إنطلاق "2022 Cairo ICT".. بحضور وزيري التعليم العالي والتموين
انطلقت اليوم الأحد فعاليات الدورة السادسة والعشرين من المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا 2022Cairo ICT، بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي والتموين والتجارة الداخلية ورئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، ونائب وزير التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام بروسيا الاتحادية، ورئيس مجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار، ونخبة كبيرة من قيادات كبرى المؤسسات والشركات الرائدة محليًا وعاليمًا فى مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
وشهدت فعاليات الافتتاح توقيع 3 اتفاقيات تعاون لإطلاق مشروعات رقمية تنموية كبرى لدعم وقيادة التحول الرقمي فى مصر على كافة المستويات لخدمة جميع القطاعات الاقتصادية وفى مقدمتها القطاعات المالية والمصرفية والتعليمية والصحية وغيرها من القطاعات.
وقادت تلك الاتفاقيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومجموعة "إي فاينانس" للاستثمارات المالية والرقمية بحضور وزير التموين والتجارة الداخلية و13 من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية.
وتضمنت فعاليات افتتاح معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا "CairoICT2022" الذي يستمر انعقاده حتى 30 نوفمبر الحالي، الاستماع لرؤى وتصريحات الوزراء والمسئولين من مصر وروسيا والإمارات وقيادات كبرى شركات التكنولوجيا العالمية الرائدة، فضلًا عن نقاشات لتطور الأوضاع على الساحة الرقمية المحلية والعالمية بالتزامن مع افتتاح أجنحة أكثر من 400 شركة تكنولوجيا مصرية وعالمية، تقدم أحدث ما لديها من تقنيات لتعزيز تنافسية السوق المصري.
وقال أسامة كمال الرئيس التنفيذي لشركة تريد فيرز انترناشيونال المنظمة للمعرض "CairoICT"، إن المعرض يبدأ عامه الأول من الربع قرن الثاني للمعرض في وقت نظمت فيه مصر عددا كبيرا من الفاعليات الناجحة على مدار العام.
أضاف أن مصر نظمت مؤتمر المناخ العالمي Cop27 بنجاح منقطع النظير، من حيث الحضور والنتائج والمباحثات وعدد الدول المشاركة، موضحا أن معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا "CairoICT" يعد واحدًا من أهم المؤتمرات والملتقيات الدولية التي تجمع العديد من مسئولي التكنولوجيا وقيادات التحول الرقمي من مختلف دول العالم.
وأكد أسامة كمال أهمية المشاركة في المؤتمرات العالمية والإقليمية موضحا أن التواصل والترابط الإنساني المباشر لن ينتهي أبدا، وستظل الأمور الإنسانية موجودة ومستمرة، على الرغم من أن التكنولوجيا غيرت الكثير في طبيعة العلاقات بالتعامل عن بعد في العمل والتعلم وغيرها، غير أن "الشكل التقليدي من التلاقي غاية في الأهمية"، معربا عن أمله في أن يبقي البشر عليه لأن التواصل المباشر بين بني البشر مطلوب".
وتطرق كمال إلى التغير في النمط الاستهلاكي للأدوات المختلفة سواء في المحتوى أو في المناحي الحياتية كافة، ومجالات الأعمال المختلفة.
ورحب الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمته بالحضور وعلى رأسهم الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية والدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية، والمهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لمجموعة e& ومكسيم بارشين نائب وزير التكنولوجيا الروسي والدكتور حسين المحمودي رئيس مجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار.
وقال عاشور إن انطلاق فعاليات الدورة السادسة والعشرين من كايرو اي سي تي يأتي تحت العنوان الرئيسي هو قيادة التحدي أو leading change بمشاركة الكثير من كبريات الشركات العالمية والمصرية، مضيفا أنه كان حريصا على المرور على الشركات للتعرف على التقنيات المتطورة التي تقدمها تلك الشركات.
وثمن الوزير كون المشاركة الأولى للوزارة في المعرض تأتي وهي ضيف شرف الدورة الحالية، موضحا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتطور الحادث فيها، إذ تخدم أكثر من ٣.٥ مليون مصري وأجنبي في الجامعات والمعاهد، علاوة على عشرات الملايين يحصلون على خدمات علمية أو بحثية أو مجتمعية فضلا عن الخدمات الاستشارية.
وذكر عاشور أن الاهتمام بالتكنولوجيا أحد أهم محاور تركيز وزارة التعليم العالي في تطوير ٢٥ مشروعا منذ مطلع الألفية الجديدة، بالتوازي مع مسيرة الدولة في التحول الرقمي في ثلاثة مسارات منها تطوير المؤسسات التعليمية التي يبلغ عددها ٢٧ جامعة حكومية، و٢٧ جامعة خاصة و١٠ جامعات تكنولوجية و٨ كليات تكنولوجية و٦ فروع لجامعات عالمية تضم ١٥٠ ألف عضو هيئة التدريس.
