قُتل ستة أشخاص وأصيب 81 آخرون عندما استهدف هجوم بالقنابل شارع المشاة الشهير في إسطنبول

هجوم شارع الاستقلال.. أردوغان يتوعد والإعلام يحظر تداول أنباء التفجير (تقرير)

تقارير وحوارات

تفجير شارع الاستقلال
تفجير شارع الاستقلال

لقي ستة أشخاص حتفهم وأصيب 81 آخرون، أمس الأحد، في انفجار قنبلة في شارع الاستقلال بمدينة إسطنبول التركية، وقالت الشرطة إنه تم اعتقال 46 شخصا في المجمل من بينهم امرأة كانت تحمل شنطة يد جلست في احد المقاهي لمدة 45 دقيقة وتم الانفجار بعد لحظات من مغادرتها للمكان .

 وقال "سليمان صويلو" وزير الداخلية التركي، في تصريحات له اليوم الاثنين، إن الهجوم تم التخطيط له في بلده عين العرب ذات الأغلبية الكردية في شمال سوريا حيث يوحد مقر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا.

ونفى حزب العمال الكردستاني في بيان له على الموقع الإلكتروني الرسمي له، اليوم الأثنين، تورطه  في التفجير بدعوي أنه من غير الوارد استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال.

وبينما تم إلقاء اللوم على المسلحين الأكراد والمسلحين المرتبطين بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في الهجمة، لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها رسميًا عن الهجوم حتى الآن.

 

 

 

أنقرة تتهم الدول الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية 

 

وتصنف أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية، وذلك بسبب تمرده المستمر منذ عقود والمطالبة بالحكم الذاتي الكردي في جنوب شرق تركيا، وترتبط وحدات حماية الشعب بعلاقات مع حزب العمال الكردستاني، لكنها جزء من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقاتل مسلحي تنظيم داعش في شمال سوريا.

 

 

واتهم "سليمان صويليو" دول دون أن يسميها بالدعم المباشر أو غير المباشر للجماعات الإرهابية والتي تقف ورا إنفجار الأمس، قائلًا:"يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه. إن الهجمات الإرهابية ضد المدنيين لدينا هي عواقب مباشرة وغير مباشرة لدعم بعض الدول للجماعات الإرهابية، يجب عليهم أن يتوقفوا فورًا عن دعمهم المباشر وغير المباشر إذا كانوا يريدون صداقة تركيا".

 

 

أردوغان يتوعد المسؤولين عن الانفجار 

 

وتوعد الرئيس التركي "رجب طيب أردزغان" في تصريحات مقتضبة قبيل سفرة لخضور قمة مجموعة العشرين في بالي غدًا الثلاثاء لوسائل الإعلام ، بمعاقبة المسؤولين عن الحادث.

 

كما يتم استهداف حزب العمال الكردستاني بانتظام من خلال العمليات العسكرية التركية في شمال العراق، في حين منعت أنقرة أيضًا دخول السويد إلى الناتو بعد أن اتهمتها بالتساهل مع الجماعة.

 

 

 

السلطات تحظر الوصول لأخبار الانفجار

 

وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الإجتماعي لحظة الهجوم أشخاصا مذعورين يركضون ويحاولون البحث عن مكان آمن في المتاجر القريبة بينما تتصاعد كرة نارية في سماء المنطقة.

وفرض أمين المظالم الإعلامية في تركيا، RTÜK، حظرًا مؤقتًا على تغطية الانفجار، ومنع المذيعين من بث لحظة وقوع الانفجار أو ما بعده مباشرة، لتجنب اثارة الخوف والذعر في المجتمع الدولي وخدمة أغراض التنظيمات الإرهابية.

وقالت منظمة مراقبة حرية الإنترنت "NetBlocks"،  إن بيانات الشبكة أظهرت أن السلطات التركية كانت تقيد الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي، وصرح "ألب توكر" مؤسس المنظمة إن الوصول إلى المعلومات أمر حيوي في أوقات الطوارئ، كما أظهرت التقارير أن القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من المعلومات الخاطئة بعد الحادث الإرهابي.

وأقر البرلمان التركي مؤخرًا قانونًا جديدًا شاملاً يحظر "المعلومات المضللة"، والذي بموجبه يمكن سجن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحفيين المتهمين بخرقه لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. 

فيما حذر "أبو بكر شاهين" رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، المواطنين من نشر معلومات مضللة حول الهجوم، قائلًا: "نحن نتابع التطورات عن كثب. يرجى عدم الاعتماد على معلومات من مصادر غير واضحة. دعونا نحصل على المعلومات من مصادر موثوقة. دعونا لا ننشر معلومات كاذبة دون علم”.

 

هجمات إرهابية سابقة في تركيا 

 وتعرضت تركيا لسلسلة من التفجيرات القاتلة بين عامي 2015 و2017 من قبل تنظيم داعش والجماعات الكردية المحظورة.

ومن بينها هجوم انتحاري في نفس الشارع في 19 مارس 2016، أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 36 آخرين، وقالت الشرطة التركية في وقت لاحق إن المهاجم كان له صلات بتنظيم داعش.

وفي يناير من ذلك العام، قتل مهاجم انتحاري في منطقة السلطان أحمد المزدحمة 13 شخصا، وفي يونيو هاجم مسلحون بأسلحة آلية وأحزمة ناسفة مدخل مطار أتاتورك في إسطنبول، مما أسفر عن مقتل 45 شخصا غير المهاجمين وإصابة أكثر من 230 آخرين.