كيفية التغلب على الغضب
الغضب يُعرف بأنه حالة عاطفية يمر بها الإنسان، وتتراوح بين شعور طفيف بالضيق إلى الهيجان والغضب الشديد، ويعزى سبب هذه الحالة العاطفية إلى رغبة الفرد في الدفاع عن نفسه نظرًا إلى شعوره بالتهديد ممن حوله، ويحدث الغضب بسبب عوامل داخلية أو خارجية، فقد يكون الغضب موجهًا نحو شخص معين أو حدث معين نتيجة الاستفزاز أو اختلاف الرأي والرغبات، أو قد يكون موجهًا نحو المشاكل الشخصية التي يواجهها الفرد أو الذكريات والتجارب المؤلمة التي كان قد مرّ بها كنوع من رفض الاستسلام وقلة الحيلة التي يشعر بها المرء في بعض المواقف الخارجة عن إرادته أو تجاه عوامل مادية مثل الافتقار إلى المأوى أو الطعام أو الراحة، أما التعبير العدائي عن الغضب فهو الطريقة الطبيعية للتعبير عن الشعور، وذلك لأن وظيفة الشعور هي التعامل مع أي خطر يشعر به الإنسان على جسده أو نفسه، مما يحفز الرد القوي الذي يتيح للفرد الدفاع عن نفسه عند التعرض لأي اعتداء.
طرق التغلب على الغضب
توجد الكثير من الطرق الطبية والتقليدية الشائعة للتخلّص من الغضب سواء في اللحظة نفسها أو تدريجيًا، ومن أهم هذه الطرق التي ستمكنك من التغلب على غضبك ما يأتي:
- عند التعرّض لموقف يسبب الغضب يفضل مغادرة المكان والتوجه إلى الهواء الطلق، وإذا كان الخروج صعبًا فيمكنك استخدام طريقة العدّ وذلك بالبدء بالعدّ من واحد إلى عشرة، وبالتالي إعطاء ضربات القلب الفرصة للعودة إلى الوضع الطبيعي، وقد يلجأ البعض إلى الاستماع للموسيقى الهادئة أو ممارسة تمارين التنفس العميق.
- الالتزام بالصمت والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والوضوء إذا أمكن ذلك، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلّم لأصحابه ليتجنبوا الغضب وآثاره المدمّرة، إذ من المهم التفكير قبل التفوه بأي كلام قد يؤذي الشخص المقابل ويزيد الموقف سوءًا دون قصد.
- عند الشعور بالغضب يفضل أن تأخذ نفسًا عميقًا وتحبسه لعدة ثوانٍ ثمَّ إطلاق زفير، ويكرّر هذا التمرين حتى يزول الشعور بالغضب، أو يضبط ردّة الفعل.
- ينصح بالجلوس إذا كنت واقفًا، والاستلقاء إذا كنت جالسًا، ومن المهم ممارسة التمارين الرياضية أو الحركة المستمرة لضبط الأعصاب والتنفيس عن الضغوطات اليومية كي لا تنفجر مشاعرك فجأة.
- حاول التعبير عن نفسك ومشاركة مشاعرك مع المقربين والأصدقاء، وعدم مراكمة المشاعر والأفكار دون الإفصاح عنها مع مراعاة الهدوء والتوازن أثناء ذلك. مارس التمارين الرياضية بانتظام، إذ تؤدي الرياضة إلى إطلاق مواد كيميائية مهدئة، مثل الدوبامين والسيروتونين في الجسم، وسيساعد ذلك على تحسين حالتك الذهنية وتجعلك أقل عرضة للغضب.
- مارس تقنيات الاسترخاء، مما يساعد في التغلب على التوتر على المدى الطويل.
- تجنب المسائل التي تسببت بغضبك، حتى لو كنت تشعر أن هذه الطريقة غيرعادلة، لكن ممارسة ذلك تسمح بتجاوز الضغائن.
- خصص بضع دقائق لمرة واحدة على الأقل يوميًا للتفكير في الحياة، وكيفية تجنب ردات فعل الغضب، كما ينصح بالتقكير بأساليب تجنب الغضب.
- اشرب بعض الماء لما له من تأثير مهدئ على الجسم والمشاعر، أو تناول شيء حلو.
- حاول التحلي بالصبر ومراعاة ظروف الآخرين، بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك، ومحاولة التسامح مع الآخرين حتى مع الأشخاص غير المحببين.
- حافظ على اللباقة والدبلوماسية في الحديث.
- مارس التفكير الإيجابي، مما يجعل من السهل تجاهل الملاحظات والسلوكيات التي قد تسبب الغضب، والموقف الإيجابي يجعلك شخصًا أكثر سعادة وإيجابية مع هذا النوع من المواقف.
- فكر في أمور تبعث الابتسامة والضحك في كثير من الأحيان، فهذا سيساعدك على البقاء إيجابيًا، ويمكن أن يخفف هذا من حدة التوتر والاستياء، مما يخفف بالنهاية من الغضب.
- ابتعد كليًا عن المواد التي تحتوي على كحول، إذ إن مثل هذه المواد تجعلك أكثر عرضة للغضب.
- سجل جميع المواقف التي شعرت بها بالغضب وتصرّفت بعدوانية ومن ثم ابدأ بمراجعتها وسؤال نفسك فيما إذا كانت هذه المواقف تستحق ردة فعلك أم لا، مع التعرف على نقاط الضعف التي تشكّل محفزات للغضب لديك والابتعاد عنها فور رؤيتها في موقف ما كي لا تتفاقم حدة الغضب.
- ذكر نفسك بآثار الغضب السيئة وبأنّه من التصرفات التي لا يفعلها الشخص القوي الواثق من نفسه، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
طرق التعبير عن الغضب
توجد ثلاث طرق رئيسية للتعامل مع الغضب، وهي التعبير أو الكبت أو التهدئة، هذا وتكمن الخطورة والحاجة إلى المساعدة في حال عدم قدرة المرء على التصرف بأي من هذه الطرق ليبقى حبيس غضبه ويفقد أعصابه إلى ما لا تحمد عقباه، إذ قد يؤدّي الغضب حينها إلى انتشار البغضاء بين النّاس وتوليد الحقد في قلوبهم وربّما يصل إلى الإيذاء والوقوع في مشكلات كبيرة وخسارة الأصدقاء وتفكّك العائلات، وفي ما يلي تفصيل لهذه الطرق:
- التعبير: يكون التعبير السليم عن الغضب حازمًا ولكن غير عدائي، ويكون ذلك عن طريق توضيح ما يحتاجه الإنسان وكيفية تلبية هذه الاحتياجات دون إيذاء الآخرين، وهذا لا يعني أن يكون الإنسان متحكمًا أو لحوحًا، ولكن يعني أن يكون واضحًا.
- الكبت: يكُبتُ الغضب ثم يُحوَلُ باتجاه آخر، والهدف هنا هو كبت الشعور مؤقتًا والتفكير بأمور إيجابية وعدم التصرف بانفعال وغضب، وتكمن خطورة هذه الطريقة في التعامل مع الغضب عندما لا يتمكن الفرد من تفريغ الغضب بطريقة إيجابية، وبالتالي يفرغه في ذاته، فيرتفع ضغط الدم والتوتر ويزداد الاكتئاب.
- التهدئة: تعني هذه الطريقة أن يتمكن الفرد من السيطرة على تصرفاته الظاهرة بالإضافة إلى ردود الفعل التي تحدث داخل الجسم، فيهدئ ذاته ويتخلص من المشاعر السلبية.
- علامات الغضب تكمن الخطوة الأولى في إدارة الغضب بفعالية بتعلم كيفية التعرف على الغضب، إذ يواجه الكثير من الرجال الذين تنتابهم حالات الغضب صعوبة في الإدراك، ولكن لحسن الحظ معظم الأشخاص يعانون من عدد من الإشارات الجسدية والعاطفية والسلوكية التي يمكنهم استخدامها للدلالة على أنهم منزعجون.