الخارجية الأذربيجانية: تصريحات باشينيان غير مقبولة

عربي ودولي

بوابة الفجر

وصفت وزارة الخارجية الأذربيجانية تصريحات رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، بشأن إعداد باكو لإبادة جماعية لأرمن قره باغ بأنها "غير مقبولة".
وكان باشينيان قد اتهم أذربيجان بالتحضير لإبادة جماعية لأرمن قرة باغ، وصرح بأن باكو تمنع زيارة ممثلي هيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة قره باغ، وبحسبه فإن "أذربيجان لم تتخذ خطوات لبدء حوار ملموس للمجتمع الدولي مع ممثلي أرمن قره باغ".

في الوقت نفسه، وفقا لباشينيان، لم تضمن أذربيجان العودة الآمنة للآلاف من سكان حدروت وغيرها من المناطق المأهولة بالأرمن في قرة باغ، وهو ما يعد "انتهاكا لأحكام بيان 9 نوفمبر من عام 2020، بشأن وقف الأعمال العدائية في قرة باغ".

وبحسب باشينيان، فإن "هذه الإجراءات والتصريحات وعدد من التصرفات المشابهة توضح أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يشكل ليس تهديدا فحسب، بل ويستعد فعليا للإبادة الجماعية لأرمن قرة باغ".

وبحسب الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية الأذربيجانية فإن "محاولة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، خلال خطابه باجتماع حكومي، يوم 10 نوفمبر 2022، هي تشويه لخطاب رئيس جمهورية أذربيجان، يوم 8 نوفمبر 2022، في شوشا، وخلق انطباع بأن أذربيجان لا تفي بالتزاماتها، وهذا لا أساس له من الصحة على الإطلاق، وغير مقبول".

وتابع بيان وزارة الخارجية الأذربيجانية: "هذا النهج من قبل القيادة الأرمنية هو ضربة أخرى لعملية تطبيع العلاقات بين الدولتين وإحلال السلام في المنطقة. واتهام رئيس الوزراء باشينيان بانتهاك القانون الدولي من قبل أذربيجان على خلفية 30 عاما من العدوان، ليس سوى انتهاك جسيم للحقوق الأساسية لمئات الآلاف من الأذربيجانيين في إطار سياسة الاحتلال وعدد من الجرائم ضد الإنسانية، وهو حد النفاق".

ووفقا لوزارة الخارجية الأذربيجانية، فإن "حقيقة أن رئيس وزراء أرمينيا يوجه هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، بدلا من الاعتراف بانتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها بلاده على مر السنين، بل والاعتراف، بشكل ما، بانتهاك الالتزامات الواردة في البيان الثلاثي الصادر في 10 نوفمبر 2020، تدعو بشكل جدي إلى التساؤل عن صدق أرمينيا في عملية السلام".

وتابع البيان: "إن الجانب الأرمني، في انتهاك للالتزامات التي تعهدت بها الفقرة 9 من البيان الثلاثي، هو الذي يعطل عملية فتح الاتصالات بين المناطق الغربية لأذربيجان وجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، وتفي أذربيجان بدورها بالتزاماتها بأمانة من خلال شق طريق لاتشين الجديد. وفي هذا الوضع، فإن تأكيدات رئيس وزراء أرمينيا على نية أذربيجان قطع طريق لاتشين ليست أكثر من تصعيد متعمد للوضع في المنطقة".

ويشير التقرير إلى أنه "بموجب البيان الثلاثي، تضمن جمهورية أذربيجان سلامة تنقل المواطنين والمركبات والبضائع على طول طريق لاتشين في كلا الاتجاهين، واستخدام الطريق لأغراض عسكرية غير مقبول".

وأشار البيان إلى اعتراف المسؤولين الأرمن بعدم سحب التشكيلات الأرمينية بالكامل من أراضي أذربيجان، ويتم نقل ألغام يعود إنتاجها لعام 2021 إلى أراضي أذربيجان، وهو ما يعني، خلافا للفقرة 6 من البيان الثلاثي، أن هناك حالات إساءة استخدام أرمينيا لطريق لاتشين فيما يتعلق بالتفسير الخاطئ تماما والتصريحات التي لا أساس لها من رئيس الوزراء الأرمني بشأن الحكم المعروف جيدا للبيان الثلاثي فيما يتعلق بممر زانجيزور، مع ملاحظة أن هذا الممر يعني استعادة الصلة التاريخية بين أذربيجان وجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، وهو ما يعني استخدام الممر لأغراض سلمية وإنسانية".

وقد ذكرت السلطات الأذربيجانية مرارا أن الشعب الأذربيجاني ليس معاديا للشعب الأرمني، والشعب الأرمني الذي يعيش في قرة باغ، حسب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، هم مواطنون أذربيجانيون، وستعتني بهم باكو، و"سيعيشون بكرامة وسلام مع الأذربيجانيين".

كذلك صرح علييف بأن "أرمن قرة باغ سيكون لهم نفس الحقوق التي يتمتع بها مواطنو أذربيجان"، وأن باكو لن تناقش مصيرهم ومستقبلهم مع أي دولة، بما في ذلك مع أرمينيا.

وكانت أعمال عدائية قد استؤنفت، نهاية سبتمبر 2020، في قرة باغ، والتي أصبحت استمرارا لصراع طويل الأمد، وأدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وقام الطرفان بعدة محاولات للتوصل إلى هدنة، إلا أن الاتفاق الثلاثي الذي تم التوصل إليه ليلة 10 نوفمبر كان ناجحا، حيث اتفقت أذربيجان وأرمينيا بوساطة موسكو على وقف إطلاق النار بالكامل وتبادل الأسرى وجثث الموتى. كما سلمت يريفان مناطق كالباغار ولاتشين وأغدام إلى باكو. إضافة إلى ذلك، تم نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة.