فيلم "الصرخة".. ذوو الإعاقة في عيون السينما المصرية
توجد العديد من الأعمال في تاريخ السينما المصرية التي تناولت حياة ذوي الإعاقة وناقشت ظروفهم وتطرقت إلى جوانب عدة من تفاصيل حكاياتهم ويومياتهم ولعل أبرز تلك الأعمال فيلم الصرخة الذي أنتج عام 1991.
ويعتبر فيلم الصرخه من الأفلام المصرية القليلة التي تناولت قضايا الصم والبكم في وقت مثالي حيث انتج عام 1991 من بطولة معالي زايد ونور الشريف ومجموعة من الممثلين منهم الصم والبكم ومن أخراج محمد النجار، ويعتبر الفيلم طفره جريئه من نوعه.
وتدور أحداص فيلم حول الشاب عمر والذي جسدها الفنان الكبير نور الشريف (عمر) الأبكم والأصم الأمي الذي نشأ نشأة بسيطة في القرية ومن ثم ينتقل إلى المدينة بعد آن قامت الشرطة بإخلاء المنزل بعد وفاة والده بعد احالته علي المعاش ويقرر ان يتجه لتعلم القراءة والكتابة وهناك يقع في شباك معالي زايد والتي تلعب دور شخصية باحثة في علوم الصم والبكم وتستغله في دراساتها لنيل شهادة الدكتوراه.
ويعمل (عمر) في صباغة السيارات في مهنة سمكري سيارات ويكسب مالًا كثيرًا مما يغري الفتاة الاستغلالية "معزوزة" نهلة سلامة بالزواج منه طمعا في ماله. ولكن يقوم بجمع المال ويخفيه عن زوجته بغرض إجراء عملية جراحية تمكنه من استعادة سمعه. وبسبب ذلك تقوم زوجته بالانتقام منه بالادعاء مع صديقتها التي تحمل سفاحا من عشيقها باتهام عمر باغتصابها وهو برئ منها، وفي المحاكمة، تأتي هيئة المحكمة بخبيرة في لغة الإشارة لترجمة مايقول لهيئة المحكمة، إلا أنه يطلب معالي زايد لتكون الخبيرة ليستشهد بها حينما راودته عن نفسه في شقتها ورفض، إلا أنها متعمدة أخفت مايقول لتنقذ سمعتها ونظرًا لوجود الكثير من الصم والبكم في قاعة المحكمة يفهمون ما يقول ويضجون والقاضي يأمر بإخراجهم من قاعة المحكمة.
ولعل أبرز مشاهد الفيلم، المشهد النهائي والذي حمل طابعا دراميا تعبيريا أشبه بثورة الصم والبكم علي الاستغلاليين من الاصحاء، حيث يخطف مجموعة الصم والبكم معالي زايد وزوجته والفتاة التي اتهم باغتصابها إلى معهد الصم والبكم ويقررون محاكمتهم والتي كانت جميع اسباب استغلالهم لهم واحد وهو ان لديهم اعاقة في السمع والنطق، ولذلك يكون جزائهم يقررون افقادهم حاسة السمع حتي يصبحون مثلهم وبعدها يصرخ عمر صرخة تعبيرا عن انتصاره.
ولاقى الفيلم إعجاب الكثيرين، ولكنه شهد نقدا أيضا خاصة قد يدفع البعض من الخوف من المعاقين بدلا من الاحساس مشكلتهم، وصرح صناع العمل وقتها إنه حينما عرض نهايتين من ضمنهم نهايه الفيلم قد اختاروها الشباب الاصم واعجبو بها، وان النهايه لم تاتي من فرد بل اتفق ان يشتركو جميعهم في اخد حقهم ممن استغلوهم ووضعو علي عاتقهم الم إعاقتهم.
وبرع الفنان المبدع نور في تجسيد دور الشاب المعاق سمعيا ويتم استغلاله من كافه النواحي ويحارب في حياته بمفرده ونجد إنه اراد ان يبرز المصاعب التي تواجه الصم والبكم في حياتهم بل وكل شخص ذو إعاقه يواجهه المجتمع بمفرده.