وأوضح الوزير أن المسار الثاني يركز على استخدام التقنيات عن بعد، حيث بدأت الوزارة مع جائحة كوفيد 19 في التعليم عن بعد أو استخدام التقنيات التكنولوجية في الكشف الطبي عن بعد عبر ١٤٣ مستشفى جامعي، هذا إلى جانب الاعتماد على تقنية المعلومات في مجال البحث العلمي.
وأكد دكتور أيمن عاشور أن المشاركة في المعرض تركز على عدة أهداف منها عرض المخرجات التطبيقية للمجتمع العلمي على مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تنظيم جلسات توفيقية بين الشركات والجامعات لتدريب الطلاب وفرص العمل، وخلق حراك تنافسي من خلال المسابقات والجوائز المختلفة لدعم الابتكار والإبداع.
وفي ختام كلمته أعرب الوزير عن تمنياته للقائمين على المعرض بتحقيق الأهداف المرجوة، وأن يشكل انعقاد المعرض مساهمة فعالة ضمن الجهود الوطنية الرامية لتحقيق الأهداف القومية للتحول الرقمي والابتكار.
بدوره أكد محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية أن انعقاد المعرض والمؤتمر يؤكد على القيمة المضافة التي يمثلها للمشاركين فيه على مدار سنوات انعقاده.
وأضاف أن التحول الرقمي أحد أهم المحاور لتحقيق النمو الاقتصادي الحقيقي، مؤكدا على أهمية التطبيقات التكنولوجية، وشدد على أهمية اقتران التطبيقات والإمكانات التكنولوجية بالأمن السيبراني لتعظيم المنافع المرتبطة بالتكنولوجيا.
وأوضح المتحدث أهمية الاستجابة - بالتطبيقات التكنولوجية - لتطلعات المستخدمين الراغبين في الحصول على الخدمة التأمينية والخدمات المالية غير المصرفية، محذرا من وقوع مشكلة في الوصول للمستهدفات والضوابط الموضوعة من قبل البنك المركزي والهيئة - وهما محوري الشمول المالي والثقافة المالية - إن لم تتواكب مع السرعة المستقبلية.
وقال فريد إن تعديل القوانين مؤخرا، جاء لتمكين صغار المستثمرين من فتح الحسابات لتضمين معايير محددة للأمن السيبراني، إذ أن النمو الاقتصادي يأتى من خلال إتاحة خدمات إدارية ميسرة ومؤمنة.
أشار رئيس هيئة الرقابة المالية إلى أن استخدامات التكنولوجيا مرتبطة بسهولة فتح الحسابات، بالإضافة إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات في تحليل التاريخ الائتماني للعملاء التى يمكن الاعتماد عليها.
ولفت إلى أن الرقابة الإلكترونية تساهم أيضا في تطوير السوق، وتجميع البيانات لتحقيق رقابة لحظية، وربطها سريعا لتمكين الرقيب من تحقيق رقابة سريعة ومؤمنة، مشددا على أهمية التطور البشري والاستثمار في بناء القدرات كي لا تقع مشكلة في الشمول المالي والتأمين عند تطبيق تلك التقنيات من قبل مقدمي الخدمة.
ولا تتخطى الأقساط التأمينية نسبة ١% من الناتج القومي، حسب فريد، منوها إلى أن تحقيق النمو الاقتصادي يرتبط بقدرة الاقتصاد على تحقيق معدلات ادخار مقبولة، وهو ما تحققه الخدمات التأمينية ومن هنا يأتي دور شركات التأمين والشركات المقدمة لخدمات تكنولوجيا التأمين.
في كلمته أكد حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لمجموعة e& المهندس أن معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا كان شاهدًا منذ تسعينيات القرن الماضي على تطور الصناعة، التي تشهد أكثر أوقاتها تطورا خلال الأعوام الاخيرة، مشيرا إلى أن التطور التقني خلال جائحة كورونا ساهم فى استمرار الحياة حتى مع توقف الكثير من الاعمال والأنشطة.
وأكد دويدار أن ثورة المعلومات الحالية توفر فرصا عديدة مشيرا إلى أن اربعة من أكبر خمس شركات فى العالم هي شركات فى مجال التكنولوجيا، كما أن أكبر مئة شركة نصفهم من شركات التكنولوجيا، وبقية النصف الآخر من شركات البتروكيماويات المتوقع أن يتغير شكلها خلال الاعوام المقبلة، ولذلك يرى دويدار أنه يتوجب على شركات المنطقة أن تعمل على خلق المزيد من الشركات التكنولوجية القادرة على المنافسة العالمية.
وحول سر تغيير اسم شركة الاتصالات إلى E and، أوضح أنها إشارة للتغيير والتأكيد على أن الشركة هى شركة تكنولوجيا شاملة وليست للاتصالات فحسب، مشيرا إلى أن الشركة الرئيسية للاتصالات فى دولة الإمارات العربية المتحدة، بالاضافة إلى تقديم التطبيقات ذات العلاقة بتكنولوجيا الشركات منها السحابة وانترنت الاشياء والأمن السيبراني، وكذلك يجري التركيز على المحتوى وتطبيقات التكنولوجيا المالية، وأخيرا شركة اي اند كابيتال وهى شركة للاستثمار فى قطاع التكنولوجيا بأكمله، بداية من الشركات الناشئة حتى الشركات الكبرى.
