوه.



قصة الحجر الأسود في زمن هارون الرشيد



بعد ما حدث من أمر القرامطة وانتهاء فتنتهم وزوال دولتهم، فإن الأمة الإسلامية أصبحت قلقة من أن يأتي آخرون فيسرقون الحجر الأسود، ولذلك أمر هارون الرشيد بإيجاد حل يضمن الحماية الكاملة للحجر الأسود من أي عبث في المستقبل، حيث أمر هارون الرشيد بنقب الحجارة التي حول الحجر الأسود بالماس لقوته، ثم أمر بصب الفضة في تلك الفتحات حول الحجر الأسود لحمايته، وما زال الإطار الفضي يحمي الحجر الأسود من ذلك الحين وحتى يومنا هذا.