ما علاقة البليلة بعيد القديسة بربارة في الكنيسة؟
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس، بتذكار القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة يوم 4 ديسمبر، وبعد القداس الإلهي يُقدم للمؤمنين الحضور البليلة (القمح المسلوق) احتفالًا بالقديسة بربارة.
وفي تصريح صحفي عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أجاب الأنبا نيقولا أنطونيو، متحدث الكنيسة الرسمي، عن سؤال لماذا القمح المسلوق في عيد القديسة الشهيدة بربارة؟
وقال: من التقاليد العريقة في الكنيسة الأرثوذكسية، أن يُسلق القمح في عيد القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة. حيث تُعد صينية القمح المسلوق، المُسماة باليونانية (كوليفا).
هذا لأن حبّة القمح لا تُثمر ولا تأتي بسُنبلة إلّا إذا ماتت، كما يقول السيّد المسيح له المجد. كما أن حبة القمح تُشير أيضًا إلى قيامة أجسادنا في المجيء الثاني للمسيح، إذ كما تُدفن حبة الحنطة وتنحَل في الأرض وتفقد شكلها الأول ولكنها تقوم في منظر أكثر بهاءً وجمالًا من الأول.
كما يُقال أن القديسة بربارة عندما هربت من والدها الوثني الذي طاردها ليقتلها بعد علمه باعتناقها للمسيحية، اختبأت في حقل قمح بين السنابل التي غطتها وأخفتها عن عيونه. ويُقال أيضًا إنها عند هروبها صادفت بعض الرعاة وكانوا يسلقون القمح، فطلبت منهم شيئًا للأكل فأعطوها بعض القمح المسلوق لتأكله.
ووُلدت في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية، في أوائل القرن الثالث في عهد الملك مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236 م، وكان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية ويكره المسيحيين، لما شبت بربارة خاف عليها والدها من مفاسد العصر نظرًا لما كانت تتصف به من جمال فتان، ووضعها في قصر يحيط به العسكر ملأه بالأصنام، وجعل فيه كل أنواع التسلية.
وكانت بربارة تتلقي أرفع العلوم، محبة للتأمل، إذ اعتادت أن ترفع نظرها نحو السماء تتأمل الشمس والقمر والنجوم، تناجي الخالق الذي أوجد الأرض وكل ما عليها لأجل الإنسان.
وأرشدها بعض خدامها من المسيحيين إلى العلامة أوريجينوس فاشتاقت لأن تلتقي به، وبالفعل إذ زار تلك البلاد التقت به فحدثها عن الإنجيل، فتعلق قلبها بالسيد المسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها في الأمر، وبعد فترة عرف اعتناقها للمسيحية فأمر مرقيان الحاكم بقطع رأسها بحد السيف، وجسد القديسة بربارة موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة، وقد رأى بعض المؤرخين أنها استشهدت بهليوبوليس بمصر.