وأوضح دويدار أن نجاح شركات التكنولوجيا يعتمد على البيئة الحاضنة لتلك الشركات مع تضافر جهود جميع الشركات، بحيث تكبر الشركات جميعًا فى سوق واحد لصناعة سوق وبيئة جاذبة على المستوى العالمي.
ولإطلاق هذا النظام، لا بد من دعمه بالشركات الناشئة أيضًا مع وجود الشركات الكبيرة فى الوقت نفسه، نافيا وجود إشكالية فى أن يشهد السوق فشل بعض الشركات الناشئة ونجاح البعض الآخر، مادامت البيئة والمناخ والموارد البشرية والابتكار العلمي متوافرة لدعم الجاهزية والتطوير وكذلك تقديم التمويل.
واعرب الرئيس التنفيذي لمجموعة e& عن سعادته بتزايد شركات الاستثمار فى رأس المال المخاطر بالمنطقة العربية، مما وفر التمويل للشركات الناشئة بشكل مناسب، مؤكدا على ضرورة خلق المزيد من الأفكار والشركات الناشئة، تحقيقا للطموح بأن يصبح فى المنطقة 10 شركات ضمن كبريات الشركات التكنولوجية على مستوى العالم، معربا عن أمله في أن تشهد الأعوام المقبلة نجاح الكثير من الشركات العربية الناشئة لتصل إلى العالمية، مع استمرار كايرو اي سي تي لسنوات عديدة مقبلة شاهدا على تطور التكنولوجيا.
وقال حسين المحمودي رئيس مركز الشارقة لبحوث التكنولوجيا والابتكار إن تنظيم هذا المعرض دليل على تطور ملحوظ فى تسريع وتيرة التحول الرقمي، مشيرا إلى أن مصر سباقة فى مجال التكنولوجيا والابتكار، في ظل النهضة التى تشهدها مؤسسات المجتمع المصري تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تمثل علامة فارقة وانطلاقة نحو المستقبل تعزز فيه مصر مكانتها، فى الوقت الذى يتواصل فيه اهتمام الحكومات بالتكنولوجيا لتحسين جاذبية الدول للاستثمارات وخلق مناخ مميز للأعمال والتركيز على العنصر البشري.
وأضاف المحمودي أن مركز الشارقة لبحوث التكنولوجيا والابتكار تأسس لدعم البحث العلمي والابتكار الوتركيز عليه، ضمن استراتيجية 2030.
ويعمل المركز فى الكثير من القطاعات باعتباره منصة لحلقة وصل بين القطاعات المختلفة لتفعيل منظومة الابتكار، حيث تعاون مع كبرى الشركات العالمية لتعزيز مجال الطباعة ثلاثية الابعاد، كما يعمل مع كثير من القطاعات كأكبر مركز بحوث للطباعة ثلاثية الابعاد. ويركز المجمع على تقنيات الاتصالات، كما يتعاون المجمع لتطوير قطارات المستقبل المعلقة للشحن ونقل الركاب، وكذلك يحتضن المجمع مختبرات للواقع الافتراضي والواقع المعزز وبحوث تطبيقية فى علوم الحياة وعلوم المواد والكثير من البحوث.
واوضح المحمودي أن المجمع يهدف إلى تطوير العنصر البشري، من خلال تغيير نمط تفكير رواد الأعمال من التركيز على الخدمات للتركيز على الصناعة، إذ يحتضن المجمع بيئة مبتكرة، ولديه أكثر من 2000 شركة، وهو جزء من مدينة جامعية تضم أكثر من 22 جامعة تستوعب 47 ألف طالب.
ويطمح المجمع إلى أن يصبح حلقة وصل بين القطاعات المختلفة إذ تم إطلاق مسرع الشارقة للصناعات المتقدمة للاهتمام ببيئة التطوير، ودعا المحمودي رواد الاعمال المصريين للتعاون مع مجمع الشارقة للبحوث لدعم التنمية البشرية والاقتصادية فى الوطن العربي.
وفي كلمته قال مكسيم بارشين، نائب وزير التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام في روسيا الاتحادية، إنه لمس للوهلة الأولى أن المعرض منصة هامة للتواصل بين المتخصصين.
أضاف بارشين أن التكنولوجيا هي المجال الأساسي لتوفير فرص بديلة، بعد جائحة كوفيد 19 وتأثيرها على سلاسل الإمداد التجارية خلال الفترة الأخيرة، معبرا عن فخره لوجود شركات روسية ضمن المشاركين في المعرض والمؤتمر.
وأوضح المسئول الروسي أن روسيا تأتي ضمن اول 10 دول تقدم خدمات تكنولوجية على مستوى العالم، وفقا للبنك الدولي، كما توفر تقنيات رائدة.