العواري لأئمة ليبيا: المتطرفون يجهلون التعددية في فهم النصوص الشرعية
قال الدكتور عبدالفتاح العواري - عميد كلية أصول الدين الأسبق: إن من أسباب الانحراف في فهم النص القرآني، تتمثل في كون جماعات الغلو والتطرف تجتزأ الآيات القرآنية من سياقها وتقوم بتأويلها وتفسيرها بمعزل عن السياق والسباق واللحاق فيكون التفسير منحرفا والتأويل فاسدا.
جاء ذلك خلال محاضرته حول "التطرف في فهم النص القرآني.. المشكلة والعلاج" ضمن المحاضرات العلمية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمقرها الرئيس بالقاهرة، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، لعدد 23 إماما وخطيبا من دولة ليبيا.
أكد الدكتور العواري أن هذه الجماعات لا تملك أدوات الفهم الصحيح والمرتكزات العلمية من إلمامها لقوانين اللغة ومقاصد الشريعة ومعرفة ما يوهم ظاهرة التعارض وجهلها بقانون الترجيح ومتى يُلجأ إليه وعدم معرفتها بأن الجمع بين الدليلين أولى من إعمال إحدهما وترك الآخر بالكلية، وعدم معرفتها بدلالة المنطوق والمفهوم.
وأوضح أن جهل هذه الجماعات بالمناهج المتعددة لعلماء الإسلام في فهم النص القرآني وعدم معرفتهم بتنوع المشارب الفكرية لهذه المناهج، فالأصولي يُعنى عناية فائقة بتحقيق مسائل الأصول وأخذها من أدلتها التفصيلية، والفقيه يُعنى باستخراج الاحكام واستنباطها من دلالات النصوص على معانيها، والمُتكلم يُعنى بالاستدلال على ترسيخ الحق الذي أمر الله به في جانب الاعتقاد، مشيرا إلى أن كل هذا وغيره مما تفتقده جماعات الغلو والتطرف يجعلها جريئة على تأويل النصوص تأويلا فاسدا وتحميل النص ما لا يحتمل، ومن ثم تحكم على المجتمعات المسلمة بأنها مجتمعات جاهلية.