يتهم الناشطون القوات الحكومية بنشر أسلحة ثقيلة مع اشتداد الهجمات على المناطق الكردية

إيران في مرحلة حرجة.. مئات القتلى خلال حملة قمع الاحتجاجات (تقرير)

تقارير وحوارات

تظاهرات إيرن - ارشيفيه
تظاهرات إيرن - ارشيفيه

يبدو أن قمع إيران للاحتجاجات المناهضة للنظام قد دخل مرحلة جديدة خطيرة، حيث يتهم الناشطون القوات الحكومية بنشر أسلحة ثقيلة وطائرات هليكوبتر، ووصف مسؤول في الأمم المتحدة الوضع بأنه "حرج".

 وهزت انتفاضة وطنية البلاد منذ وفاة "ماهسا أميني"، الفتاة الكردية في سبتمبر الماضي، والتي زُعم أنها تعرضت للضرب حتى دخلت في غيبوبة على يد "شرطة الأداب" في الجمهورية الإسلامية بعد أن اعتقلتها لارتدائها الحجاب الذي اعتبرته غير لائق.

ومنذ ذلك الحين، قُتل مئات الأشخاص في حملة قمع دموية ضد ثورة شعبية تطالب بإنهاء الحكم الاستبدادي المستمر منذ عقود لكبار رجال الدين في البلاد.

 

تصاعد انتهاكات قوات الأمن في مناطق تجمعات الأكراد

 

تصاعدت الهجمات الحكومية على التجمعات في نهاية الأسبوع الماضي في المناطق ذات الأغلبية الكردية في إيران، ونشرت منظمة "هينجاو" الحقوقية لرصد انتهاكات النظام الإيراني، لقطات أمس الاثنين لما قالت إنها قوات حكومية تسافر إلى مدينتي بوكان ومهاباد. وضمت القافلة المسلحة شاحنات صغيرة مزودة برشاشات.

وفي مقطع فيديو آخر، حاول المواطنين إزالة جثة رجل سقط في الشارع بينما كان آخرون يركضون للاحتماء من صوت إطلاق النار، وقالت "هينجاو" في بيان لها : "إن إطلاق النار شديد للغاية لدرجة أن الناس غير قادرين حتى على تحريك جسد الضحية هذه هي الإبادة الجماعية التي ترتكبها الجمهورية الإسلامية ضد كردستان”.

 ونشرت المنظمة الحقوقية، اليوم الثلاثاء، لقطات قالت إنها من مدينة جوانرود يظهر فيها رجال مسلحون، يعتقد أنهم من قوات الأمن، وهم يهتفون "الله أكبر" وهم يطلقون النار من بنادقهم الهجومية في شوارع مهجورة مليئة بالحطام والركام، وأظهر مقطع فيديو آخر طائرات هليكوبتر تحلق فوق مناطق حضرية.

 وفي مواجهة أحد أجرأ التحديات التي يواجهها حكمها المتشدد منذ ثورة 1979 التي أطاحت بشاه إيران الصديق للغرب، أغلقت طهران الوصول إلى الإنترنت في العديد من المناطق، وقد ألقت مراراً وتكراراً باللوم على أعداء أجانب وعملائهم في تنظيم الاحتجاجات واتهمت "الإرهابيين" بقتل العشرات من أفراد قوات الأمن.

 

 

ارتفاع أعداد ضحايا ومصابين الحملة الأمنية الموسعة

ومع ذلك، قال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 300 شخص قتلوا حتى الآن في حملة القمع الإيرانية، بما في ذلك أكثر من 40 طفلاً، ووقعت عمليات القتل هذه في جميع أنحاء البلاد، حيث تم الإبلاغ عن حالات وفاة في 25 مقاطعة من أصل 31 مقاطعة.

 وقال "فولكر تورك" مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن ارتفاع عدد القتلى في الاحتجاجات في إيران، بما في ذلك مقتل طفلين في عطلة نهاية الأسبوع، يسلط الضوء على الوضع الحرج في إيران.

 وقال "جيريمي لورانس" المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن التقارير الواردة من المدن ذات الأغلبية الكردية كانت مثيرة للقلق بشكل خاص، حيث قُتل أكثر من 40 شخصًا على أيدي قوات الأمن خلال الأسبوع الماضي، وأضاف في بيان للمفوضية "تم أيضًا نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن في الأيام الأخيرة".

 وحثت "جيريمي" السلطات على تلبية مطالب الناس بالمساواة والكرامة والحقوق، بدلاً من استخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة لقمع الاحتجاجات، قائلًأ/ "إن الافتقار إلى المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران لا يزال مستمرا، ويساهم في تزايد المظالم".

 

 

ديكتاتورية ملالي إيران ومزاعم ملاحقة الإرهابيين

ولم يسمح آيات الله الإيرانيون قط بمساحة للمنتقدين المناهضين للنظام للتعبير عن آرائهم، وساعدوا الرئيس السوري بشار الأسد في قمع حركة احتجاجية مماثلة في بلاده قبل عقد من الزمن باستخدام قوات أمنية على نطاق واسع لإجهاض الثورة السورية.

وتزعم الحكومة الإيرانية أن مسلحين أطلقوا النار على قواتها، وقالت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية اليوم الثلاثاء، إن الحرس الثوري الإيراني استهدف "إرهابيين انفصاليين" في العراق المجاور بالصواريخ والطائرات بدون طيار.

 وتتهم طهران الجماعات الكردية الإيرانية باللجوء إلى إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، لكن التصعيد الأخير في ضرباتها يهدد بتحويل الاضطرابات الداخلية إلى أزمة دولية.

 وقالت تسنيم: “في عملية اليوم، تم استهداف قاعدة جماعة إرهابية انفصالية بالقرب من كركوك، تعرف باسم الحزب الكردستاني الحر، بالصواريخ والطائرات الانتحارية بدون طيار”. وأكد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان في العراق، لاوك غفوري، وقوع الضربات.