لماذا رفض لاعبو المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني في كأس العالم؟
في بادرة تضامنية مع الاحتجاجات التي تعيشها عدة مدن إيرانية ضد نظام الملالي في إيران، خاصة بعد مقتل الفتاة مهسا أميني، التزم لاعبو المنتخب الإيراني الصمت أثناء أداء النشيد الوطني خلال عزفه، قبيل انطلاق مباراتهم أمام المنتخب الإنجليزي في أولى مبارياتهم ضمن المجموعة الثانية من كأس العام المقام في قطر 2022.
وتشير بعض التقارير إلى أن امتناع اللاعبين الإيرانيين عن أداء النشيد الوطني، قد يكون إشارة منهم بسبب حزنهم على الأوضاع في بلدهم ورفضها، الذي يشهد حاليا أعمال عنف وتخريبا ومواجهات بين قوات الحكومة وجماعات مطالبة بتعديل الأوضاع السياسية الداخلية.
وتستعرض بوابة “الفجر” تفاصيل هذه الاحتجاجات في التالي:
بداية قصة الاحتجاجات في إيران
اشتعلت الاحتجاجات في إيران عقب الاعتداء علي الفتاة الإيرانية مهسا أميني من قبل رجال الشرطة الإيرانية وأدي هذا الاعتداء إلي وفاة الفتاة، هذا الأمر أدي إلي إشعال نار الغضب الشعبي حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلًا عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.
عدد القتلى في الاحتجاجات في إيران
ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران، أمس إلى 419 قتيلًا على أقل تقدير، بينهم 60 طفلًا، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات، وفق منظمة "هرانا" لنشطاء حقوق الإنسان في البلاد، فيما اعتقل ما لا يقل عن 17451 متظاهرًا في 155 مدينة.
تضامن لاعبو المنتخب الإيراني علي الاحتجاجات في إيران
إحتجاج لاعبو المنتخب الإيراني علي الاحتجاجات في إيران قاموا لاعبو منتخب إيران عدم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم أمام إنجلترا اليوم الاثنين، وهذا في إشارة نهم يدعمون الاحتجاجات.
فحيث صمت كل عناصر التشكيلة الأساسية لإيران المكونة من 11 لاعبًا أثناء عزف النشيد الوطني في استاد خليفة الدولي، وفق رويترز.
الأمر الذي دفع التلفزيون الإيراني حجب صور اللاعبين خلال البث الحي لعزف النشيد الوطني قبل المباراة.
تعاطف الجماهير في البلاد مع الاحتجاجات
يشار إلى أن التشكيلة كانت فقدت تعاطف الجماهير في البلاد حيث اتهمهم كثيرون بالانحياز إلى حملة السلطات العنيفة ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يسعون إلى سقوط النظام.
وكان المنتخب الوطني لكرة القدم في دائرة الضوء خلال الاستعداد للبطولة مع الترقب حول ما إذا كان اللاعبون سيستخدمون الحدث العالمي كمنصة لإظهار التضامن مع المحتجين.
تصريحات قائد المنتخب الإيراني
صرح إحسان حاج صفي، قائد المنتخب الإيراني، خلال مؤتمر صحافي دعمه للانتفاضة والتظاهرات المستمرة في بلاده منذ منتصف سبتمبر الفائت إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني.
قال متحدثًا من كأس العالم لكرة القدم في قطر أمس الأحد إن "اللاعبين يجب أن يكونوا صوت أولئك الذين يواجهون المعاناة".
و أضاف أنه "قبل أي شيء أود أن أقدم التعازي لجميع العائلات الثكلى في إيران.
واستمر، ينبغي أن يعرفوا أننا معهم وندعمهم وأننا متعاطفون معهم في هذه الظروف".
وفي ما بدا رسالة إلى السلطات الإيرانية، أردف: "علينا أن نتقبل أن الأوضاع في بلادنا ليست صحيحة وأن شعبنا ليس سعيدًا. نحن هنا لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نكون صوتهم أو ألا نحترمهم".