مواقيت العمرة وأركانها
العمرة عبادةٌ لها فضلها العظيم، فهي مُكفّرةٌ للذنوب رافعةٌ للدرجات، مُضاعفةٌ للأجر إذا ما أُدّيت في شهر رمضان المبارك، كما أنّها من العبادات التي رغّب فيها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم.
وتُعرّف بأنّها زيارةٌ وقصدٌ للكعبة المشرّفة بهدف التعبّد والنسُك من خلال الطواف والسعي، وتكون في أيّ وقتٍ من السنة باستثناء بعض الأياّم لدى بعض الفقهاء.
والعمرة بإجماع العلماء مشروعةٌ، بيد أنّهم اختلفوا في وجوبها من عدمه، حيث رأى عددٌ من الفقهاء أبرزهم ما اشتُهر عن أحمد بن حنبل والشافعيّ أنّها واجبةٌ، وكان لهم دلالاتهم في ذلك، فيما ذهب أكثرهم إلى أنّها سنّةٌ وليست واجبةً، وهذا رأي أبي حنيفة ومالك وابن تيمية،وقد بيّنوا أدلّتهم في ذلك.
◄مواقيت العمرة
المواقيت المكانية وهي الأماكن التي لا يجوز لمن أراد الحج أو العُمرة تجاوزها إلّا وهو مُحرم، وهي خمسةٌ قد حدّدها النبي بقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (وَقَّتَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قَرْنًا لأهْلِ نَجْدٍ، والجُحْفَةَ لأهْلِ الشَّأْمِ، وذا الحُلَيْفَةِ لأهْلِ المَدِينَةِ، قالَ: سَمِعْتُ هذا مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبَلَغَنِي أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمُ) وجاء أنّ النبي وقّت لأهل العراق ذات عِرْق، وهذه الأسماء كانت على زمن النبي وقد تغيّرت إلى أسماءٍ أخرى؛ فذو الحُليفة يُسمّى الآن أبيار علي، وقرن المنازل يُسمّى السيل، ويَلَمْلَمْ يسمى السعدية، وذات عِرْق يسمى الضريبة، وما لم يذكره النبي من البلاد يكون ميقات أهلها الميقات الذي يمرّوا به في طريقهم أو ما يحاذيه*.
المواقيت الزمانية تختلف العمرة عن الحج في المواقيت الزمانية؛ فالحج لا يجوز الإتيان به إلّا في أوقاتٍ مُحدّدةٍ، أمّا العُمرة فيجوز أداؤها في جميع أيام السنة، ويُستثنى من ذلك الحاجّ في أيام التشريق إذ لا يجوز له الإحرام بالعمرة.
أمّا الأوقات التي حثّت الشريعة على أداء العُمرة فيها فهي: أشهر الحج، والأشهر الحُرم، وشهر رمضان، فهذه الأوقات وردت الأدلة على مُضاعفة الأجور فيها، ويجوز تكرارها في السنة الواحدة أكثر من مرةٍ.
◄شروط العمرة وأركانها للعمرة
للعمرة عدّة شروطٍ لا بُدّ من توافرها فيمن يُؤدّيها، حيث يجب أن يكون مسلمًا، وبالغًا، وعاقلًا، ومالكًا لحريّته، إضافةً إلى كونه يملك القدرة والاستطاعة، في حين أنّ لها ثلاثة أركانٍ، وهي:
الإحرام ويكون بنيّة الدخول. الطواف ببيت الله الحرام. السعي بين الصفا والمروة.
واجبات العمرة
وما يُستحبّ فيها هناك ثلاثة واجباتٍ يقوم بها المُعتمر، فإذا ما ترك منها واحدًا فإنّ عليه دمٌ يُجبر به ما تركه، وتبدأ هذه الواجبات بالإحرام من الميقات، أمّا إن كان في الحرم فعليه بالحلّ، والتجرّد من لباس المخيط وهذا واجبٌ يخصّ الرجال إضافةً إلى الحلق أو التقصير، أمّا ما يُستحبّ القيام به في العمرة فهي كثيرةٌ، كتقليم الأظافر والتطيّب والاغتسال، وهذه تكون قبل الإحرام، أمّا بعده فيُستحبّ التلبية ورفع الصوت بالنسبة للرجال، وفي الطواف تقبيل الحجر الأسود ما لم يكن هناك ضررٌ كالزحام، وكشف الرجال للكتف الأيمن، وطوافهم مسرعين في أوّل ثلاثة أشواطٍ، إضافةً إلى الذكر والدعاء وختم الطواف بصلاة ركعتين، في حين أنّه يُستحبّ للمعتمر عند السعي بين الصفا والمروة أن يصعد على الصفا ويقول: "نبدأ بما بدأ الله"، والهرولة ما بين العلمَين الأخضَرين، بالإضافة إلى الذكر والإكثار منه.
◄كيفية أداء العمرة
إن للعمرة أركانًا لا بدّ من تحقّقها والقيام بها، إلّا أنّ علماء المذاهب الفقهية الأربعة تعددت أقوالهم في تحديدها مع اتّفاقهم بأنّ الإحرام يقدّم على جميع الأعمال.
وفيما يأتي بيان ذلك: القول الأول: ذهب المالكية والحنابلة إلى القول بأنّ للعمرة ثلاثة أركان؛ وهي: الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة.
القول الثاني: ذهب الشافعية إلى القول بأن العمرة قائمةً على خمسة أركان، وهي: الإحرام، والطواف، والسعي، وحلق أو تقصير الشعر، والترتيب بين الأركان.
القول الثالث: ذهب الحنفية إلى اعتبار أن للعمرة ركنًا واحدًا يتمثّل بالإتيان بأربعة أشواطٍ فأكثر من الطواف، واعتبروا أن الإحرام للعمرة شرطٌ لها، أما السعي بين الصفا والمروة والتحلّل من الإحرام.
فمن الواجبات. الإحرام حيث يُعرّف الإحرام بنية الدخول في العمرة، ويُسنّ للمعتمر التلبية حين الإحرام عند الجمهور من العلماء بخلاف الحنفية الذين ذهبوا إلى القول بأنّ التلبية شرطٌ، وتكون بقول: "لبيك اللهم لبيك".