الكنيسة المارونية تفتتح أسبوع زيارة العذراء
تفتتح الكنيسة المارونية اليوم أسبوع زيارة العذراء، بجانب احتفالاتهم بعيد مار يعقوب المقطّع الشهيد.
وكان يعقوب مسيحيٌّا من شرفاء بلاد فارس، قرّبه الملك يزدجرد من بلاطه وأولاه أشرف المراتب.
ألزم الملك جميع المسيحيّين بأن يقدّموا الذبائح للشمس والكواكب. فنال الكثير من المسيحيّين إكليلَ الشهادة، ولكنّ قسمًا منهم فضّلوا الحياة على نعمة الاستشهاد، ومن بينهم يعقوب الذي قدّم الذبائح والبخور للآلهة.
عرفت زوجته وأُمّه بالأمر فكتبتا له رسالة مليئة بالعتاب والأسف والدموع والتوسّل لكي يعود عن كفره، فتأثّر وانطلق إلى الساحة العامّة يعلن أنّه مسيحيّ. فاستدعاه الملك ووبّخه على تصرّفه الأرعن. فأجابه بكلّ جرأة أنّه مسيحيّ ولن يحيد أبدًا عن إيمانه هذا. فأمر الملك بأن يقطّع إربًا إربًا. فقطّعوا أصابع يديه ورجليه واحدة واحدة، ثمّ قطعوا يديه ورجليه ثمَّ ساقيه وذراعيه وهو صابر يشكر اللّه. وأخيرًا، قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة سنة 441.
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: سارعت مريم إلى إليصابات، حاملةً الربّ في أحشائها. ما إن سمع الجنين سلام مريم، حتّى ارتكض فرحًا كأنّه يريد أن ينشد لأمّ الله:
افرحي، يا برعمًا يعطي الزهرة الخالدة
افرحي، يا بستانًا يحمل ثمرة الحياة
افرحي، يا حديقة الربّ، صديق البشر
افرحي، يا غرسة النموّ في حياتنا
افرحي، يا حقلًا يُنتج وفرة الخلاص
افرحي، يا مائدة المصالحة المقدَّسة للخطيئة
افرحي، لأنّكِ تزرعين لنا حديقة جَمال
افرحي، لأنّكِ تُحضّرين لنفوسنا ملاذ سلام
افرحي، يا بخور تقدمةٍ تُرضي الله
افرحي، يا مَن بها تصالح الكون كلّه
افرحي، يا نعمة الله لجميع البشر
افرحي، يا محاميتنا لدى الربّ
افرحي، يا عروسًا لا عروس لها.
اضطرب يوسف الحَذِر بعمق إذ اهتزّت نفسه بسبب عاصفة من الأفكار، لأنّه، إذ كان واثقًا ببتوليّتك أصبح يشكّ بكِ الآن، يا أمًّا طاهرة. ولكن لمّا عرف أنّ ما زُرِع فيكِ إنّما جاء من الرُّوح القدس، صرخ: "هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا".
عند سماعهم الملائكة ينشدون تجسّد الرّب يسوع المسيح، ركض الرُّعاة نحو راعيهم الصالح ليتأمّلوا الحمل المولود يستريح في حضن مريم. فتهلّلوا مُنشِدين:
افرحي، يا أمّ الحمل والراعي الصالح
افرحي، يا منزل الخراف المجتمعة
افرحي، أيّتها الحماية من الذئاب الخاطفة
افرحي، يا من تفتحين أبواب السماء
افرحي، بما أنّ السماوات تفرح مع الأرض
افرحي، بما أنّ البشر يتهلّلون مع الملائكة
افرحي، إنّكِ تعطين الضمانة لكلمة الرسل
افرحي، لأنّك أنتِ تعطين قوّة لشهادة الشهداء
افرحي، يا عمودًا لا يتزعزع يدعم إيماننا
افرحي، أنتِ تعرفين روعة النعمة
افرحي، يا مَن بها تَجرَّدَ الجحيم
افرحي، يا مَن بها نحن نلبس المجد
افرحي، يا عروسًا لا عروس لها...
عندما نتأمّل هذه الولادة غير العاديّة، نصبح غرباء عن عالَمِنا المعتاد، وروحنا تتحوّل إلى الحقائق التي من فوق، لأنّ الفائق السموّ قد أعلن ذاته للبشر في الاتضاع ليرفع كلّ الذين ينشدون له: "هلّلويا، هلّلويا، هلّلويا".