تعرف على قصة القديس غريغوريوس العجائبى
من سنة 270م تنيَّح القديس غريغوريوس المعروف بصانع العجائب أسقف قيصرية الجديدة، وُلِدَ هذا القديس في مدينة قيصرية الجديدة سنة 213م وكان اسمه ثيئودورس من أبوين وثنيين غنيين، تعلم منذ صغره الحكمة والفلسفة. مضى إلى أثينا ودرس العلوم اليونانية واللاتينية ثم ذهب إلى قيصرية فلسطين، وتقابل هناك مع العلامة أوريجانوس، حيث درس على يده الفلسفة المسيحية واللاهوت وتفسير الكتب المقدسة.
وفي سنة 235م مضى إلى الإسكندرية حيث درس ما كان ينقصه من العلوم، وفي سنة 237م عاد إلى بلدته قيصرية، وفي سنة 239م اصطبغ بالمعمودية، ثم انطلق إلى البرية وتفرغ للصلاة والعبادة، وبعد أن خلا كرسي قيصرية الجديدة رأي فيديم أسقف أماسيا، بإعلان سماوي أن من يستحق رتبة الأسقفية هو ثيئودورس العابد، ولما علم القديس بذلك كان يهرب من برية إلى برية، مما اضطر الأسقف فيديم أن أحضر إنجيلًا وصلى عليه ورسمه أسقفًا باسم غريغوريوس، وأثناء هروبه رأي في رؤيا من يخبره بأن هذه الرسامة من الله، فرجع إلى قيصرية الجديدة، واستقبله الشعب بكرامة عظيمة، وكملوا تكريسه في سنة 244م، وقد أظهر الله على يديه عجائب كثيرة حتى دُعي بالعجائبى، منها أنه كان لأخوين بحيرة سمك، واختلفا عليها، فذهبا إلى القديس ليفصل في الأمر، فحكم أن يقسم محصولها مناصفة، ولما لم يقبلا حُكمه طلب إلى الله فجفَّ ماء البحيرة وصارت أرضًا يابسة.
أثناء اضطهاد ديسيوس سنة 250م اختبأ القديس، ولما عرفوا مكانه مضوا إلى هناك، ولكنهم لم يتبينوا إلا شجرتين بدلًا من الأسقف وشماسه.
هذا وقد حضر القديس مجمع سنة 262م لمحاكمة بولس الساموساطى، وبعد أن أكمل جهاده الصالح تنيَّح بسلام. ودُفن في الكنيسة التي بناها بقيصرية الجديدة.