الكنيسة المارونية تحتفل بعيد مار فرنسيس المعترف.
تحتفل الكنيسة المارونية، بعيد مار فرنسيس كسفاريوس المعترف.
وهو شابٌّ اسباني الأَصِل قَصَدَ باريس في الجيلِ السادسَ عَشَرَ بَحثًا عَن العِلْمِ، فَإلتَقَى بالقِدِّيسِ إغْناطِيُوس دِه لويولا مُؤَسِّسِ الرَهْبانِيَّة اليَسوعِيَّة الذي إنْتَقاهُ رَفيقًا لَهُ في رِسالَتِهِ. تَرَكَ كُلَّ شَيءٍ وَإتَّبَعَ المَسيح فَأرسَلَه رَئيسَهُ إغناطيوس إلى الهِنِد لِلتَبشير. فَكانَ ذا غِيرَةٍ مِثاليَّة عَلى خَلاصِ النُفوسِ، وَإنتَقَلَ مِن الهِندِ إلى اليابان ثُمَّ ماتَ عَلى أبوابِ الصين سَنَة 1552.
وَقَد وَرَدَ في إحدى رَسائِلِهِ سَنَة 1544 ما يَلي: "إنَّ رَصيدي لِهَذا العام سَيَكون مائة ألف مَسيحي". كَانَ شَديدَ التَواضُع، مُتَقَشِفًا في عيشَتِهِ، واثِقًا تَمام الثِقَةِ بِرَبِّه، غَيورًا في نَشرِ الإنجيل. تُوُفِيَ في الثالِثِ مِن كانون الأول سَنَة 1552.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة قالت خلالها: في بعض الأيام، تجتاز الطائرات السماء بسرعة خارقة، محلّقة في سماء الدير. يخيف ضجيج محركاتها العصافير الصغيرة التي تعشّش في أشجار السرو في مقبرتنا. في مقابل الدير وعبر الحقول، يوجد طريق معبدة تمرّ عليها الشاحنات والسيارات السياحيّة غير مكترثة البتّة لمنظر الدير. تجتاز أيضًا أراضي الدير واحدة من السكك الحديديّة الرئيسيّة في إسبانيا... نقول أنّ كلّ ذلك حريّة. غير أنّ الإنسان الذي يتأمل قليلًا يرى كم أن العالم مُخطِئٌ في غمرة ما يسميه حرية.
أين توجد الحريّة؟ إنّها توجد في قلب الإنسان الذي لا يحبّ إلا الله. إنّها ساكنة في هذه النفس المتعلّقة بالله وحده دون المادة والرّوح، غير الخاضعة للأنانيّة، والتي تسمو فوق أفكارها ومشاعرها الخاصة وفوق الألم واللّذة. إنّ الحريّة موجودة في تلك النفس التي تعتبر الله وحده غاية وجودها. حياتها هي الله ولا أحد غيره.
إنّ النفس البشريّة صغيرة، وعرضة للكثير من التغيّرات والتقلّبات والانحطاط وخيبات الأمل... وللجسد بحالته الضعيفة. الحرية هي إذًا في الله. نستطيع القول إنّ النفس التي تسموّ فوق كلّ